تقارير

لاجئ سوري فر من بطش الأسد يترشح للبرلمان الألماني

عاش في صالة ألعاب وتعلم اللغة في 6 أشهر وحصل على الجنسية

طارق الأوس (31 عاماً) شاب سوري، وضعته الحياة أمام صعاب لم يتخيلها يوماً، حين كان طالباً يدرس الحقوق في إحدى جامعات دمشق، وأجبرته الحرب السورية على الفرار من بلاده، طلباً للأمن والاستقرار، فوصل إلى ألمانيا بعد أن فتحت المستشارة أنجيلا ميركل الحدود أمامه ومئات الآلاف من المهاجرين واللاجئين الآخرين.

الأوس جعل من المعاناة طموحاً، واستطاع رغم قساوة الظروف أن يصنع من طموحه واقعاً، حيث تعلم اللغة الألمانية في 6 أشهر وحصل على الجنسية، ثم ترشح الشاب إلى «حزب الخضر» لتمثيل مدينة أوبرهاوزن في ولاية شمال الراين وستفاليا، ليكون بذلك أول لاجئ يدخل برلمان البلاد.

رحلة قاسية

مع اندلاع الحرب في سوريا عام 2011، شارك الأوس في تظاهراتٍ سلمية وقدَّم مساعداتٍ إنسانية للهلال الأحمر، إلا أن ذلك لم يدم طويلاً، إذ فر من البلاد في يوليو 2015 لاستهدافه من قبل النظام، وتعقبه بغية التخلص منه.

عبر طريق البلقان كانت رحلته، وانتهى به الأمر في نهاية المطاف إلى الإقامة في صالةٍ للألعاب الرياضية في مدينة بوخوم بولاية شمال الراين وستفاليا، حيث شارك بتأسيس مبادرةٍ تدعو إلى تحسين الإسكان للمهاجرين.

ثم حصل على أول وظيفة مدفوعة الأجر، وهي عامل اجتماعي يقدم المشورة القانونية للاجئين، وفي 2018، شارك الأوس في تأسيس تحالف الجسر البحري، من أجل إنقاذ اللاجئين الذين يسافرون عبر البحر.

صوت لكل اللاجئين

يعتبر الأوس أول سوري يترشح لدخول البرلمان عن أوبرهاوزن في الانتخابات المقرر عقدها في 26 سبتمبر المقبل، وقال في أحد تصريحاته:«ولاية شمال الراين موطني، كانت بداية عملي السياسي هنا في دائرتي الانتخابية في أوبرهاوزن».

وترشح اللاجئ السوري عن «حزب الخضر» الذي يركِّز على المحافظة على البيئة، مؤكداً الصلة بين تغيُّر المناخ وسياسات الهجرة.

وقال الأوس إنه يريد منح آلاف الفارين من بطش الحرب صوتاً سياسياً يحصل حقوقهم ويحميهم من الاستبداد.

هذا واحتفى عدد كبير من النشطاء السوريين بدخول طارق لانتخابات البرلمان الألماني، داعمين فكرته بأن يكون أول سوري ينال العضوية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى