25 يوماً غيَّرت العالم.. وحوَّلت فيروساً إلى وباء
استجابة الصين الأولية المتأخِّرة أطلقت العنان لـ«كورونا» لينتشر في العالم

محرر الشؤون الدولية –
«لو تداركت الصين خطورة فيروس كورونا المستجد لكان عام 2020 مختلفاً على العالم»، عبارة يرددها الجميع حول العالم بعد المآسي التي خلفتها الجائحة على مختلف نواحي الحياة. ولكن كلمة لو لا تسمن، ولعل التجربة الجديدة التي مرت بها البشرية تطلق صرخة للتخلي عن سياسيات اقتصادية واجتماعية وبيئية لتفادي ما هو أسوأ.
فاعتمادا على وثائق الحكومة الصينية، ومصادر داخلية، ومقابلات، وأوراق بحثية وكتب، تحدثت صحيفة نيويورك تايمز عن تفاصيل الأيام التي سبقت 23 يناير 2019، تاريخ إغلاق مدينة ووهان، حيث تفشى فيروس كورونا. وبذلك الإغلاق، أعلنت الصين للعالم وجود أزمة.
لكن قبل إغلاق ووهان بـ25 يوما، كان هناك إنذار أولي بوجود مرض معد غريب يتفشى في المدينة، ولا تعرف أسبابه.
الرواية الرسمية الصينية تقول إن بكين واجهت الفيروس بقوة مذهلة، لكنها سببت أزمة سياسية سمحت لفاشية محلية بإشعال جائحة عالمية.
أشهر طبيب في الصين كان في مهمة عاجلة، لكنه تلقى أوامر بسرعة الذهاب إلى ووهان، وسط البلاد، للتحقق من فيروس كورونا الجديد الغريب… هذا ما قالته «نيويورك تايمز».
وينظر إلى الدكتور تشونغ نانشان (84 عاما) كبطل ساعد في الكشف عن وباء سارس قبل 17 عاما.
وفي القطار الليلي، قام مساعد الطبيب بتصويره بينما كانت عيناه مغمضتين غارقا في التفكير، وهي صورة ستستغلها الصين في وقت لاحق، وستلمع بها سمعة الدكتور تشونغ وتظهره كطبيب الأمة.
ويصور تاريخ الصين الرسمي رحلة الدكتور تشونغ كنقطة تحول سينمائية، في حرب منتصرة في نهاية المطاف، ضد كوفيد 19. يبدأ هذا التحول باكتشاف الطبيب أن الفيروس ينتشر بشكل خطير، فيسارع إلى بكين لدق ناقوس الخطر.
إن رحلة الدكتور تشونغ إلى ووهان كانت سياسية أكثر منها طبية. «كان يعلم بالفعل أن الفيروس ينتشر بين الناس»، وكان هدفه الحقيقي هو إقناع النظام الصيني المتحفظ بالحديث عن الأزمة.
الدكتور تشونغ، كتب في تقرير صاغه على متن القطار قبل الوصول إلى ووهان: «هناك بالتأكيد انتقال من إنسان إلى إنسان. ذكِّر الجمهور بعدم الذهاب إلى ووهان إلا لأسباب خاصة، وتقليل الرحلات وتجنب التجمعات».
بعد أربعة أيام، في 23 يناير، أغلق الزعيم الصيني شي جين بينغ مدينة ووهان.
كان هذا الإغلاق أول خطوة حاسمة في إنقاذ الصين، لكن بالنسبة لبقية أنحاء العالم، فقد فات الأوان لمنع الفيروس من الانتشار، وأودى منذ ذلك الحين بحياة أكثر من 1.7 مليون شخص.
وبحسب «نيويورك تايمز» فإن الإنذار الأول بوجود الفيروس بالفعل كان قبل 25 يوما، أي قبل عام بالضبط، في 30 ديسمبر الماضي.
وحتى قبل ذلك، كان الأطباء والعلماء الصينيون يضغطون للحصول على إجابات بشأن ما يحدث، ومع ذلك، أخفى المسؤولون في ووهان وبكين حجم الإصابات، أو رفضوا اتخاذ إجراء بشأن التحذيرات.
حدد العلماء الصينيون والمختبرات الخاصة فيروس «كورونا»، ورسموا خريطة جيناته قبل أسابيع من اعتراف بكين بخطورة المشكلة. كان العلماء يتحدثون إلى أقرانهم، محاولين التحذير، وفي بعض الحالات فعلوا ذلك، أياً كان الثمن.
قال البروفيسور تشانغ يونغ تشن، عالم الفيروسات الرائد في شنغهاي: «تحدثنا عن الحقيقة. لكن لم يستمع أحد إلينا، وهذا أمر مأساوي حقاً».
في الثامن من يناير، اعترف رئيس المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها، جورج إف قاو، بهذا الخطر خلال مكالمة مع نظيره الأميركي، الدكتور روبرت راي ريدفيلد، وفقاً لشخصين اطلعا على مكالمة ريدفيلد. ومع ذلك، لم يصدر الدكتور ريدفيلد ولا الدكتور قاو، لأسباب سياسية، إنذاراً عاماً.
العودة إلى الحياة الطبيعية خريف 2021؟
وبعد عام من الكارثة، يقول أنتوني فاوتشي، كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة، إنه يتوقع أن تصل أميركا إلى قدر من المناعة الجماعية أو ما يعرف بمناعة القطيع من خلال اللقاحات التي تكفي لعودة «بعض مظاهر الحياة الطبيعية» بحلول خريف 2021، على الرغم من العقبات التي تواجه المراحل الأولى من طرح اللقاح. وكان حاكم ولاية كاليفورنيا غافين نيوسوم أعلن في بداية النقاش مع فاوتشي عبر الفيديو أن الولاية رصدت سلالة جديدة أسرع انتشاراً من فيروس «كورونا» وهي السلالة التي ظهرت في بريطانيا بالبداية، وذلك بعد يوم من توثيق ظهور أول حالة أميركية معروفة بالسلالة الجديدة في كولورادو. وقال فاوتشي إنه «لم يفاجأ»، مضيفاً أنه من المحتمل ظهور حالات أخرى.
لقاح «أسترازينيكا»
وفي وقت بدأت الولايات المتحدة التطعيم بلقاحاتها «الوطنية»، (فايزر وموديرنا)، أعلن كبير مستشاري برنامج التلقيح الأميركي، منصف السلاوي، أن الولايات المتحدة تتوقع الترخيص للقاح أسترازينيكا/أكسفورد في أبريل المقبل، أي بعد أكثر من ثلاثة أشهر من موافقة السلطات البريطانية على استخدامه.
وعبر السلاوي عن الأمل في الحصول على الموافقة في النصف الأول من فبراير للقاح جانسن الذي طورته شركة جونسون آند جونسون، وبخلاف اللقاحات التي حصلت على موافقة أولية، يأتي في جرعة واحدة.
في المقابل، أصبحت الأرجنتين أول دولة في أميركا اللاتينية التي تقر استخدام لقاح «أسترازينيكا» للاستخدام في حالات الطوارئ، لتصبح ثاني دولة في العالم التي توافق عليه. وكانت الأرجنتين قد وافقت على استخدام لقاح «سبوتنيك في» الروسي في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وقالت شركة أسترازينيكا البريطانية إنها قدمت بيانات كاملة لمتابعة الحصول على ترخيص التسويق المشروط من وكالة الأدوية الأوروبية للقاح الذي طورته.