
ولاء عايش
فيما يواصل الرئيس الأميركي جو بايدن السعي جاهداً لتحقيق حلم الريادة الأميركية، والكشف عن ملامح سياسته الخارجية، لا سيما بالنسبة لإيران وروسيا، غاب الملف السوري عن الساحة، ولم يُدرج ضمن جدول أعمال الإدارة الجديدة، ولا رؤية إستراتيجية واضحة حتى الآن لتبنّي الأزمة السورية.
وأفاد ناطق باسم الخارجية بأن إدارة بايدن لن تتهاون في تطبيق «قانون قيصر»، مع المحافظة على المسار الدبلوماسي وتسهيل العمل الإنساني والإغاثي، للوصول إلى حل سلمي في البلاد، بينما أكد مسؤول مطلع تمسّك الإدارة بـ «قيصر»، الذي نص على فرض عقوبات عدة على شخصيات وكيانات تابعة للنظام السوري.
لكن في المقابل سلطت صحيفة «نيويورك تايمز» الضوء على فشل سياسة العقوبات على سوريا، وكذلك روسيا والصين وإيران، حيث لم تستطع واشنطن إجبار تلك الدول على الخضوع.
ونقلت عن أيفو دالدر، السفير الأميركي السابق لدى حلف شمال الأطلسي في عهد الرئيس باراك أوباما: «لقد وقعنا في فخ أن العقوبات هي الحل السهل لكل مشكلة، صحيح أنها فرضت بعض الثمن، لكنها ليست إلا عادة لا تكفي لتغيير السلوك»، مشيراً إلى أن «الحقيقة المُرّة هي أنه إذا تم تنفيذ العقوبات بشكل سيئ، فقد تأتي بنتائج عكسية أيضاً».
وتابعت الصحيفة أن «فرض عقوبات محتملة على جيش ميانمار، تنفيذاً للتهديد الذي أصدرته إدارة بايدن بعد الانقلاب الأخير قد يدفع جنرالات الانقلاب إلى الارتماء أكثر في أحضان الصين»، وهو احتمال حذرت منه اليابان.
و في ما يتعلق بروسيا، فالعقوبات التي فرضت عليها عام 2014 بسبب غزوها شرق أوكرانيا، فشلت في تحقيق الهدف المتمثل بإجبار الرئيس فلاديمير بوتين على عكس مساره وسحب قواته من الدولة الجارة.
وكذلك الأمر في الصين، حيث لم تستطع العقوبات أن تغير التعريفات الجمركية سلوك البلاد، بل سرّعت حملتها القمعية على هونغ كونغ، وشددت قبضتها على الأقليات المسلمة (الروهينغا) وجعلتها تصدر تهديدات جديدة ضد تايوان.
وأشارت «نيويورك تايمز» إلى أن إدارة بايدن ستلجأ إلى أمر مختلف عند التحضير لفرض قيود جديدة، وهو تنسيق الضغط مع الحلفاء، الذين تجاهل الرئيس السابق دونالد ترامب وجهات نظرهم إلى حد كبير على مدى السنوات الأربع الماضية.
تعهد رئاسي
وحول شؤون البيت الأبيض، تعهد بايدن بعدم مشاركة أفراد عائلته في أي مشروع حكومي أو سياسة خارجية، مؤكداً أن إدارته ستشبه إلى حد كبير إدارة أوباما.
وكان لعائلة ترامب دور مهم في إدارته، حيث عملت ابنته إيفانكا وصهره جاريد كوشنر مستشارين في البيت الأبيض، على الرغم من تنازلهما عن رواتب الحكومة.
من جهة أخرى، أعرب بايدن عن أمله بعودة الحياة إلى طبيعتها في أسرع وقت، وتحقيق العدالة لجميع الناس بتوفير وظائف لائقة، تعمل على تنمية الاقتصاد مجدداً.
قانون مافيا
إلى ذلك، تبحث وزارة العدل اللجوء إلى قانون اتحادي يستخدم عادة ضد عصابات الجريمة المنظمة لمقاضاة المتورطين في هجوم الكابيتول في 6 يناير.
ويسمح قانون مكافحة الجريمة المنظمة والتنظيمات المفسدة، المعروف اختصاراً باسم «ريكو»، للادعاء بالتصدي لجرائم مثل القتل والخطف والابتزاز وتبييض الأموال. وقد تصل العقوبات إلى السجن 20 عاماً ومصادرة الأرصدة الناتجة عن الأعمال الإجرامية.
في سياق متصل، يستعد مجلس النواب للتصويت على مشروع قرار لطرد مارجوري تايلور غرين النائبة الجمهورية المتشددة المؤيدة لترامب، المؤمنة بنظريات المؤامرة.
وقبل انتخابها، أبدت غرين إعجابها بتعليق يدعو إلى قتل نانسي بيلوسي برصاصة في الرأس، كما كتبت أن حوادث إطلاق النار التي تتكرر في المدارس الأميركية هي عمليات مدبرة، هدفها تشديد القوانين التي ترعى حيازة الأسلحة النارية وحملها.
القضاء يسمح لترامب الإقامة بمنتجعه بشكل دائم
بعد أن باتت إقامة ترامب في منتجع «مار إيه لاغو» في بالم بيتش بولاية فلوريدا بشكل دائم مهددة، بسبب شكوك حول قانونيتها، سمح القضاء بإقامته هناك.
وقال محامي البلدة جون راندولف إن الوثيقة القانونية الفعلية ليس لديها حظر محدد على ترامب للعيش في النادي، وبموجب قانون تقسيم المناطق في بالم بيتش سيُسمح له قانوناً استخدامه مقراً دائماً له.
وكان جيران ترامب طلبوا من مسؤولي المنتجع إبلاغه رسمياً بأنه لا يمكنه الإقامة، ودعوا المسؤولين المحليين إلى تجنّب موقف محرج بعد مغادرته البيت الأبيض. واشترى ترامب المنتجع عام 1985، ثم حوله لاحقاً إلى ناد للأعضاء فقط عام 1993.