فائق الشيخ علي لـ القبس: العراق ذاهبٌ إلى التفتيت والضياع
إيران ستستمر ببعث رسائل «كاتيوشا» السخيفة إلى أميركا.. وبتدخّلها الفاضح في الانتخابات العراقية

وليد قرضاب
دوّت صافرات الانذار، أمس، في المنطقة الخضراء والسفارة الأميركية وسط بغداد، وانحبست أنفاس العراقيين، حول ما إذا كانت المنطقة ستتعرض مجدداً لصواريخ الميليشيات الموالية لإيران، ويسقط المزيد من الضحايا، في لعبة «كباش» بين طهران وواشنطن.
لكن رغم مرور الأمر على خير، بعد أن أشارت مصادر عراقية إلى أن إطلاق الصافرات يعد إجراءً تجريبياً من قبل السفارة الأميركية، فإن الأمر لم يخلُ من رسائل ايرنية إلى واشنطن عبر العراق، حيث اعتبر الأمين العام لمجلس الأمن القومي في إيران علي شمخاني، خلال لقائه وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين أن وجود القوات الأجنبية، خاصة الأميركية، سبب رئيس لانعدام الاستقرار بالمنطقة، وأن خروجها من العراق مقدمة لخروجها من المنطقة، في وقت قال حسين إن إيران تقوم بدور متميز في حفظ أمن واستقرار المنطقة.
النائب والسياسي الليبرالي فائق الشيخ علي، المعروف بأسلوبه اللاذع واللبق في انتقاد ايران، قال في تصريح لـ القبس إن «سياسة إيران تجاه العراق ثابتة لا تتغير، ألا وهي تدمير العراق وإيذاء شعبه، لذا فهي تستخدم عملاءها من الميليشيات العراقية لإيصال رسائلها السياسية السخيفة إلى الولايات المتحدة. فاستخدام كاتيوشا سيستمر، وضرب البنايات السكنية العائدة إلى المواطنين العراقيين الذين يسكنون في محيط السفارة الأميركية سيستمر أيضاً.. لكن من دون وقوع ضحايا أميركيين، بل عراقيين مدنيين فقط».
وحول كلام وزير الخارجية، قال الشيخ علي إنه لا ينتظر «من الخارجية العراقية، بل من السلطة التنفيذية كلها تصريحاً آخر غير هذا التصريح، الذي هو اقتباس حرفي لتغريدة المرشد الإيراني علي خامنئي من أن إيران تعمل على استقرار المنطقة، بينما الحقيقة أنها أقلقت المنطقة وأدخلت دولها في حروب فعلية وأخرى وهمية، واستنزفت الشعوب وتسببت في تجويعها وتخويفها وتعطيلها عن البناء والتنمية»، مردفاً: «أما وقوفها خلف تفجير الأحزمة الناسفة في ساحة الطيران، فهو أمر يدركه السياسيون العراقيون وتعرفه استخبارات الدول، واعترف به وشرحه عضو منظمة بدر أبو وحيد الحيالي في مقابلة منشورة على اليوتوب بعنوان (حقائق بلا قيود) والرجل ما يزال يعمل في المنظمة».
خلية الصقور
وكانت «خلية الصقور» قامت أخيراً بتعقّب مفجّري ساحة الطيران وسط بغداد، ومطلقي الصواريخ على السفارة الأميركية، من دون أن تسفر هذه التعقبات عن كشف هوية المنفذين.
وأصدر رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي أمراً بإعفاء المدير العام للخلية عبدالكريم البصري المقرب من رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، وأمر بأن ترتبط الخلية عملياتياً بالقائد العام للقوات المسلحة، وإدارياً بوزير الداخلية.
وقال موقع «ميدل إيست آي» البريطاني إن الكاظمي سيطر على «خلية الصقور»، ليؤمّن لنفسه جهازاً يمنحه المعرفة والقوة ويمكّنه من الحصول على المعلومات الخاصّة بجميع الفصائل المسلحة.
وفي هذا الإطار، قال الشيخ علي لـ القبس إن «كل المفاصل الأمنية والعسكرية والشرطة بيد إيران.. ذلك من خلال عناصرها الولائية المنتمية إلى منظمة بدر أو الأحزاب والمنظمات التي تفرخت منها، ممن تدربت وتعلمت ودُرست في إيران»، مؤكداً أنه «لا سلطة وسطوة في الأجهزة المسلحة لأبناء العراق من الوطنيين والمنتمين للعراق.. الكاظمي وغيره هم أجزاء من هذه المنظومة المدمرة التي توالي إيران للأسف».
المطالبات بفصله
يتعرض النائب الشيخ علي إلى حملة من قبل فصائل موالية لايران، ونواب في البرلمان، على خلفية مهاجمته المشروع القائم على المحاصصة الطائفية والعرقية، وفضحه الطائفيين، ونقده اللاذع للأحزاب المتحكمة بالبلاد.
وطالب النائب فالح الخزعلي أخيراً رئاسة البرلمان بفصل النواب المتغيبين عن حضور الجلسات، في مقدمهم الشيخ علي، الذي رد عبر القبس، قائلاً: «لا جلسات منتظمة لمجلس النواب العراقي منذ سنة بسبب وباء كورونا. كما أن أعداد الغائبين عن حضور الجلسات هم نصف أعداد أعضاء مجلس النواب. وثالثاً، الذي طالَبَ بفصل النواب المتغيبين هو أكثر النواب تغيباً عن حضور الجلسات، ففي الدورة السابقة غاب عن حضور ثلاث سنوات من مجموع أربع سنوات للدورة البرلمانية. وفي هذه الدورة غاب عن 42 جلسة، لذا، عليه أن يفصل نفسه أولاً من المجلس، ليطالب بفصل الآخرين».
وفي ما يتعلق بالموازنة، قال الشيخ علي إن «كل ما يجري حولها عبارة عن مهزلة مزايدات رخيصة ومكشوفة، فالكل يريد أن يثبت بأنه حريص على العراق وأصوله وثرواته، بينما هو ينتمي إلى حزب سرق العراق وثرواته وذبح أبناء شعبه.. إنهم متجارون تافهون ورخيصون».
وكان نواب عبّروا عن رفضهم لبنود الموازنة التي تمنح صلاحية بيع أصول الدولة المالية وبناها التحتية للشركات الخاصة، ووصفوها بأنها باب من أوسع أبواب الفساد.
الانتخابات الحرة
ويتحضر العراق لانتخابات برلمانية أكتوبر المقبل، وجال السفير الروسي في بغداد على عدد من القياديين، بينهم زعيم «ائتلاف دولة القانون» نوري المالكي، الذي أكد «ضرورة إجراء الانتخابات بعيداً عن سطوة السلاح والتدخلات الخارجية، وبرقابة دولية دون المساس بالسيادة».
وحول هذا الأمر، قال الشيخ علي إن «أصوات إيران ومَنْ يلوذ إليها ويستقوي بها تعالت بإجراء انتخابات بعيدة عن التدخلات الخارجية، وهم يقصدون الأمم المتحدة. أما نحن فندعو الدعوة ذاتها لإجراء الانتخابات بعيداً عن التدخلات الخارجية، التي نعني بها تحديداً التدخلات الإيرانية»، موضحاً أن «إيران تتدخل بالانتخابات عن طريق دعم ميليشياتها للوصول إلى مجلس النواب». وأضاف: «في مجلسنا الحالي زادت أعداد الكواتم (كواتم الاغتيالات) خمسة أضعاف ما كانت عليه في الدورة السابقة.. وهم يريدون زيادتها طبعاً في الدورة المقبلة»
وقال الشيخ علي إنه حتى هذه اللحظة، فإن الرأي الراجح عنده هو أنه لن يخوض الانتخابات المقبلة لأن «نتائجها معروفة سلفاً، فهي ستجري تحت تهديد سلاح الميليشيات، وبتدخل إيراني فاضح، وفي ضوء قانون انتخابات معيب، ومفوضية انتخابات مطعونة، ومحكمة اتحادية مركونة».
وختم بأن «العراق ذاهب إلى التفتيت والضياع، وإلى الخيار الذي سيطيح النظام السياسي الحالي وأحزابه الحاكمة وقياداته الموتورة».