تقارير

فتور أميركي رداً على دعوة ظريف

فريق بايدن ملتزم بالتشاور قبل الاتفاق مع طهران

تحت سقف المغامرة الأميركية، يحاول الرئيس جو بايدن انتزاع ما لم تنتزعه إدارة الرئيس السابق باراك أوباما والدول الغربية من إيران قبل الاتفاق النووي، وما عجز سلفه دونالد ترامب عن تحقيقه في حرب العقوبات على طهران، علّه ينجح في إنجازه، إلا أن مقربين ينصحون بالعمل بصورة أهدأ، كي لا تتكرر أخطاء الاتفاق الأول.

صحيفة «إسرائيل هيوم» العبرية اعتبرت كلام أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأميركي إعلاناً مستتراً بفشل الصيغة الأولى للاتفاق النووي، وحديثه عن طموح التوصل إلى اتفاقٍ أطول وأقوى تأكيداً على عدم قدرة أوباما على مواجهة طهران.

من جهة أخرى، رأى تساحي هنغبي، وزير شؤون الاستيطان لدى الكيان الصهيوني، أن واشنطن لن تهاجم البرنامج النووي الإيراني أبداً، مشدداً على أن الكيان الصهيوني سيضطر إلى العمل بشكل مستقل، وإزالة الخطر النووي بنفسه. وقال إن الكيان الصهيوني «يجب أن يقرر ما إذا كان سيشن ضربة بمفرده، أو يتصالح مع جمهورية إسلامية مسلحة نووياً».

انتهاء المهمة

في سياق متصل، غادرت حاملة الطائرات الأميركية «نيميتز» مياه الخليج وأنهت مهمتها في الشرق الأوسط، بعد نحو 10 أشهر.

وأكد جون كيربي الناطق باسم البنتاغون أنه لن يتم إرسال أي حاملة بديلة مجدداً، لا سيما أن وزير الدفاع لويد أوستن قلق بشأن حضور الأساطيل الأميركية في الخارج، وقدرتها على الردع.

صحيفة «نيويورك تايمز» علقت على مغادرة «نيميتز» بالقول إن «بايدن على ما يبدو رأى أن الوقت قد حان لتهدئة التصعيد مع طهران، بعد تراجع التوترات الأخيرة في ظل ولاية ترامب، وتطلع بايدن إلى تجديد المفاوضات بشأن الاتفاق النووي».

وحسب الصحيفة، قال ثلاثة من مسؤولي وزارة الدفاع إن «نيميتز وطاقمها المكون من 5 آلاف فرد أُمروا بالعودة إلى ميناء بريميرتون الرئيسي للسفينة».

وبعد فترة وجيزة من تسلم بايدن الرئاسة، قيّم مساعدون أنه قد حان الوقت لإرسال «نيميتز» إلى المنزل.

قائد القيادة المركزية للجيش الجنرال كينيث ماكنزي جونيور قال إن القوة النارية الأميركية ساهمت على الأرجح في ردع إيران ووكلائها عن أي هجمات خلال أيام ترامب الأخيرة. ومن المتوقع، أن تستمر القوات الجوية في إرسال قاذفات B-52 في مهام دورية، ذهاباً وإياباً.

التمهل في القرار

لم تُحدد خريطة العودة إلى الاتفاق النووي بعد، ولا تزال التصريحات تتلعثم هنا وهناك. محمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني اقترح منذ أيام طريقاً للتغلب على الجمود بين واشنطن وطهران بشأن من يبدأ أولاً في العودة، واقترح أن يتوسط الاتحاد الأوروبي بين الطرفين لإنقاذ الاتفاق وإيجاد آلية تنسق الخطوات، لكن دعوته لم تلق أي ترحيب، إذ ردت الولايات المتحدة بفتور، وقال نيد برايس الناطق باسم الخارجية الأميركية إنه لم تجر أي مناقشات مع الإيرانيين بعد، وليس من المتوقع الشروع في ذلك قبل المضي قدماً في مشاورات بايدن مع الحلفاء والشركاء والكونغرس.

مسؤول أميركي آخر أفاد بأن تعليقات برايس لا ينبغي النظر إليها على أنها رفض لفكرة ظريف، لكنها تعكس حقيقة أن فريق بايدن المسؤول عن الملف الإيراني تولى مهامه للتو، وأنه ملتزم بالتشاور على نطاق واسع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى