الشرق الأوسط

أميركي ناجٍ من سجون الأسد: أطعموني خبزاً يابساً وخشيت الإعدام

ترهيب النظام السوري يطاول الموالين.. لانتقادهم الفساد على مواقع التواصل

وصل قمع نظام الرئيس السوري بشار الأسد حد اعتقال أشخاص من جنسيات غربية، بعضهم توفي في سجونه، وآخرون لا يُعرَف مصيرهم حتى الآن.
وفي تسليط للضوء على حجم المعاناة والتعذيب في تلك السجون، تروي صحيفة «وول ستريت جورنال» تفاصيل مرعبة ومثيرة عن الفترة التي قضاها رحالة أميركي شاب في سجون الأسد، مشيرة إلى دور والديه الكبير في إنقاذه من براثن ذلك الجحيم الذي عاش فيه.
كان الشاب الأميركي سام جودوين، البالغ من العمر حالياً 32 عاماً، قد قرر أن يستقيل من عمله في إحدى الشركات في سنغافورة لينطلق في رحلة حول العالم بغية زيارة 193 دولة. وفي 25 مايو عام 2018، كان سام يتجول في مدينة قامشلي التي يتقاسم السيطرة عليها الأكراد والنظام السوري، لكن الرحالة الأميركي تجاهل نصائح معارفه وذهب إلى الأحياء التي يسيطر عليها النظام، وبينما كان يجري مكالمة «فيس تايم» مع والدته وخلفه صورة حافظ الأسد، سمعت والدته صوته وهو يقول «مهلاً إنني أتحدث مع أمي»، قبل أن يختفي عن الأنظار، وتبدأ رحلة شاقة للبحث عنه وإيجاده.
وخلال فترة الشهرين اللذين قضاهما سام في السجن، قال إنه عانى جداً من القلق والخوف والتعذيب النفسي، وكان طعامه خبزاً يابساً وبطاطا مسلوقة، واعتاد على سماع أصوات السجناء وهم يتعرضون إلى التعذيب في سجن عدرا المركزي بريف دمشق.
وخلال نقله معصوب العينين من القامشلي إلى دمشق، قال إنه كان خائفاً من أن يجري إعدامه، مشيراً إلى أنه قضى 27 يوماً في الحبس الانفرادي، قبل أن يُنقل إلى زنزانة تضم نحو 30 سجيناً.
وبعد الجهود الحثيثة التي بذلها والدا سام، استطاع الأخير أن يتنفس نسائم الحرية عقب نقله إلى لبنان، وهنا حضن والدته لأول مرة.
ويستمر الرئيس بشار الاسد بترهيب شعبه وبالتعنت في القبول بحل سياسي ينهي الحرب، ويوم الجمعة، اختتمت الجولة الخامسة من اجتماعات اللجنة الدستورية المخولة وضع دستور جديد لسوريا، في جنيف، من دون نتائج.
وقال مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسون: «أبلغت أعضاء هيئة صياغة الدستور (المصغرة) المكونة من 45 عضواً، أنه لا يمكننا الاستمرار على هذا النحو، كانت جولة مخيبة للآمال».
ترهيب نظام الأسد لم يبق محصوراً بالمعارضين له، بل طال حتى مؤيديه، فقد لجأ أخيراً إلى إعادة التهديد بـ«الجريمة الإلكترونية» كتهمة جاهزة، لإجهاض الأصوات التي ارتفعت في الآونة الأخيرة ضد الفساد المستشري في البلاد.
وأصدرت وزارة داخلية النظام بياناً، تهدد فيه باعتقال ومحاكمة وحبس «رواد مواقع التواصل الاجتماعي» إذا «تفاعلوا» أو «تواصلوا» مع «صفحات» وصفها البيان بالمشبوهة، أو إذا تم «تزويد» تلك الصفحات، بـ«معلومات أو أخبار كاذبة حتى لا يتعرضوا للمساءلة القانونية».
وتحولت محافظة طرطوس الساحلية، التي تعتبر أكبر خزان بشري رفد النظام بالمقاتلين، إلى أرض المستائين المحتجين الغاضبين من تفشي الفساد الذي وصل حتى «إلى اللقمة»، فيسحبها من فم الجائعين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى