تقارير

أخطاء أثناء التلقيح أدت إلى انتشار «الطفرة المتمردة»

وزير بريطاني يكشف وجود 4 آلاف تحوّر لـ «كورونا» بالعالم

محرر الشؤون الدولية

العالم يعود إلى نقطة الصفر في المواجهة مع «كورونا»، حيث لا تزال الطفرات المتحورة عن الفيروس الأصلي تثير مخاوف الدول من عودة الارتفاع في الاصابات والوفيات وزيادة الضغط على القطاع الصحي، بينما بدأت الدراسات حول سبب تشكل الطفرات وكيفية تأمين لقاح ناجع لها.

وفي هذا السياق، أعلن الوزير البريطاني المسؤول عن توزيع اللقاحات في المملكة المتحدة ناظم الزهاوي أن هناك حالياً نحو 4 آلاف سلالة متحورة من الفيروس في مختلف أنحاء العالم، لذا يحاول جميع منتجي اللقاحات بما في ذلك «فايزر» و«أسترازينيكا» تحسين لقاحاتهم.

وقال الزهاوي إنه من غير المرجح بشدة ألا يكون اللقاح الحالي فعالاً مع السلالات المتحورة سواء في مقاطعة كنت (جنوب شرق بريطانيا) أو مع سلالات أخرى، لا سيما عندما يتعلق الأمر بالأعراض الشديدة والعلاج في المستشفيات.

وتبحث جميع الشركات المصنعة، «فايزر- بيونتيك» و«موديرنا» و«أسترازينيكا» وغيرها، كيفية تحسين لقاحاتها للتأكد من مدى الجهوزية لأي سلالة.

حسبما هو موثق ومعلن رسمياً، يواجه العالم الآن 3 سلالات متحورة جديدة، وقد ظهرت تلك السلالات الجديدة في عدد من دول العالم، الأمر الذي يسبب رعباً لدى البعض.

أخطاء صحية

إلى ذلك، قالت وكالة الصحة العامة في المملكة المتحدة إن سلالة «كورونا» الجديدة ظهرت في بريطانيا بسبب أخطاء ارتكبتها السلطات الصحية، في اعتراف يسدل الستار على جدل واسع حول السياسة التي اتبعتها بريطانيا في تأخير الجرعة الثانية من اللقاح، والتي أثارت انتقادا واسعاً داخلياً وأوروبياً.

وفي تقرير لوكالة الصحة العامة، قالت إن سياستها في تطعيم المواطنين قد شكلت بشكل غير إرادي السبب وراء إنتاج طفرات جديدة، حيث أشار التقرير إلى أن مختصين راقبوا هذه الطفرة بشكل خاص، لأنها تجمع بين طفرة N501Y المعروفة باسم المتغير الإنكليزي، وهو أكثر عدوى، وطفرة 484K، التي يبدو أن لها تأثيراً على فاعلية اللقاح، والتي من شأنها أن تقلل فاعليته جزئياً.

من جانبه، قال عالم الأحياء الفرنسي كلود ألكسندر غوستاف إن المملكة المتحدة ارتكبت خطأ عندما باشرت التلقيح على نطاق واسع بينما كان الوباء نشطاً للغاية، فيما أخّرت الجرعة الثانية من اللقاح إلى 12 أسبوعاً.

في غضون شهرين تقريباً، تم إعطاء ما يقرب من 10 ملايين حقنة في المملكة المتحدة، أكثر بكثير من أي دولة أوروبية أخرى، حيث انتشر الفيروس بنشاط، مع ما يقرب من أسبوعين متتاليين وتسجيل أكثر من 50 ألف حالة يومياً، لكن التطعيم بالجرعة الثانية تأخر وبالتالي لم تحقق عملية التلقيح العام النتائج المرجوة منها.

يضيف عالم الأحياء: «التلقيح على نطاق واسع أثناء نشاط الوباء يؤدي حتماً إلى إنتاج طفرات هاربة من المناعة قادرة على مقاومة اللقاح».

ويرجع السبب في ذلك، حسب مختصين، إلى إصابة عدد كبير من الأشخاص بالعدوى وتشكيل العديد من خزانات الطفرات، لأن جزءاً كبيراً من السكان يكتسب مناعة ضد كورونا الذي يخضع بفعل اللقاحات للضغط، ويتجاوب مع ذلك بإخراج طفرات قادرة على الإفلات من اللقاح.

يشرح الدكتور غوستاف ذلك بالقول: «يحاول الفيروس الذي يجد المزيد من الأشخاص المحصنين في مساره، تجاوز الأجسام المضادة بإنتاج طفرات جديدة»، كما يضيف: «لم يعرف العالم هذه المتغيرات قبل نهاية عام 2020 لأن قلة من الناس كانت محصنة».

يذكر أن المركز الوطني للمعلومات والمعرفة حول الفيروس لدى الاحتلال الصهيوني، شدد على أن التطعيم الشامل يمكن أن «يؤدي إلى ضغط على الفيروس ويولد طفرات».

وسبق أن أوصت شركتا «فايزر» و«موديرنا» بألا تتعدى الفترة بين جرعتي التلقيح الـ21 والـ28 يوماً، على التوالي، بينما راهنت السلطات البريطانية على تبديل الوقت بين الجرعة الأولى والثانية حتى 12 أسبوعاً، من أجل حقن المزيد من الجرعة الأولى، لضمان مناعة جزئية، وهو ما أحدث العكس.

إجراءات سعودية

إلى ذلك، أعلنت السعودية تعليق الأنشطة الترفيهية وإغلاق دور السينما والمطاعم والمقاهي لمدة 10 أيام قابلة للتجديد، ضمن سلسلة من الإجراءات الوقائية في ظل ازدياد الإصابات بالفيروس.

وقالت وزارة الداخلية إن ظهور مؤشرات لارتفاع معدلات الإصابة والتراخي في تطبيق إجراءات السلامة أدت إلى اتخاذ تلك القرارات.

كما تقرر إيقاف المناسبات والحفلات ومن بينها حفلات الزواج واجتماعات الشركات لمدة 30 يوما قابلة للتمديد. وشملت الإجراءات منع التجمعات البشرية لأكثر من 20، وإيقاف كل الأنشطة والفعاليات لمدة 10 أيام قابلة للتمديد.

وكانت السعودية علقت هذا الأسبوع دخول المواطنين من 20 دولة إلى المملكة باستثناء الدبلوماسيين والمواطنين السعوديين والممارسين الصحيين وعائلاتهم.

وفاة أول بريطاني أصيب بالفيروس

توفي طالب جامعي، يعتقد أنه كان أول بريطاني يصاب بفيروس «كورونا» في 2019، أثناء عمله في مدينة ووهان مكان ظهور الجائحة.

ونقلت صحيفة «دايلي» البريطانية أن كونور إليس (26 عاماً)، عثر عليه ميتا في غرفة نومه في إقامته في جامعة بانجور بويلز في أكتوبر 2020، بعدما أبلغ زملاؤه عن اختفائه.

وأرجع سبب الوفاة إلى فشل في الجهاز التنفسي حسبما أظهر التحقيق، ونقلت الصحيفة عن كبيرة الأطباء الشرعيين في شمال غرب ويلز، بعد تشريح الجثة، أنه حتى الآن يبدو أن سبب الوفاة يعود إلى فشل في الجهاز التنفسي ناتج عن تسمم بمزيج دوائي.

وتصدر كونور العناوين العام الماضي بعدما بات أول بريطاني يصاب بالفيروس أثناء عمله في مدرسة في ووهان في نوفمبر 2019 قبل أن يتعافي تماما من الفيروس. وغادر الصين متوجها إلى أستراليا قبل أن يعود إلى ويلز لدراسة اللغة الصينية في جامعة بانجور.

«جواز سفر كورونا»

تعتزم دولة الدنمارك إصدار «جواز سفر كورونا الرقمي» لمنح مواطنيها حرية السفر والتنقل بأريحية، وذلك بعد تلقيهم اللقاح المضاد للفيروس التاجي.

وأعلنت حكومة الدنمارك، خلال مؤتمر صحافي توافقها مع المشرعين على إصدار «جواز سفر كورونا الرقمي».

ومن المقرر أن يكون هذا النوع الجديد من جوازات السفر متاحاً خلال نحو 3 أشهر، حسب اتفاق القطاعين التجاري والثقافي مع الحكومة الدنماركية.

الكلاب تكشف الإصابات

درَّبت عيادة بيطرية بألمانيا الكلاب البوليسية على رصد الفيروس في عينات اللعاب البشري، بنسبة دقة بلغت 94 %.

إذ قالت إيستر شالكه التي تعمل في مركز بيطري لتدريب الكلاب تابع للقوات المسلحة الألمانية، إن الكلاب تعتاد أولاً «رائحة كورونا» التي تأتي من خلايا المصابين بالفيروس، قبل أن تبدأ مهمتها.

من جانبه، قال هولجر فولك رئيس العيادة البيطرية: «أجرينا دراسة جعلنا خلالها الكلاب تشم عينات من مصابين بكوفيد-19، ويمكننا القول إن نسبة النجاح في دراستنا 94 %».

وكانت فنلندا بدأت في سبتمبر تدريب الكلاب على رصد «كورونا» في عينات مأخوذة من المسافرين بمطار هلسنكي فانتا ضمن مشروع تجريبي، بجانب إجراءات الفحص المعتادة في المطار. وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها تدريب كلاب على اكتشاف فيروس «كورونا».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى