أميركا تتأهب.. وإيران تطمئن: لا نسعى للحرب
في ذكرى مقتل سليماني.. و«بي - 52» تعود للخليج

خالد جان سيز
«إيران لا تسعى للحرب»، رسالة أبرقتها إيران على لسان وزير خارجيتها محمد جواد ظريف إلى واشنطن، في محاولة لكبح جماح مسؤوليها، الذين كانوا يبحثون مدى تهديد إيران حالياً والحاجة إلى أي ضربة استباقية.
قالتها إيران، لا مغامرات قبيل تسلّم إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن على الأقل، واستعراض واشنطن العسكري المتوّج بقاذفات «بي – 52» وصلت أبعاده إلى أذهان المسؤولين الإيرانيين… إذاً لا داعي للحرب.
هناك شيء واحد فقط يقلق إيران، وربما جزءاً واسعاً من الشعب الأميركي: هل يفعلها دونالد ترامب في أيامه الأخيرة ويوجه ضربة كبيرة مفاجئة تخلط الأوراق في المنطقة، وربما في البيت الأبيض وأميركا؟
من الصعب الإجابة عن هذا السؤال، لكن ما يأتي من معلومات وتصريحات يدلي بها مسؤولو البلدين لا يبعث على التفاؤل، ويشي بأن شيئاً ما سيحصل.
تأهُّب أميركي
قال مسؤول في وزارة الدفاع إن استعراض قوات بلاده في منطقة الخليج هو تحذير لإيران. ولفت إلى أن رئيس أركان الجيش الجنرال مارك ميلي «يطّلع بصورة مكثفة على الأوضاع»، وأن «الجيش لا يعتقد أن هجوماً على وشك أن يحدث، لكن يتخذ كل الإجراءات للتأكد من ردع إيران وحماية القوات الأميركية».
وأوضح المسؤول أن استعراض القوة يأتي قبل أيام من الذكرى الأولى لاغتيال قاسم سليماني القائد السابق لـ«فيلق القدس» في الحرس الثوري.
وكانت شبكة «سي إن إن» نقلت عن مسؤولين في «البنتاغون» أن وزير الدفاع بالوكالة كريستوفر ميلر قرر سحب حاملة الطائرات «نيميتز» من مياه الخليج لخفض التوتر مع إيران، مستبعدين وقوع هجوم إيراني وشيك على القوات الأميركية.
وأقر المسؤولون بوجود انقسامات داخل البنتاغون بشأن مستوى التهديد الحالي من إيران والميليشيات المدعومة منها، مشددين على أن التوتر مرده معلومات استخباراتية أن إيران تخطط لمهاجمة القوات الأميركية، لكنهم أكدوا أنه لا معلومات مؤكدة تشير إلى هجوم إيراني وشيك على القوات الأميركية.
بدورها أعلنت القيادة الوسطى في الجيش الأميركي أن قاذفتين إستراتيجيتين من طراز «بي – 52» حلقتا فوق الخليج، للتأكيد على ما قالت إنه التزام من جانب الجيش الأميركي تجاه أمن المنطقة.
وقال قائد القيادة الوسطى، الجنرال كينيث ماكينزي، إن «القوات الأميركية جاهزة وقادرة على الرد على أي عدوان على الأميركيين ومصالح الولايات المتحدة».
وأفاد بأن القاذفتين اللتين انطلقتا من قاعدة مينوت الجوية في نورث داكوتا، صباح الثلاثاء، للمرة الثالثة خلال الأيام الـ45 الماضية، تقومان بمهام ردع فوق الخليج العربي، برفقة حراسة مقاتلة، مشيرة إلى أن القاذفتين حلَّقتا دون وقوع أي حوادث.
إيجاد ذريعة
في المقابل، اتهم ظريف الولايات المتحدة بمحاولة إيجاد ذريعة لشن هجوم على بلاده، وتعهد بأن طهران ستدافع عن نفسها رغم أنها لا تسعى للحرب. وغرد: «الرئيس دونالد ترامب وحاشيته يضيعون مليارات لإرسال مقاتلات بي52 وأساطيل إلى منطقتنا. المعلومات القادمة من العراق تشير إلى مخطط لاختلاق ذريعة للحرب». وأضاف: «إيران لا تسعى للحرب لكنها ستدافع بشكل صريح ومباشر عن شعبها وأمنها ومصالحها الحيوية».
وكانت إيران حذّرت قبل يومين من أي تجاوز «للخطوط الحمراء» المتعلقة بأمنها في الخليج، وذلك بعد تقارير صحافية عن تحركات لغواصة إسرائيلية باتجاه المنطقة. وشددت على أنها ستدافع عن نفسها ضد أي «مغامرة» قد تقدم عليها إدارة ترامب في أيامها الأخيرة.
وكان مساعد رئيس البرلمان الإيراني للشؤون الدولية حسين أمير عبداللهيان قال: «اتضح لنا أيضاً من خلال التحقيقات في أي بلد كانت غرفة القيادة العسكرية التي نفذت الاغتيال، كما اتضح لنا الدولة التي أعطت معلومات للأميركيين عن وصول قاسم سليماني إلى بغداد». وأضاف: «هناك دولتان متعاونتان في قضية الاغتيال، سيكشف القضاء عنهما في الوقت المناسب عندما تنتهي كل الإجراءات اللازمة».
مغادرة العراق
إلى ذلك، ذكرت مصادر خاصة للعربية والحدث أن عددا من قياديي الميليشيات الموالية لإيران، بينهم أكرم الكعبي زعيم فيصل «النجباء»، وهادي العامري زعيم «فيلق بدر»، غادروا مجموعة الجادرية ببغداد، حيث مقر أغلب قادة الأحزاب والميليشيات ونواب ووزراء وقيادات «الحشد الشعبي» بمواكب متفرقة إلى إيران، عبر الطريق البري في محافظة ديالى، عبر منفذ المنذرية، وفريق آخر عبر محافظة واسط، عن طريق منفذ زرباطية، وأن القيادات الولائية التي تسكن المنطقة الخضراء تركوها نهار الأربعاء.
وبين المصدر أن اجتماعا ضم عددا من قيادات تلك الميليشيات بدأ بعد ساعات من استهداف مطار عدن من قبل الحوثيين، واستمر حتى وقت متأخر توصلت فيه تلك القيادات إلى الخروج إلى إيران وبطريقة تمويه حتى لا ينكشف أمرهم للطيران الأميركي المكثف في سماء العراق، وأن الجنرال إسماعيل قاآني، قائد فيلق القدس أمر تلك القيادات بمغادرة العراق خشية توجيه ضربة عسكرية من قبل إدارة ترامب، خصوصا بعد تطور الموقف في عدن.