الأسد يخطط لإجبار اللاجئين السوريين على انتخابه مجدداً
توزيع صناديق الانتخاب في لبنان والأردن.. واستغلال حاجات النازحين

محرر الشؤون الدولية-
مع بدء العد التنازلي للانتخابات الرئاسية في سوريا، المقرر تنظيمها أبريل المقبل، بدأ الرئيس بشار الأسد يعد العدة للسيطرة على البلاد مجدداً وفرض سياسة الأمر الواقع على الشعب. ورغم أن نتائج الانتخابات محسومة مسبقا لمصلحته كسابقتها وفق محللين، إلا أن الأخير يصرعلى أن وصوله لسدة الحكم تم ويتم بشكل شرعي.
وفيما يعاني النظام السوري من تحديات كبيرة، أبرزها كون أكثر من نصف السوريين لاجئين خارج البلاد، وما يزيد على خمسة ملايين نازحين في شمالها، وخروج أكثر من 35 في المئة من سوريا عن سيطرته، وتزايد الهجمات والفوضى التي تستهدف نظامه في عدة مناطق أبرزها درعا والقنيطرة وريف دمشق والبادية السورية، قرر أن يخوض حرباً ناعمة يستغل فيها الإعلام واللاجئين لعرض جدوله الانتخابي والتصويت من أجله.
الاستعداد إعلامياً
قبل أيام، اجتمع الرئيس بعدد كبير من الإعلاميين الموالين له، بهدف إطلاق حملة واسعة للانتخابات الرئاسية المزعومة. أيمن عبد النور الناشط السياسي المعارض كشف تفاصيل هذا اللقاء، وقال إن الأسد يسعى لإجبار اللاجئين السوريين في الأردن ولبنان على المشاركة من خلال وضع صناديق انتخابية يدلون بأصواتهم من خلالها. بالنسبة للبنان فسيتم استغلال العلاقة القديمة بين اتحاد العمال السوريين والآخر اللبناني لهذا الغرض، وعليه يعتزم وضع الصناديق في مناطق الكورة وشكا وإهدن وخلدة، وسيشجع اللاجئين على الانتخاب عبر وعود تمنحهم حق الدخول إلى سوريا والعودة إلى لبنان، دون دفع الـ 100 دولار المفروضة مسبقًا.
أما في الأردن فسيتم وضع الصناديق في المخيمات السورية مع إغراءات مشابهة لما سيتم تقديمه لسوريي لبنان إلى جانب وعد الحكومة الأردنية ببذل المزيد من إجراءات ضبط الحدود وعدم السماح بتهريب عناصر تنظيم الدولة والمخدرات، ومنح الشاحنات الأردنية مزايا جديدة في عبورها إلى لبنان.
فيما يتعلق بداخل البلاد أوضح الناشط عبد النور أن مكتب الأمن الوطني يتخوف من منع مناطق شمال شرقي سوريا وشمال غربها من وضع صناديق انتخابية هناك، وبالتالي سيتم الطعن بنتيجة الانتخابات لكونها لن تشمل سوى 65 في المئة فقط من البلاد. وعليه فإن تضييق «قسد» على النظام في الحسكة والقامشلي يدخل في هذا الباب، كما أن النظام يعتزم تحويل مدينة خان شيخون، الخالية من السكان، لمركز محافظة إدلب، وسيضع صناديق اقتراع داخلها، ليصور انتخاباته على أنها شملت كل التراب السوري، وذلك في حال لم يتسنَّ له بسط السيطرة على شمال غربي سوريا حتى الموعد المقرر.
حرب إدلب
خلال اللقاء الإعلامي حرص الأسد على تلميع صورته كالمعتاد، ففيما يخص الحرب على إدلب قال إنها تمت بمشاركة الروس وأوقفت بإرادتهم لتحقيق مصالح استراتيجية تخصهم في المنطقة، وبدا كأنه غير راض عن إيقافها. كما أوضح أن جيشه ومعداته وضعت تحت تصرف روسيا في بداية المعركة و كانت مستعدة للاستمرار بالحرب بمفردها لولا تدخلهم وتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار. وحذر الأسد الأكراد في «قسد» من أنهم سيواجهون مصيراً شبيهًا لما واجهوه شمال العراق، بمعنى أدق، سيتخلي الأميركان عنهم لذا لا فرصة أمامهم سوى العودة لحضن النظام.
اللقاح كسلاح حرب
وفي المقابل شدّدت منظمة «هيومن رايتس ووتش» على ضرورة دعم جماعات الإغاثة الدولية لضمان أوسع توزيع وأكثر إنصافا للقاح فيروس كورونا المستجد في جميع أنحاء سوريا، بما في ذلك المناطق الخارجة عن سيطرة النظام. وقالت سارة الكيّالي باحثة سوريا لدى المنظمة: «ينبغي لمن يزودون البلاد باللقاحات بذل قصارى جهدهم لضمان وصول اللقاحات إلى الفئات الأضعف بغضّ النظر عن أماكن تواجدهم».
وذكّرت بأنّ النظام السوري لم يخجل أبداً من حجب الرعاية الصحية كسلاح حرب ضد المدنيين محذرة من أنّ ممارسة نفس الألاعيب باللقاح يقوّض الجهد العالمي للسيطرة على تفشي الوباء.