«سياحة اللقاح»..سباق على التطعيم في أميركا
فلوريدا واحدة من أكثر الوجهات شيوعًا للمسافرين المحليين والدوليين

محمد أمين-
ورد في تقرير لكيران ميسرا في صحيفة «الغارديان» أن هناك شيوع، في الولايات المتحدة، لما أطلق عليه «سياحة اللقاح»، فما هي؟ ومن المستفيد ومن المتضرر منها؟
أشار التقرير الى أنه مع وجود أكثر من 50 خطة تطعيم فريدة في جميع أنحاء الولايات المتحدة، يعتمد وصول الفرد إلى لقاح «كوفيد19» إلى حد كبير على المكان الذي يعيش فيه الفرد. ففي ولاية ويسكونسن، يتم اعطاء مزارعي المنك، الأولوية للمرحلة التالية من آخذي اللقاح. وفي نيو جيرسي، تُعطى الأولوية للمدخنين للحصول على اللقاح. وفي كولورادو، يتم ادراج الصحفيين ضمن فئة العاملين في الخطوط الأمامية.
أدى هذا النظام المعقد إلى ظهور نوع جديد من السفر الوبائي، يُطلق عليه اسم «سياح اللقاحات»، حيث يعبر الناس حدود الولاية أو حتى حدود الدولة من أجل الوصول المبكر للقاح. وبدون بروتوكول موحد، وبسبب النظام الصحي الأميركي الممزق، حصل عشرات الآلاف، إن لم يكن مئات الآلاف من الأشخاص على لقاحات خارج ولاياتهم الأصلية.
يقول الدكتور جاي ولفسون، أستاذ الصحة العامة في جامعة جنوب فلوريدا «إنهم يأتون من كندا والبرازيل ونيويورك وجورجيا ومينيابوليس الى هنا.»أخبرني بعض أصدقائي في سان بطرسبرغ بولاية فلوريدا أن أناس من فنزويلا كانوا يصطفون معهم في طابور التطعيم«.
ويعزي ولفسون جزء من المسؤولية عن تدفق سياح اللقاحات، الى إعلانات وكالات السفر الدولية.
عيوب في القانون
كانت فلوريدا واحدة من أكثر وجهات سياحة اللقاحات شيوعًا للمسافرين المحليين والدوليين على حدٍ سواء، وذلك بسبب سياسة الولاية المتمثلة في تطعيم أي شخص يزيد عمره عن 65 عامًا. وطبقت فلوريدا مؤخرًا قواعد تحديد الهوية في محاولة لتوجيه المزيد من اللقاحات إلى سكان الولاية، ولكنها فعلت ذلك بعد أن حصل حوالي 50 ألف شخص من خارج الولاية على اللقاح. وعلى الرغم من أن بعض هؤلاء المتلقين للقاح هم من سكان الولاية الموسميين، الذين لم يكن قرارهم بقضاء الشتاء في فلوريدا مرتبطًا بالتطعيم.
ويستخدم سائحو اللقاحات قوتهم لخلق فرصة غير عادلة لأنفسهم. يقول الدكتور كايل فيرغسون من جامعة نيويورك:هناك عيوب في القانون يستغلها بعض الناس. «لا ينبغي أن يتعلق أي من هذا بالجدارة أو الاستحقاق، فعندما يسافر شخص ما للحصول على اللقاح، فإنه يأخذ دور غيره في أخذ اللقاح».
لكن سائحي اللقاحات القادرين على عبور حدود الولاية للحصول على التطعيم هم إلى حد كبير أولئك الذين لديهم الوسائل والقدرة على السفر لمسافة طويلة للحصول على اللقاح. وقد ساهم ذلك في حدوث تمايزات عرقية واجتماعية واقتصادية في توزيع اللقاحات، فمن نيويورك إلى نيو جيرسي إلى شيكاغو، كانت أغلبية متلقي اللقاح من البيض، ومن المقيمين في مناطق أكثر ثراءً.