تحالف جديد لتطوير لقاح يحارب «كورونا» المتحوّر
«أكسفورد» قد يحد من انتشار الفيروس بشكل كبير

في الوقت الذي يثير فيه خبراء الصحة في جميع أنحاء العالم مخاوف بشأن طفرات فيروس «كورونا» المستجد، التي قد تجعل اللقاحات الموجودة أقل فعالية وتتحدى الجهاز المناعي للمصابين، بدأت شركات الأدوية بالتحرك سريعاً لإيجاد حلول.
وفي هذا السياق، أعلنت شركتا الأدوية البريطانية «غلاكسو سميث كلاين» والألمانية «كيورفاك» أنهما ستعملان معاً على تطوير لقاح بتقنية «الحمض النووي الريبي المرسال» يستهدف النسخ التي قد تستجد لاحقاً. وسيبدأ العمل فورا بين الشركتين على أمل التوصل إلى اللقاح في 2022.
وينص الاتفاق على أن تقدم «غلاكسو سميث كلاين» 150 مليون يورو للشركة الناشئة الألمانية، ما سيتيح لها امتلاك حقوق اللقاح الجديد في كل الدول، باستثناء ألمانيا والنمسا وسويسرا.
وقالت إيما والمسلي المديرة العامة للشركة البريطانية إن الجيل الجديد من اللقاحات سيكون مهماً جداً في مكافحة الجائحة.
هذا وتلتزم «غلاكسو سميث كلاين» صنع ما يصل إلى مئة مليون جرعة منه، في حين أن لقاحها الذي طورته مع الشركة الفرنسية «سانوفي» تأخر، ولن يكون جاهزاً إلا في نهاية 2021.
ويمكن استخدام لقاحات «كوفيد 19» من الجيل التالي، إما لحماية الأشخاص الذين لم يتم تطعيمهم من قبل، أو لتكون بمنزلة معززات في حالة انخفاض المناعة المكتسبة من التطعيم الأول بمرور الوقت.
وفي سياق متصل، وضمن إطار استمرار حملات التطعيم، أفاد علماء بأن لقاح «أكسفورد-أسترازينيكا» قد يساهم في الحد من انتشار الفيروس بشكل كبير، بعد أن بقيت مسألة تأثير اللقاحات على انتشاره أمراً مجهولاً.
وأضافوا أن اللقاح ظل فعالاً بينما انتظر الناس الجرعة الثانية، وأكد فعالية بلغت نسبة %76 خلال الأشهر الثلاثة عقب الجرعة الأولى.
وكان صندوق المرضى في الكيان الصهيوني «مكابي» ذكر أن 66 من أصل 248 ألف شخص تلقوا الجرعة الثانية من لقاح «فايزر»، ثبتت إصابتهم بـ «كورونا».
وأوضحت رئيسة قسم المعلومات والصحة الرقمية عنات آكا زوهار أن «اللقاح يظهر فعالية بنسبة %92 بعد 7 إلى 18 يوماً من تلقي الجرعة الثانية، وتجري مراقبة ما إذا كان الرقم يرتفع ويصل إلى %95، وهو الرقم الذي تحدثت عنه شركة فايزر». من جهته، أفاد نحمان إيش، المنسق الحكومي لمكافحة انتشار «كورونا»، بأنه من الممكن أن يتم مستقبلاً إعطاء جرعة إضافية ثالثة من لقاح «كوفيد 19» تلائم الطفرات الجديدة.
وبيّن مسؤولون لدى الكيان الصهيوني أن الإقبال على تلقي التطعيم شهد تراجعاً، تسبب بإلقاء مئات اللقاحات في سلة المهملات، جراء انتهاء صلاحيتها.
وقالت كيلانيت كاي مديرة حملة التطعيم إن اليومين الأخيرين شهدا تطعيم نصف العدد المتوقع، وتراجعت نسبة الإقبال إلى %50.
ويعوّل الجميع، ومن بينهم الطبيب أنتوني فاوتشي كبير مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن، على لقاح «جونسون اند جونسون»، من أجل تسريع عملية التلقيح، إذ استطاع خلال التجارب السريرية أن يوفر الحماية بفعالية نسبتها تصل %72 من جرعة واحدة فقط.
إلى ذلك، خلصت دراسة بريطانية إلى أن جميع المتعافين من الفيروس يحتفظون بمستويات عالية من الأجسام المضادة لستة أشهر على الأقل، تحميهم من الإصابة خلال تلك الفترة.
وعملت الدراسة على قياس مستويات الإصابة السابقة بالفيروس، وكذلك المدة التي احتفظ فيها المصابون بالأجسام المضادة.