أكثر من 100 منظمة غير حكومية تدعو بايدن إلى إقفال معتقل غوانتانامو

علي حمدان –
ناشدت أكثر من 100 منظمة حقوقية دولية ومحلية الرئيس الأميركي جو بايدن الثلاثاء الماضي من أجل إقفال معتقل غوانتانامو بشكلٍ نهائي، بحسب ما أوردته صحيفة هافينغتون بوست الأميركية.
وورد في نص الرسالة التي بعثت بها المنظمات للرئيس الأميركي: «آن الأوان لانتهاج الولايات المتحدة الأميركية لمقاربات جديدة فيما يخص أمنها الوطني والإنساني، ومعالجة الأضرار التي خلفتها سياسات ما بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، إقفال معتقل غوانتانامو بات ضرورياً ويشكل الخطوة الأولى في مسار الإصلاح».
وقام الرئيس الأميركي جورج بوش بإنشاء المعتقل المثير للجدل في العام 2002 عقب اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر من أجل احتجاز مشتبه بهم بالتخطيط للعمل الإرهابي، ليتحول تدريجياً إلى مكان تنتهك فيه حقوق الإنسان، فمنذ افتتاحه تعرض أكثر من 800 رجل وفتى للتعذيب والاعتقال دون تهم واضحة أو محاكمات.
وعود بالإغلاق
الرئيس الأميركي الجديد وعد بمتابعة جهود سلفه باراك أوباما لإقفال المعتقل الذي يضم الآن حوالي 40 محتجزاً بالإضافة إلى 1500 عنصر أمن وجندي أميركي لحراسته على الجزيرة الكوبية المستأجرة من قبل الولايات المتحدة.
إعلان بايدن عن نيته إغلاق المعتقل لم يتضمن أي تفاصيل عن كيفية وتوقيت التنفيذ الذي يصفه محللون بالمستعصي لوجستياً وسياسياً حتى الآن. فعلى القيمين عليه البت بمصير الأسرى المتواجدين داخله، لا سيما من لم تتم محاكمتهم بعد، وتشكل جائحة كورونا عائقاً أساسياً أمام إقفال ملفات المعتقلين مع تأجيل المحاكمات العسكرية للمتهمين في التنسيق والتخطيط للأحداث الإرهابية التي شهدتها نيويورك تفادياً لتفشي الفيروس في صفوف القوات المسلحة.
على صعيدٍ آخر أعلن البنتاغون الأميركي عن تجميده لخطة تطعيم معتقلي غوانتانامو، بعد انتقادات وجهت للإدارة الأميركية من قبل أعضاء في الحزب الجمهوري.
في معرض مناشدة واشنطن للملمة قضية غوانتانامو توجه عدد من المعتقلين السابقين فيه برسالةٍ إلى الرئيس الأميركي نهار الجمعة الماضي يدعونه فيها إلى إقفاله فوراً.
من جهتها لم تقم وزارة الدفاع الأميركية بالرد على الرسالة التي نشرتها صحيفة هافينغتون بوست ولم تقدم أي توضيحات حول مخططات الإدارة الأميركية الجديدة حيال المعتقل المذكور.
إنفاق كبير
وبحسب تقرير صادر في العام 2019 فإن إنفاق الحكومة الأميركية على المعتقل يتعدى 540 مليون دولار سنوياً، أي 13 مليون دولار سنوياً لكل معتقل، مما يجعله أكثر المعتقلات كلفة حول العالم. وبالرغم من ذلك استمر تمويل غوانتانامو بدءاً من ولاية بوش مروراً بولاية أوباما وأخيراً ترامب الذي وقع في العام 2018 قراراً تنفيذياً يقضي بإبقاء المعتقل قائماً ووعد في إحدى تصريحاته بإشغاله ببعض من أسماهم بالأشخاص السيئين.
وبحسب إدلاءات معتقلين سابقين في غوانتانامو وتقارير صحفية موثقة، فإن كمية الرعب والتعذيب وسوء المعاملة التي تجري هناك، من حرمان المعتقلين من الطعام والنوم وتعريضهم للضرب وسائر أنواع التحقير جعلت منه أشبه بمؤسسة قابعة في الفضاء الخارجي، حيث يغيب تطبيق أي نوع من أنواع القوانين الأرضية وحقوق الإنسان.