تحليلات

إسكات ترامب على «تويتر» أثمن هدية تلقاها بايدن

علي حمدان –

الهدية الأثمن التي تلقاها الرئيس الأميركي جو بايدن فور دخوله البيت الأبيض، تتمثل بكتم منصة تويتر لصوت الرئيس السابق دونالد ترامب عبر إغلاق حسابه، بحسب بوليتيكو.

ولّى زمن نعت جو بايدن ب «جو النائم»، والتغريدات المنفرة والساخرة التي ساهمت وكالات إعلامية عالمية داعمة لأجندة الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه ترامب بتأجيجها، بحسب الصحيفة، وعليه تمكن الرئيس الجديد من إصدار حزمة قرارات تفكك إرث سابقه دون تعرضه لتعليقات عدائية فورية.

استراتيجية ثابتة

في هذا السياق يؤكد فريق الرئيس بايدن الإعلامي بأن استراتيجية التواصل التي يتبعها الأخير، لن تتغير بعد إنتهاء ولاية ترامب وصمته افتراضياً.

«لقد أمضى الرئيس الحالي عامين في تجاهل انتقادات ترامب وحافظ على هدوءه وتركيزه على الرسالة التي يود إيصالها للشعب الأميركي، وقد استطاع تحقيق الفوز في النهاية»، يقول أحد أعضاء فريق الإدارة الجديدة لبوليتيكو، مضيفاً بأن عودة ترامب مستقبلاً إلى منصات التواصل الإجتماعي، أو إنشاءه لحساباتٍ ناطقة بإسمه لن تبدل من أسلوب تواصل الرئيس بايدن مع الشعب الأميركي.

تأكيد خبراء التواصل والإعلام المحيطين ببايدن على عدم تأثر استراتيجياتهم بغياب الرئيس السابق عن الساحة الإعلامية والنقاش العام، يتزامن مع تعبيرهم عن سعادتهم بخطوة «تويتر» التي سهلت مهمتهم.

«عدم اضطرارنا للتعامل مع تغريدةٍ  مختلةٍ بين الحين والآخر هو نعمةٌ دون شك»، يقول أحد المستشارين المقربين من فريق بايدن للصحيفة.

تخفيف الانقسامات

وتشير بوليتيكو إلى أن قيام «تويتر» بإغلاق حساب ترامب، أعاد الاتساق إلى الحياة السياسية في أميركا والعالم، وساهم في التخفيف من الانقسامات حول أجندة وسياسات الرئيس الجديد العامة، فترامب لم يتمكن من تحريض مناصريه ضد قرارات خلفه، التي نصت على ضرورة ارتداء الكمامات في المطارات ومؤسسات الدولة وغيرها من الأماكن العامة في أميركا.

لقد تعرض الرئيس بايدن منذ تبوئه السلطة لسلسلة انتقادات من الإعلام التقليدي، لكن ما واجهه الرجل حتى الآن لا يمكن مقارنته مع ما قد يواجهه في حال تواجد ترامب على المنصة الزرقاء.

يقول فيليب هوارد، مدير معهد أوكسفورد للإنترنت، المعهد المعني بدراسة الظواهر الاجتماعية في الفضاء السيبراني: «تحلى ترامب بقدرة عجيبة على تشتيت انتباه الرأي العام عن قضايا مهمة، وزرع الشكوك حول مؤسسات ومنظمات عالمية وديمقراطية تعمل من أجل قضايا وجودية كالتغير المناخي وغيرها، حيث تمكن ترامب من خلال حسابه التويتري من حرف نقاشات عامة حول التمييز العنصري والعدالة الإجتماعية عن مسارها ومن شأن غيابه إعادة التركيز على هكذا مواضيع والمساعدة على صوغ سياسات عامة لاحتوائها».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى