
ولاء عايش-
لا يبدو أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قد تعلم شيئاً من أحداث عمقت انقسام البلاد والأحزاب. فالرجل ما زال مصراً على التشكيك بنزاهة الانتخابات الرئاسية حتى إنه طالب محاميه بدعم هذه النظرية خلال مرافعتهم المقبلة، وعدم التركيز على دستورية المحكمة وتبرئته من تهمة التحريض على اقتحام الكونغرس في 6 يناير.
لكن نية ترامب اللجوء هذه المرة إلى الغش والاستمرار في العجرفة والجهل المتعمد لم تجد نفعاً، إذ قرر محاموه التخلي عنه والانسحاب بمن فيهم بوتش باورز الذي عمل بوزارة العدل إبان حكم الرئيس السابق جورج بوش الابن، وديبورا باربير التي عملت مدعية فدرالية عامة لمدة 15 عاما، والمحامي جوش هاورد.
أشد قوة
فيما انسحب أهم محامي ترامب وقرروا عدم المضي قدماً في الدفاع عنه برضا الطرفين، أشارت مصادر أن الرئيس لم يتأثر بذلك وبدا أكثر راحة واطمئناناً كأنه على ثقة بأنه لن يدان.
ووفق المصادر نفسها من المتوقع أن تكون المحاكمة الثانية أسرع وأسهل في الفهم وأشد قوة، وربما تكون مدعومة بمواد من داخل البيت الأبيض. صحيح أن انسحاب المحامين سيربك فريق الدفاع، إلا أن قرار البراءة شبه مؤكد، لأن الأمر يتطلب أصوات 67 من أعضاء مجلس الشيوخ لإدانته، وقد صوت معظم الجمهوريين في وقت سابق على أن الاتهام بالتقصير غير دستوري، لمغادرة الرئيس المنصب.
صحيفة لوس أنجلوس تايمز أوضحت أن النواب الديموقراطيين الذين يقومون بدور المدعين، يستعدون لإجراء مختلف وجذري، مسلحين بالدروس المستفادة من محاكمة ترامب الأولى، وبقضية أكثر وضوحا ومباشرة في ظل سيطرتهم على مجلس الشيوخ.
بايدن والنأي بالنفس
بايدن الماضي في تنفيذ القرارات الهامة وإعادة البلاد، عبَّر بشكل صريح ومباشر أنه يريد إنهاء محاكمة ترامب بشكل سريع، لأن ذلك يؤثر في أجندة محملة بقضايا داخلية وخارجية لا تحتمل الانتظار.
موقع ذا هيل أكد أن الرئيس المنتخب طالب مجلس الشيوخ بتعجيل المحاكمة والانتهاء سريعاً، للتمكن من العودة والتفرغ للعمل والتصديق على مرشحي الإدارة الجديدة.
وأشار الموقع الأميركي، إلى أن الرئيس لم يتبنّ قط المحاكمة الثانية لعزل سلفه، على الرغم من أنه لم يسع إلى الوقوف في طريقها أيضاً، واكتفى بالنأي عن النفس وسط غضب حزبه بشأن دور الرئيس السابق في التحريض على اقتحام الكونغرس.
مع ذلك، كان بايدن وفريقه دائماً على دراية بمخاطر المحاكمة في وقت مبكر، وبينما يسعى للتوصل لاتفاق على حزمة إغاثة من فيروس كورونا بقيمة 1.9 تريليون دولار، أصبح جلياً الآن أكثر مما كان عليه الأمر قبل أسبوعين، أن محاكمة العزل لن تنتهي بإدانة ترمب
أخطر من هجمات سبتمبر
في سياق المحاكمة، لا يزال وقع اقتحام الكونغرس ثقيلاً، لا سيما على القوى الأمنية في البلاد. عملاء مكتب التحقيقات الفدرالي اعتبروا أن تلك الحادثة باتت أخطر قضية تسجل في تاريخ واشنطن منذ هجمات 11 سبتمبر 2001، مؤكدين أنهم يولون أهمية قصوى لتحديد مدى التخطيط والتنسيق بين مجموعات المقتحمين.
صحيفة وول ستريت جورنال، نقلاً عن مصادر من بين منظمي التظاهرة، أوضحت إن الإذاعي الذي ينتمي إلى أقصى اليمين أليكس جونز، وهو أحد أبرز جامعي التبرعات لترامب، حصل على تبرعات لتمويل التظاهرة.
وأفادت أيضًا بأن جولي جينكينز فانسيلي وريثة سلسلة متاجر بابليكس تبرعت بنحو 300 ألف دولار لتمويل التظاهرة