الدبلوماسي الكوري الشمالي المنشق: قلت لابنتي تعالي معنا لتجدي الحرية
أخبرها أنه سيأخذها إلى المدرسة وتوجه بها إلى سفارة كوريا الجنوبية

محرر الشؤون الدولية
لم يكن قرار الفرار إلى كوريا الجنوبية سهلاً على الدبلوماسي الكوري الجنوبي السابق في الكويت، لكن يأسه وإرادة تأمين حياة حرة لابنته كانا أقوى.
وبعد أن أصبح الآن بأمان في كوريا الجنوبية، مع زوجته وابنته، تحدث ريو هين حصرياً لشبكة «سي إن إن» حول ما أقنعه بالتخلي عن حياة دبلوماسي مرغوب فيه للغاية. لكنه يقول إنه مرعوب مما ستفعله بيونغ يانغ مع عائلته التي لا تزال في وطنه.
أخبر ريو هين ابنته المراهقة أنه سيقودها إلى المدرسة، وبدلاً من ذلك، توجه بها إلى سفارة كوريا الجنوبية، وطالب بحق اللجوء. ويوضح: «قلت لها: تعالي مع والدتك ووالدك لتجدي الحرية.. صُدمت ثم قالت: حسناً.. هذا كل ما قالته».
هين كان سفيراً بالإنابة لبلاده في الكويت حتى تخلى عن المنصب في سبتمبر 2019، حسب «سي إن إن».
هين جزء من النخبة الكورية الشمالية ودبلوماسي متميز في بلد يروج لنفسه على أنه جنة اشتراكية، لكنه كان وزوجته يائسين من إنقاذ ابنتهما منها. وكشف ريو عن مدى صعوبة اتخاذ قرار الفرار.
يرتجف صوته عندما يتذكر والدته البالغة من العمر 83 عاماً، ووالدي زوجته المسنين في بيونغ يانغ: «أريد فقط أن أراهم يعيشون طويلاً، وأي تفكير حول معاقبتهم على ما فعلته يؤلمني».
وتنتهج كوريا الشمالية في عهد كيم جونغ أون سياسة معاقبة عائلات الهاربين، ردعاً لأولئك الذين يريدون الفرار، وتحكم بالسجن مدى الحياة على الفارين.
يقول ريو إنه شاهد عام 2018 أثناء وجوده في الكويت القمة بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب والزعيم كيم جونغ وون. ويضيف: «بصفتي دبلوماسياً، اعتقدت أن هذه قد تكون صورة فوتوغرافية سياسية، لا يمكن للولايات المتحدة التراجع عن نزع السلاح النووي، ولا يستطيع كيم نزع السلاح النووي، إذ ترتبط الطاقة النووية لكوريا الشمالية باستقرار النظام، ولا أستطيع أن أتخيل أنهم سيلغون ذلك».
وعن نصيحته للرئيس الأميركي الجديد جو بايدن، أوضح أنه يعتقد أن بيونغ يانغ ستفكر فقط في خفض أسلحتها النووية، ولن تتخلى عنها بالكامل، كل ذلك مع قبولها كدولة نووية.
وحول ما يريد كيم من بايدن، قال الدبلوماسي المنشق: «أعتقد أن كيم يريد من واشنطن رفع العقوبات، وهذا أمر لن يحدث، كما يريد أن تكون قضية حقوق الإنسان جزءاً من سياسة بايدن تجاه كوريا، ويرى أن اتفاق إدارة الرئيس باراك أوباما مع إيران بادرة أمل في التعامل مع بيونغ يانغ، لكن في حقيقة الواقع ستكون قضية النووي الكوري الشمالي أصعب بكثير من القضية الإيرانية» يقول ريو هين.