الشرق الأوسط

5 أيام تفصل الإمارات عن دخول التاريخ كخامس دولة تصل المريخ

ترقب عالمي لمسار أول مهمة عربية لاستكشاف الكواكب

 

أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة على بعد 5 أيام من دخول التاريخ العلمي باعتبارها خامس دولة تصل بنجاح إلى الكوكب المريخ.
وفي حال نجاح وصول الإمارات إلى كوكب المريخ من المحاولة الأولى، تكون حققت إنجازاً عالمياً يفوق نسبة نجاح الوصول إلى مدار الكوكب الأحمر والتي لا تتعدى تاريخياً 50%.

أنظار العالم تترقب الأمل

تتجه أنظار الملايين في الإمارات والوطن العربي والعالم إلى «مسبار الأمل» ضمن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ الذي تفصله 5 أيام فقط عن الوصول إلى مدار المريخ يوم الثلاثاء المقبل عند الساعة 7:42 مساء بتوقيت الإمارات، وذلك في أول مهمة تقودها دولة عربية لاستكشاف الكواكب، لمصير هذه المهمة التي تحمل معها آمال وطموحات شعوب أكثر من 56 دولة عربية وإسلامية في الوصول لأول مرة إلى مدار الكوكب الأحمر.
وسيكون هناك بثاً حياً لحدث وصول المسبار تنقله محطات التلفزيون ومواقع الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي.

تحديات المرحلة الأخيرة

ومع اقتراب «مسبار الأمل» الذي انطلقت رحلته الفضائية في 20 يوليو 2020، قاطعاً حوالي 493 مليون كليومتر، من الوصول إلى محطته النهائية حول مدار المريخ، تواجه الرحلة أصعب مراحلها وأكثرها دقة وتعقيداً، وهي مرحلة الدخول إلى مدار الكوكب الأحمر.
وكان المسبار قد أنجز بنجاح، منذ انطلاقه من قاعدة تناغاشيما اليابانية مرحلتين هما مرحلة الإطلاق، ومرحلة العمليات المبكرة، وهو الآن على وشك إنجاز المرحلة الثالثة وهي «الملاحة في الفضاء» قبل أن تبدأ بعد 4 أيام المرحلة الرابعة والأكثر صعوبة ودقة وخطورة وهي مرحلة الدخول إلى مدار المريخ، ويعقبها مرحلتان هما الدخول إلى المدار العلمي ثم المرحلة العلمية.

27 دقيقة عمياء

وتكمن صعوبة ودقة وخطورة المرحلة الرابعة من رحلة المسبار «مرحلة الدخول إلى المريخ» في كون المسبار سيعمل بشكل ذاتي ومن دون تدخل بشري، بخفض سرعته البالغ متوسطها 121 ألف كيلومتر في الساعة إلى 18 ألف كيلومتر في الساعة خلال 27 دقيقة تكون خلالها الاتصالات منقطعة مع المسبار بشكل مؤقت. والتحدي الأكبر في هذه الدقائق هو تأخر اتصال المسبار مع المحطة الأرضية في الخوانيج في دبي بالمسبار خلال هذه الفترة الحرجة والتي تسمى «الـ27 دقيقة العمياء»، حيث أن المسبار يعالج كافة تحدياته في هذه الفترة بطريقة ذاتية، وفي حال تعطل أكثر من اثنين من محركات الدفع العكسية «دلتا في» التي يستخدمها المسبار في عملية إبطاء سرعته، سيتسبب ذلك في أن يضيع المسبار في الفضاء العميق أو يتحطم وفي كلتا الحالتين لا يمكن استرجاعه.

إعادة فحص الأجهزة

ونظراً لأن هذه المرحلة تعد الأخطر في مهمة المسبار بالكامل، فإنه بعد إنجازها بنجاح وعودة الاتصال بالمسبار مجدداً، سيتم إعادة فحص واختبار جميع الأنظمة والأجهزة الفرعية للمسبار قبل الانتقال إلى المرحلتين اللاحقتين «الانتقال إلى المدار العلمي» ثم «المرحلة العلمية» التي سيقوم خلالها المسبار عبر أجهزته العلمية بجمع وإرسال البيانات حول الكوكب الأحمر.

التواصل مع مركز الخوانيج

ويتولى فريق مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل» الاتصال مع المسبار عن طريق مركز التحكم الأرضي في الخوانيج بدبي، ويكون التواصل مع المسبار بعد وصوله إلى المرحلة العلمية مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعياً، ومدة كل مرة 6 إلى 8 ساعات يومياً، علماً بأن التأخر في الاتصال نظراً لبعد المسافة يتراوح ما بين 11 إلى 22 دقيقة، وذلك لإرسال الأوامر إلى المسبار وأجهزته العلمية، وكذلك لاستقبال البيانات العلمية التي يجمعها المسبار طوال سنة مريخية كاملة (687 يوماً بحسابات كوكب الأرض). وقد تم تجهيز مركز التحكم الأرضي على أعلى مستوى للقيام بهذه المهمة من خلال الكوادر الوطنية الشابة.

إنجاز تاريخي نوعي

وقالت سارة بنت يوسف الأميري وزيرة الدولة للتكنولوجيا المتقدمة رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء: «يعد وصول مسبار الأمل بنجاح إلى هذه المرحلة من مهمته الفضائية التاريخية لاستكشاف المريخ إنجازاً نوعياً لدولة الإمارات، ومهما كانت نتيجة الدقائق الحرجة التي سيواجهها المسبار قبل دخوله إلى مدار الالتقاط حول المريخ، فنحن فخورون بفريق العمل من الكوادر الوطنية الشابة، وبما أنجزته سواعد وعقول أبناء الإمارات»
وأضافت«نحن واثقون أن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ»مسبار الأمل«سيكلل بالنجاح، وأن المسبار سيواصل مسيرته وتحويل المستحيل إلى ممكن بفضل الدعم اللامحدود من القيادة الرشيدة».

حصر التحديات والمخاطر

وبدوره، قال المهندس عمران شرف مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل» إنه منذ بداية تصميم وتطوير مسبار الأمل حصر فريق العمل التحديات والمخاطر التي ربما تواجه المسبار أثناء رحلته إلى المريخ أو عند وصوله إلى مدار الكوكب الأحمر، كما وضع الفريق سيناريوهات عديدة للتعامل مع هذه التحديات، ولكن هذا لا يمنع إمكانية تعرض المسبار لأية ظروف طارئة قد تؤثر على نجاح مهمته الاستكشافية.
وأضاف أن اقتراب مسبار الأمل من مدار المريخ بعد 7 شهور من رحلته في الفضاء العميق، وقطع مسافة 493 مليون كيلومتراً، ليس نهاية الرحلة بل هو بداية لأخطر مراحل مهمة المسبار وأكثرها دقّة، نظراً لكونها المرة الأولى التي يتم فيها استخدام منظومة المسبار الذي تم تصنيعه بالكامل ولم يتم شراء أي جزء منه، ونحن واثقون أن الجهود الدؤوبة لفريق العمل على مدار 7 سنوات ستكلل بالنجاح.

مبادرة استراتيجية

يشار إلى أن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل» مبادرة استراتيجية وطنية أعلن عنها رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة حاكم دبي، لتكون دولة الإمارات -عند نجاح مهمة مسبار الأمل- خامس دولة في العالم تصل إلى المريخ تنفيذاً للبرنامج العلمي النوعي الذي تملكه لاستكشاف الكوكب الأحمر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى