تقارير

خبراء ينصحون بالابتعاد عن «رفاهية اللقاح»

أكدوا أن جميعها فعّال مع «كورونا» ويمنع الأعراض الشديدة والوفاة

محرر الشؤون الدولية- 

مع تعدد اللقاحات المطروحة ضد فيروس «كورونا» المستجد، بات الكثيرون محتارين، أي لقاح هو الأنسب والأكثر فعالية، ولهذا السبب نصح خبراء الصحة الناس بالابتعاد عما أسموه «رفاهية اللقاحات»، والتوجه إلى اللقاح الذي أعلن أن نسبة فعاليته الأعلى، وأكد هؤلاء أن جميع اللقاحات سواسية، لا فرق بين الواحد والآخر، بغض النظر عن نسبة الفعالية المسجّلة، فالإدارة الأميركية للغذاء والدواء حددت للشركات المطورة نسبة 50 في المئة كحد أدنى.
علي فطوم الباحث المتخصص بعلم الأمصال البكتيرية والفيروسية في جامعة ميشيغن بالولايات المتحدة أوضح أنه لو أعيدت تجارب اللقاحات، فقد تتغير نسبة الفعالية من %94 لتصبح %96، ولفت إلى أنها قد تنخفض أيضاً، وأضاف أن نسبة فعالية لقاح الإنفلونزا تتراوح بين %20 و%50، ورغم ذلك يعتبر من التطعيمات الناجحة. زاهر سحلول الطبيب المتخصص بالأمراض الرئوية والحائز جائزة غاندي للسلام، قال بدوره لموقع «الحرة»: «بشكل عام، أي لقاح يتمتع بفعالية أكثر من %50 جيد، حتى لو لم تكن فعاليته نحو %95 مثل فايزر». وأكد أن اللقاحات جميعها، بحسب التجارب، تمنع من الإصابة بأعراض شديدة من «كوفيد – 19» تؤدي إلى دخول المستشفى أو الموت.

أزمة بسبب أسترازينيكا
وبينما أوصى مختصون بأن اللقاحات جميعها فعّالة، فإن جدلاً يدور حول أحدها وهو لقاح أسترازينيكا البريطاني، حيث أعلن ينس شبان وزير الصحة الألماني أن حكومته لن تعطي الأولوية للأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً لتلقي ذلك اللقاح بسبب التشكيك بفاعليته لدى هذه الفئة العمرية.
إيمانويل ماكرون الرئيس الفرنسي هو أيضاً هاجم أسترازينيكا، وقال إن لقاحها غير فعّال على ما يبدو للأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 65 عاماً، ووجه انتقادات لإستراتيجية بريطانيا في حملة التطعيم ضد الفيروس.

تطعيم الحوامل
أما في ما يخص فئة النساء الحوامل ومسألة تضارب الآراء حول إمكانية تلقيهن اللقاح أم لا، فقد غيّرت منظمة الصحة العالمية توجيهاتها، وقالت في توصيات جديدة: «بناء على بيانات اللقاحات، لا يوجد سبب للاعتقاد بأنه ستكون هناك مخاطر تفوق فوائد التطعيم بخصوص النساء الحوامل».
إلى ذلك، علّق أطباء أميركيون على هذه الخطوة مؤكدين سعادتهم بالتغيير الجديد، واعتماد المنظمة لغة أكثر تساهلاً من أجل توفير فرصة مهمة للنساء الحوامل بالحصول على اللقاح وتحصين أنفسهن من الفيروس.
وفي السياق، توصلت دراسة أميركية حديثة إلى أن الأجنة تحصل على الأجسام المضادة للفيروس خلال فترة وجودها في رحم الأم، ما يمنحها وقاية مميزة ضد المرض. وأشار فريق الدراسة إلى أن تلقي المرأة الحامل للقاحات قد يساهم بحماية طفلها قبل ولادته أيضاً. وعليه، ينصح بعض الأطباء في الولايات المتحدة الحوامل بتلقي اللقاح رغم تضارب الآراء، مثنين بذلك على تراجع منظمة الصحة العالمية عن قرارها السابق.

«سبوتنيك» يشعل الخلاف في إيران
حتى في السلامة العامة، تثار الخلافات، وحين يتعلّق الأمر بإيران تتضح الصورة، لا سيما أنها ترفض اللقاحات الغربية بسبب التوترات الجيوسياسية، وأعلنت أكثر من مرة أنها تريد أن يكون مصدرها من الهند أو الصين أو روسيا، أو حتى الاعتماد على إنتاجها المحلي.
وبعد أن أعلن محمد جواد ظريف وزير الخارجية أن بلاده أصدرت ترخيصاً لاعتماد لقاح سبوتنيك – في الروسي دار جدل بين مسؤولين إيرانيين بارزين. مينو محرز عضو اللجنة العلمية المخصصة لمكافحة كورونا أعلن أنه لا يثق باللقاح الروسي، وشكك في مدى فعاليته، حتى أنه وصفه بالحظ السيئ للشعب الإيراني، مضيفاً أنه سيرفض الحصول عليه شخصياً، كما أنه لم يحصل على موافقة أي دولة. في المقابل، دافعت كيانوش جهانبور مسؤولة في إدارة الغذاء والدواء الإيرانية عن «سبوتنيك – في»، وقالت حتى اللقاح الإيراني الذي يشرف عليه محرز يجب أن تتم الموافقة عليه أيضاً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى