الفلسطينيون يشيعون شهيداً احتجزت اسرائيل جثمانه لأكثر من 10 أشهر
شرطة الاحتلال قتلته في 22 فبراير بزعم محاولته تنفيذ عملية طعن

بعد احتجاز جثمانه لأكثر من عشرة أشهر، شيع عشرات الفلسطينيين فجر اليوم جثمان الشهيد ماهر إبراهيم زعاترة (35 عامًا)، إلى مثواه في مقبرة بلدته جبل المكبر بمدينة القدس المحتلة.
وشارك عشرات من أهالي بلدة جبل المكبر بالتشييع وسط تواجد لقوات الاحتلال، حيث انطلق موكب التشييع من منزل الشهيد بعد أن ألقت عائلته نظرة الوداع الأخيرة عليه، ومن هناك إلى مقبرة البلدة حيث ووري جثمانه في الثرى.
وسلمت شرطة الاحتلال جثمان الشهيد زعاترة الليلة قبل الماضية، الذي قتلته في 22 فبراير الماضي، بزعم محاولته تنفيذ عملية طعن عند باب الأسباط، إحدى بوابات المسجد الأقصى، واحتجزت جثمانه منذ ذلك الحين.
وكان محامي العائلة أشار في رسائله إلى الجهات المختصة إلى «إثباتات دامغة تدحض قرار عدم تسليم الجثمان لشاب مريض عقلياً، ويعاني من مشاكل نفسية، وهو عمل لا إنساني ويقترب من الوحشية، حتى المنظمات الإرهابية تترفع عنها ولا تقدم على مثل هذه التصرفات المتطرفة إذ لا يجوز احتجازه».
و في مراسلاته مع أكثر من طرف أوضح المحامي أن التقارير الطبية والمصدقة من مؤسسات إسرائيلية، من بينها التأمين الوطني، تقر بأن الشهيد زعاترة فاقد للأهلية وغير مسؤول عن تصرفاته، ويعاني مشاكل نفسية صعبة، كما كان يتلقى العلاج في مستشفى الأمراض النفسية في «غفعات شاؤول»، وأنه كان يتعاطى أدويةً قويةً لمعالجة حالته النفسية الصعبة عندما وقع الحادث في باب الأسباط.
وكان مستشار الحكومة الإسرائيلية قد تنصل من القضية، وادعى أن المخول ببحث قضية جثمان زعاترة هو المستشار القضائي للجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، متجاهلاً أنّ زعاترة هو مواطن يحمل الهوية المقدسية، وقضى نحبه على أيدي قوات شرطة الاحتلال في القدس، وليس على أيدي قوات الجيش الاسرائيلي في أراضي الضفة.
وفق الإحصائيات، فان الاحتلال يحتجز جثامين حوالي 253 شهيدا في «مقابر الأرقام»، أقدمهم أنيس دولة أحد القادة العسكريين في القوات المسلحة الثورية، التابعة للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين، والمحتجز منذ العام 1980.
وإمعانا في جريمته فإن الاحتلال يرفض الاعتراف بمصير 68 مفقودا أو الكشف عن أماكن وجودهم.