الشرق الأوسط

تهويد المحميات الفلسطينية يسير ضمن نهج عنصري منظم بدقة

جرف أراضي عمرة في جنين وتحويلها إلى ثكنة عسكرية

 

غابة عَمرة، واحدة من محيمات طبيعية كثيرة دأب الاحتلال الصهيوني على استغلالها وتغيير معالمها بغية تهويدها واستخدامها وسيلة لسرقة المزيد من الأراضي الفلسطينية داخل الضفة الغربية.
ومنذ عدة سنوات يحاول الاحتلال جاهداً سرقة معالم هذه المحمية الواقعة جنوبي غرب جنين، فمنع الفلسطينيين من دخولها أو الاقتراب منها، حتى باتت هذه القضية مؤرقة تسير ضمن نهج عنصري منظم ومرسوم بدقة.
ثروة طبيعية
عمرة جزء من ثلاث قرى عزلها جدار الفصل العنصري عن محيطها الطبيعي في جنين وهي أم الريحان، وظهر المالح، وخربة الرعدية. تعد أكبر محمية طبيعية في الأراضي المحتلة منذ عام 1967 لامتدادها على مساحة 14 ألف دونم. تحوي أراض خصبة وتنوع حيوي غني بالثروات النباتية والحيوانية. ففيها تجد أشجار البلوط و السرو والكينا والغار والبطن والزرد والسريس وأعشاب برية كثيرة.
أما الحيوانات فهي عديدة، أبرزها الثعالب وابن آوى والنيص، إضافة إلى الخنازير البرية وغزال اليحمور الذي انقرض من المنطقة عام 1912.
لذا لم ترق هذه الأهمية الطبيعية لخفافيش الاحتلال فعاث فيها فساداً وتخريباً إلى أن حاصرها ومنع أهلها والقرى المجاورة حتى من النظر إلى جمالها ورونقها. والمفارقة الأكثر استفزازاً فيما يتعلق بالكيان الصهوني دوماً هو أنه يتجاهل متعمداً أنه المخرب الأساسي لنعمة الطبيعة من خلال الغوص في التوسع المعماري الاستيطاني عميقاً في قلب العديد من المحميات. فيدمرها ويستغلها لتدريبات عسكرية مهدداً تنوعاً حيوياً هاماً لاستمرار الحياة.
توسع استيطاني
تعتبر سياسة تهويد المحميات الطبيعية في الضفة المحتلة مقدمة لتوسيع البناء الاستيطاني، لذا يتم حرمان الفلسطينيين من الاستفادة منها أو العمل بها أو حتى الدخول إليها في كثير من الأحيان. رائد موقدي الباحث في مركز أبحاث الأراضي أكد أن هناك مخططًا منذ عام النكسة للاستيلاء على أكبر قدر مستطاع من تلك المحميات.وأوضح أن هناك ما يزيد على 13 محمية على امتداد الضفة تمت السيطرة عليها، وصنفت أنها مناطق خاضعة لنفوذ الاحتلال الصهيوني. وأشار إلى أنه قبل 4 أشهر بالتحديد أعلن عن أربع محميات جديدة في منطقة الأغوار الفلسطينية؛ منها محمية تقع شرق منطقة الجفتلك، وثانية في منطقة حمامات المالح، ومحمية في دير أبو حجلة، ومحمية قرب البحر الميت.إعلان يشكل خطراً حقيقياً لمحميات لها أهميات عدة، أبرزها أنها متنفس للمواطن، ومنطقة مهمة ذات تنوع بيئي حيوي.
واقع جغرافي جديد
يسعى الكيان الصهيوني من خلال تهويد المناطق الفلسطينية لا سيما في الضفة الغربية إلى خلق واقع جغرافي جديد والسيطرة على أكبر قدر من أراض يعتبرها مكانًا جيدا للتنوع البيئي، وضمها لنفوذ المستوطنات الإسرائيلية. لذا يعتبر هذه المحميات حكراً للمستوطنين، فيمنع الفلسطيني من التواجد فيها ومن زراعتها والاعتناء بها.
وعلى ما يبدو، أنه كلما قررت حكومة الكيان الصهويني أن تذهب على طول الطريق مع الأوامر الوهمية لوقف البناء في البؤر الاستيطانية أو هدمها فإنها تقوم بمباركة أخرى وتنشر مخططات جديدة والاسوأ تمنح الإذن والدعم المالي لها. ووفق التقارير الأخيرة اعتبر عام 2020 عام التهويد، حيث تضاعفت وتيرة الاستيطان والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية بطرق شتى، فضلا عن ممارسة انتهاكات لم تحصل منذ أكثر من 20 عامًا. هذا وعمدت حكومة الاحتلال خلال السنوات الأربع الماضية إلى استغلال رئاسة دونالد ترامب للولايات المتحدة لتحقيق أطماعها الاستعمارية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى