طفرة لـ«كورونا» تراوغ المناعة.. وإصابة «مزدوجة»
«الصحة العالمية»: تراجع حالات الإصابة اليومية عالمياً أمر مطمئن

محرر الشؤون الدولية
لا يزال على العالم أن يقطع شوطاً كبيراً قبل التوصل إلى وضع حد لنهاية جائحة كورونا، فالسلالات المتحورة للفيروس وسرعة تفشيها من جهة، وقلة حملات التطعيم من جهة أخرى، تعيقان فتح الاقتصادات وتفرضان مجدداً شبح العزل على كل البلدان التي تستمر يومياً في العودة إلى القيود الصارمة بعد فترة سماح مستقطعة في الصيف والخريف الماضيين، ورغم ذلك فإن هناك مؤشرات مطمئنة، ابرزها الانخفاض في عدد الاصابات اليومية حول العالم.
وفي هذا الاطار، أوضح رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس أنه على الرغم من تزايد أعداد الإصابات بالوباء في عدة دول، فإن هناك أخبارا مطمئنة على الصعيد العالمي تشير إلى تراجع حالات الإصابة اليومية. وأضاف خلال مؤتمر الإحاطة ومعرفة التغيرات المتعلقة بالوباء الذي يعقد كل أسبوعين في «جنيف» أنه تمكن السيطرة على «كورونا» حتى مع المتغيرات والطفرات التي تطرأ عليه، إذا تم اتباع نفس القيود الصارمة والتدابير الاحترازية لمنع تفشي العدوى. مؤكداً أنه حتى مع انتشار اللقاحات، يتعين على الأفراد مواصلة اتباع الإجراءات الاحترازية.
علماً ان اجمالي عدد الحالات على مستوى دول العالم وصل نحو 103 ملايين إصابة، كما زادت حالات الوفاة عن 2.2 مليون وفاة.
طفرة المتحوِّرات
في المقابل، اكتشف علماء بريطانيون طفرةً في سلالة كورونا المتحور في بريطانيا، تجعل الفيروس يتفادى الجهاز المناعي.
العلماء قالوا إن نفس الطفرة تم اكتشافُها في السلالة التي تحورت في جنوب أفريقيا، مؤكدين أن هذه الطفرة تجعل المتعافين عرضة للإصابة مرة أخرى، كما أنها تُقلل من فعالية اللقاحات.
وفي واقعة جديدة أثارت حيرة وقلق الأطباء، ثبت أن سلالتين مختلفتين من تحور كورونا يمكن أن تصيبا الشخص ذاته في وقت واحد.
ففي البرازيل، تم الكشف عن إصابة مزدوجة لدى شخصين. وفي الحالة الأولى، ثبتت إصابة أحد المرضى بسلالتي كورونا تطورتا بشكل منفصل، ورُصدتا في ولايتين برازيليتين مختلفتين، وأطلق عليهما «P.1» و«P.2». أما المريض الثاني، فقد كشفت الفحوص إصابته بسلالتي «P.2» التي ظهرت في البرازيل، و«B.1.91» التي رُصدت لأول مرة في السويد.
وتثير سلالتا جنوب أفريقيا والبرازيل مخاوف أكبر، بحسب مقال منشور على موقع نيتشر العلمي المتخصص. ويقول الموقع إن الباحثين بدؤوا في النظر بإمكانية إصدار نسخ معدلة من اللقاحات باستمرار، مثلما هو الحال مع فيروس الانفلونزا.
وأعلن مسؤولون صحيون بريطانيون أنهم سيكثّفون فحوص «كوفيد – 19» في ثماني مناطق في أنحاء إنكلترا، حيث اكتُشف نحو عشر إصابات بنسخة المتحوّرة الجنوب أفريقية، خلال الأسبوع الفائت. ولم يكن من الممكن تتبّع أي تاريخ سفر دولي لدى الحالات التي تم اكتشافها من خلال التسلسل الجيني الذي أجري على عيّنات عشوائية من نتائج فحوص إيجابية لجهة الإصابة بكوفيد، ما يثير القلق من أن تكون العدوى داخلية.
وسيتم إجراء فحوص متحرّكة عبر أخذ عيّنات من السكان في منازلهم في المنطقة التي تعدّ حوالي 80 ألف نسمة وتشمل أجزاء من لندن وجنوب شرق البلاد إضافة إلى ويست مدلاندز وشرق وشمال غرب انكلترا. وبخلاف ما جرت عليه العادة، سيتم كذلك أخذ عيّنات للفحص من أشخاص لا تظهر عليهم أي أعراض إصابة.
وكان أنتوني فاوتشي، كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة، قال إن هناك تحورات مقلقة جديدة قد تطرأ على فيروس «كورونا»، مبدياً تخوفه من عدم التمكن من استقصاء هذا التحور. وأضاف: «السلالات المتحورة المقلقة لم تحدث بعد. نحن نعرف ما حدث في جنوب أفريقيا ولدينا القدرة على التجاوب معها باللقاح المناسب». وزاد فاوتشي «إننا وجدنا اللقاحات المتوافرة حاليا تعمل أيضاً على محاربة السلالة التي ظهرت في بريطانيا، ولكن تأثيرها على سلالة جنوب أفريقيا بنسب أقل».
أسرع معدل تطعيم
وبلغ عدد الأميركيين الذين تلقوا جرعة واحدة على الأقل من اللقاح أكثر من عدد المصابين بالفيروس، وهي علامة بارزة في السباق لإنهاء الوباء، وفق تعبير وكالة بلومبيرغ. وحتى الاثنين، تلقى 26.5 مليون أميركي جرعة واحدة أو كلتا الجرعتين من اللقاحات الحالية فيما ثبتت إصابة 26.3 مليون أميركي بالمرض.
والسلطات الصحية في الولايات المتحدة تدير التطعيمات بمعدل يومي أسرع من أي دولة في العالم، حيث تقدم حوالي 1.34 مليون جرعة يومياً. وكشف فاوتشي تراجع معدلات دخول المستشفيات ما يثبت نجاعة اللقاحات. ويؤكد فاوتشي على أهمية أخذ اللقاح لوقف انتشار العدوى خاصة أن الحقيقة العلمية تقول إن الفيروسات لا تتحور إلا إذا تكاثرت داخل الجسم، واللقاحات المتوافرة حالياً لها دور مهم في ذلك.
ولزيادة عدد الجرعات، قالت شركة موديرنا إنها تقترح ملء قوارير بجرعات إضافية من لقاحها، وذلك لتخفيف أزمة التصنيع مع اقتراب الشركة من إنتاج ما يقرب من مليون جرعة يومياً. واقترحت «موديرنا» تعبئة قوارير بجرعات إضافية من اللقاح تصل إلى 15 جرعة مقابل الجرعات العشر الحالية.
في المقابل تتوقع «فايزر» بيع جرعات من لقاحها بقيمة 15 مليار دولار هذا العام.
للقاح الروسي فعال
في المقابل، أظهرت نتائج نشرتها أمس مجلة ذي لانسيت الطبية وصادق عليها خبراء مستقلون أن لقاح «سبوتنيك-في» الروسي الذي اتهمت روسيا بانها لم تعتمد الشفافية بشأنه، فعال بنسبة %91,6 ضد كوفيد 19 المصحوب بعوارض. وقال اختصاصيان بريطانيان ــ هما البروفسور إيان جونز وبولي روي ـــ في تعليق مشترك ورد في دراسة «ذي لانسيت»: «إن تطوير لقاح سبوتنيك-في واجه انتقادات بسبب سرعته؛ ولأنه أحرق مراحل ولغياب الشفافية. لكنَّ النتائج الواردة واضحة وتمت برهنة المبدأ العلمي الذي يقوم عليه». وأضاف الباحثان اللذان لم يشاركا في الدراسة «هذا يعني أن لقاحا إضافيا يمكن أن ينضم الآن الى المعركة لخفض انتشار الوباء».
وهذه النتائج الأولى التي جرت المصادقة على فعاليتها تتوافق مع تأكيدات روسيا التي تلقاها المجتمع العلمي الدولي بارتياب في الخريف الماضي.
ويبدو انها تصنف في هذه المرحلة «سبوتنيك-في» بين اللقاحات الأكثر فاعلية، الى جانب لقاحي «فايزر» و«موديرنا» اللذين أعدا باستخدام تقنية مختلفة تقوم على الحمض النووي الريبي المرسال.
في الأسابيع الماضية، بدأت ترتفع أصوات في أوروبا لتقوم وكالة الأدوية الأوروبية بتقييم سريع للقاح الروسي المستخدم أساساً في بعض الجدول.
الصين تحتجز 80 شخصاً لبيعهم لقاحات مزيفة
اعتقلت الشرطة الصينية نحو 80 شخصًا وصادرت 3 آلاف لقاح مزيف ضد فيروس كورونا، وتتهمهم السلطات ببيع قوارير معبأة بمحلول ملحي على أنها لقاحات للوباء بأسعار مرتفعة. وأشار تقرير لوكالة «شينخوا» إلى تعاون كلٍّ من شرطة «بكين» ومقاطعتي «جيانجسو» و«شاندونج» الشرقية في عملية الاعتقال، إذ تعقبوا أماكن الإنتاج والبيع حتى تم القبض على المشتبه بهم.
وتأتي هذه الاتهامات، في الوقت الذي تكثف فيه الدولة الآسيوية قدرتها على إنتاج اللقاحات، وتم تطعيم نحو 24 مليون شخص حتى اليوم، كما أنها تخطط لتطعيم 50 مليون مواطن قبل عطلة العام القمري الجديد في وقت لاحق من الشهر الجاري.
«نستله» تخطط للمساعدة في توزيع اللقاحات
تعتزم شركة «نستله إس إيه» التي تعد كبرى شركات الأغذية على مستوى العالم، مساعدة الحكومات في توزيع لقاحات فيروس كورونا خاصة الدول النامية، بمجرد إتاحتها على نطاقات واسعة تسمح لها بذلك. وأوضح الرئيس التنفيذي للشركة السويسرية مارك شنايدر لصحيفة لو تومبس: أن مصنِّعة شوكولاتة «كيت كات» على استعداد تام للمساعدة في تمويل أو نقل اللقاحات، وأضاف أن التفاصيل المتعلقة بالتعاون لا تزال غير محددة في الوقت الحالي.
وتعد الشركة ــ التي تبيع منتجاتها الاستهلاكية في 187 دولة ـــ في وضع جيد يسمح لها بالتعاون مع غيرها من الشركات فضلًا عن الحكومات لكبح جماح الوباء بأي طريقة ممكنة. وشاركت «نستله» الاتحاد الدولي للصليب الأحمر في وقت مبكر من انتشار الوباء للتبرع بالمال والغذاء والمياه.