تحليلات

من هي مجموعة «براود بويز» المتهمة بالتورط في اقتحام الكونغرس؟

علي حمدان –

وصفت الحكومة الكندية مجموعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة بـ«التهديد الجدي والمتنامي» وصنفتها إرهابية الى جانب تنظيمي القاعدة وداعش.

تصنيف كندا للمجموعة يتزامن مع القلق المتزايد حول رواج المجموعات المنادية بالتفوق العرقي الأبيض في البلاد.

وبحسب موقع إيل بوست الإيطالي فإن الحكومة الكندية قررت التصعيد ضد المجموعة المذكورة بعد التثبت من ضلوعها في تنظيم وتنفيذ الهجوم على الكونغرس الأميركي في السادس من يناير الماضي.

تجدر الإشارة إلى أن كندا هي الدولة الأولى التي أعلنت تجريم  «براود بويز» وصنفتها كمنظمة إرهابية بشكلٍ رسمي عالمياً.

وقام وزير السلامة العامة الكندي بيل بلير، بالإعلان عن إدراج النازيين الجدد وأتمواثين ديفيجين وذا دايس بالإضافة إلى حركة روسيا الإمبريالية على لائحة المنظمات الإرهابية.

كما أضافت حكومة كندا الفيدرالية حزب المجاهدين الناشط في باكستان للائحة، تعليقاً على هذه الخطوات يقول بلير: «كندا لن تتسامح مع أعمال العنف ذات الخلفيات الإيديولوجية، الدينية، أوالسياسية».

فيما يخص مجموعة براود بويز قال الوزير الكندي بأنهم فاشيون جدد يبتغون العنف، وتأجيج الإسلاموفوبيا، والعداء للسامية والمهاجرين، وتعزيز الفوقية العرقية والأيديولوجيات العنصرية.

في سياق متصل قال الوزير بأن المجموعة المذكورة لعبت دوراً رئيسياً في تحريك المحتجين في واشنطن لاقتحام مبنى الكونغرس قبل شهر من الآن.

ترامب رفض إدانتهم

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب كان قد رفض في حملات العام 2020 الانتخابية اتخاذ مواقف تندد بالحركة الداعية لتأجيج التمييز العرقي، ودعا مجموعة «براود بويز» للجهوزية.

على صعيدٍ آخر، قام البرلمان الكندي في يناير الماضي بمطالبة حكومة البلاد الفيدرالية بتصنيف مجموعة «براود بويز» كمجموعة إرهابية، وعلى الرغم من عدم فعالية المطالبة البرلمانية تنفيذياً، إلا أنها عبرت عن القلق المتزايد في كندا حيال التطرف بشكل عام.

وقبيل الإعلان الرسمي الكندي عن إدراج «براود بويز» على قائمة الإرهاب، أكد رسميون للصحفيين والمراسلين بأن الحكومة كانت تراقب أنشطة المجموعة في الآونة الأخيرة، لكن هجمات الكابيتول هيل أدت إلى تسريع اتخاذ القرار بتجريمهم.

وتم تأسيس مجموعة «براود بويز» في العام 2016 من قبل الكندي غافين ماكينيس، أحد الأعضاء المؤسسين لمجلة فايس الشهيرة، ونالت المجموعة شهرتها في كندا قبل ثلاثة أعوام عندما قام ثلاثة جنود من الاحتياط، يرتدون سترات «براود بويز» الصفراء والسوداء  بتفريق إحتجاجات ضد تمثال أثار الجدل في الشارع الكندي آنذاك.

«براود بويز» محظورة على فيسبوك وإنستغرام منذ أكتوبر من العام 2018 بعد انتهاكها لقوانين وسياسات المنصتين، كما صنفت من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي كمنظمة متطرفة.

تصنيف المجموعة كمنظمة إرهابية لا يجعل من الإنتماء إليها جريمة بالضرورة، لكنه يشرع احتجاز أعضاء المجموعة أو مصادرة ممتلكاتها ومقتنياتها من قبل السلطات الكندية.

في هذا السياق استبعد مراقبون حيازة المجموعة لممتلكات ومقتنيات غير عادية، لكن قرار وصمها بالإرهاب سيرخي بظلاله على أعضائها ومناصريها، بحسب هؤلاء.

فالمصارف وشركات عالمية كـ «بباي بال» وغيرها لن تتحمس للعمل مع أشخاص يجاهرون بانتمائهم لمجموعة براود بويز.

«هذا النوع من العزل من قبل الشركات سيضر بهؤلاء»، تقول جيسيكا دايفس، التخصصية بشؤون الإرهاب والمحللة السابقة لدى أجهزة الاستخبارات الكندية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى