قضية نافالني تطلق «كباش» بايدن – بوتين
موسكو تعتقل 4 آلاف متظاهر وتتوعد شركات الإنترنت الأميركية.. وواشنطن تدين «الأساليب القاسية»

بدأ «الكباش» الروسي مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن من بوابة اعتقال موسكو للمعارض أليكس نافالني ولنشطاء حقوق الانسان في روسيا والمعارضين للرئيس فلاديمير بوتين.
واليوم قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن الولايات المتحدة تدين الاستخدام المستمر للأساليب القاسية ضد المحتجين السلميين والصحافيين من قبل السلطات الروسية للأسبوع الثاني على التوالي، مجدداً دعوة واشنطن لروسيا إلى الإفراج عن المعتقلين بمن فيهم المعارض أليكسي نافالني.
هذا وأوقفت الشرطة الروسية أكثر من 4 آلاف شخص، بينهم 140 في موسكو خلال يوم جديد من التظاهرات المطالبة بالإفراج عن نافالني، حسب تعداد منظمة «أو في دي انفو» غير الحكومية.
وتأتي هذه المسيرات بعد يوم أول من التظاهرات التي شارك فيها، السبت الماضي، عشرات الآلاف من الروس في جميع أنحاء البلاد، وأسفرت عن اعتقال أكثر من أربعة آلاف شخص، وفتح نحو عشرين قضية جنائية.
واعتقلت موسكو نافالني (44 عاماً) داخل مطار في موسكو في 17 الجاري، لدى وصوله من ألمانيا، حيث كان يتعافى من حالة تسمم مفترضة بواسطة غاز أعصاب، تمّ تطويره في العهد السوفييتي. وأمرت محكمة باحتجازه حتى موعد محاكمته، بتهمة انتهاكه شروط إدانته عام 2014 بعقوبة بالسجن مع وقف التنفيذ.
وقالت محاميته إنه يواجه حكما بالسجن «سنتين ونصف السنة» لانتهاكه شروط عقوبة بالسجن ثلاث سنوات ونصف السنة، مع وقف التنفيذ، صدرت في 2014.
كما وُضِع العديد من مساعدي نافالني، بمن فيهم المحامي ليوبوف سوبول وشقيقه أوليغ نافالني، في الإقامة الجبريّة، حتّى أواخر مارس، في انتظار محاكمتهم بتهم انتهاكهم القيود الخاصّة بالحد من انتشار وباء «كوفيد-19» عبر دعوتهم إلى التظاهرات الاحتجاجية.
شركات الإنترنت الأميركية
من جانبها، شددت الناطقة باسم «الخارجية» الروسية ماريا زاخاروفا على ضرورة اتخاذ إجراءات فعلية في سبيل تنظيم أنشطة شركات الإنترنت العالمية ومواقع التواصل الأميركية.
وذكّرت بأن سفارة الولايات المتحدة في موسكو وزعت عبر مواقع التواصل الاجتماعي بيانات مؤيدة للتظاهرات غير المرخص بها، التي شهدتها مدن روسية مختلفة في 23 أكتوبر بدعوة من نافالني.
وأكدت الدبلوماسية أن الجانب الروسي يرى في هذه التصرفات «تدخلاً سافراً في شؤون روسيا الداخلية»، مضيفة: «لكن الأمر لا يقتصر على ذلك، ومورست أنشطة واسعة النطاق في هذا الصدد من قبل ما يمسى عمالقة الإنترنت، أي الشركات التي تتيح منصات لمواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الاجتماعية نفسها التابعة للجانب الأميركي». وتابعت: «تجري الآن دراسة خيارات الرد المحتمل على ما فعلته منصات الإنترنت الأميركية، ولن يكون هذا الرد بشكل بيانات فقط، بل يجب اتخاذ إجراءات فعلية محددة».
خيانة عظمى!
وفي ما اعتبره مراقبون تحضيراً لاتهامه بالخيانة العظمى، انتقد عضوان في البرلمان الروسي بشدة توجيه مؤسسة نافالني دعوة إلى الرئيس الأميركي جو بايدن – حسب وسائل إعلام – بطلب فرض عقوبات على مسؤولين روس كبار.
ووصف نائب رئيس مجلس الدوما (الغرفة الأدنى للبرلمان الروسي) إيغور ليبيديف الدعوة التي وجهها «صندوق محاربة الفساد» الذي يترأسه نافالني (الذي يصنف عميلاً أجنبياً في روسيا) إلى بايدن بأنها «إهانة للذات وإهانة الدولة»، مبدياً قناعته بأن هذه الخطوة غير صحيحة.
من جانبه، شدد السيناتور الروسي فلاديمير جباروف على أن دعوة صندوق نافالني إلى بايدن قد ترقى إلى مستوى الخيانة العظمى، متسائلاً «هل بإمكانكم أن تتصوروا بأن منظمة أميركية تلجأ إلى بوتين بطلب فرض عقوبات على رئيس الولايات المتحدة؟». وتابع: «يجب التصدي لذلك بشدة، ويجب أن يكون الرد صارماً جداً من قبل أجهزة إنفاذ القانون مثل النيابة العامة وهيئة الأمن الفدرالية».