الشرق الأوسط

بين السرطان والكورونا… سكّان غزّة يعانون

جان ماري توما-

تهاني الريفي، هي مريضة فلسطينية بسرطان الغدة الدرقية تبلغ من العمر 34 عامًا. شهريًّا، تحتاج إلى الإنتقال مرّتين إلى خارج غزة للعلاج الإشعاعي باليود، الذي أعطاها أملًا في الحياة.

لكن القيود التي فُرضت أثناء الوباء جعلت انتقالها للعلاج إلى مستشفى في الضفة الغربية مستحيلًا، تاركًا لريفي خيارات قليلة مع تدهور صحّتها.

وقالت لوكالة «فرانس برس»: «تُظهر فحوص الدم التي أجريتها أن حالتي تدهورت… أنا أعيش على المهدئات، بسبب الألم في قدمي ورقبتي».

تسيطر على قطاع غزة المحاصر، حركة حماس منذ عام 2007، والمنطقة تعاني من ضعف نظام الرعاية الصحية قبل جائحة فيروس كورونا حتّى، ويرجع ذلك جزئيًا إلى الحصار الذي يفرضه الكيان الصهيوني. هذا الأخير، يسيطر بشدة على تدفق البضائع وتحرك الأشخاص من غزة وإليها، وهي إجراءات يُقال إنها ضرورية لاحتواء حماس والجماعات الجهادية الأخرى في القطاع.

معاناة التنقّل
لأن العلاج الإشعاعي غير متوفّر في غزة، كانت ريفي تسافر إلى الخليل في الضفة الغربية المحتلّة لتلقي العلاج، وهي رحلة تتطلب العبور عبر الكيان الصهيوني، وفق ما ورد في موقع «ديلي ستار».

منذ الإعلان عن جائحة كورونا العام الماضي، تم تقييد العبور إلى الكيان الصهيوني.

بالنسبة لمرضى السرطان في غزة، سمح الصهاينة بنقل المرضى المصابين بأمراض خطيرة إلى الضفة الغربية أو القدس الشرقية.

قالت ريفي إن حالتها تصنّف غير خطيرة بما يكفي للتأهل لنقل طارئ.
وأضافت أن جلسة العلاج الإشعاعي الأخيرة لها كانت في أغسطس الماضي، وشعرت بضعف شديد.

أعربت تهاني ريفي عن أملها في الحصول على الموافقة من أجل إمكانة تنقّلها عبر معبر بين حانون قريبًا، مما يسمح لها باستئناف العلاج.
وتابعت: «لكنني بحاجة إلى 1800 شيكل (545 دولارًا) للسفر والإقامة في الخليل»، موضّحة أنها تنوي اقتراض المال إذا تمت الموافقة على عبورها.

عادةً ما تدفع السلطة الفلسطينية، ومقرها في الضفة الغربية، جزءًا من التكاليف للمسافرين لتلقي العلاج.
ولكن لضمان عدم وجود أي تأخير في انتظار التمويل، أكّدت عائلة ريفي إنها ستدفع من الجيب الشخصي، بمجرد الموافقة على الرحلة.
وقال والدها رضوان (70 عامًا) لوكالة «فرانس برس»، إن «حالتها لم تعد مقبولة… سندفع ما يلزم لمنعها من الموت».

كورونا في غزّة
سجلت غزة، التي يبلغ عدد سكانها حوالي مليوني نسمة، أكثر من 51500 حالة إصابة بفيروس كورونا، وأكثر من 520 حالة وفاة، وفقًا لوزارة الصحة التابعة لحماس.

ارتفعت معدلات الفقر، التي كانت تقارب 50٪ قبل انتشار الوباء، ويرجع ذلك جزئيًا إلى الصعوبات الاقتصادية التي تفاقمت بسبب الإغلاق الذي فرضته حماس لوقف انتقال العدوى.

السرطان في غزّة
وأكّدت مديرة منظمة للدفاع عن المرضى في غزة، إيمان شنان، أن المصابين بالسرطان أصبحت حالتهم «أكثر هشاشة» بسبب الوباء.
ووفقا لأرقامها، تم تشخيص 7000 من سكان غزة حاليًّا بالسرطان. وصرّحت حماس إن حوالي 100 منهم ينتظرون الإذن بالدخول إلى الكيان الصهيوني.
قالت شنان، وهي نفسها ناجية من سرطان الثدي، إن مرضى السرطان «يستحقون الحصول على المزيد من الرعاية الطبية».

يمكن لسكان غزة أيضًا تلقي العلاج الطبي في مصر المجاورة عن طريق السفر عبر معبر رفح، ولكن هذا المعبر أيضًا فُتِحَ بشكل متقطع أثناء الوباء.
وتابعت شنان «النظام الصحي الهش، الحصار الصهيوني، إغلاق المعابر ونقص الأدوية والمعدات الطبية…. ومرضى السرطان هم من يدفعون الثمن في غزة».

قالت ريم فتحي، 18 عامًا، من غزة تم تشخيص إصابتها بسرطان الدم، إنها حصلت على إذن للسفر إلى القدس لتلقي العلاج بسبب خطورة حالتها.
لكنها أعربت عن مخاوفها من مغادرة المنزل والإصابة بفيروس كورونا في الكيان الصهيوني. وأكدّت بحسرة: «أفضّل المعاناة هنا».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى