تحليلات

بايدن يرتب خارجيته: «نهج ترامبي» مع الصين.. وشراكة عبر الأطلسي

أعاد الدفء إلى العلاقات مع الاتحاد الأوروبي رغم قلق دوله

ولاء عايش

منذ وصوله البيت الأبيض والرئيس الأميركي جو بايدن يسارع إلى تغيير سياسة بلاده في العالم من خلال معركة ناعمة للتواصل مع الدول، لا سيما الخصوم، دبلوماسياً. فبعد العودة إلى اتفاقية باريس للمناخ، وإلغاء الانسحاب من منظمة الصحة العالمية والتعهد بتقديم المساعدات للدول الفقيرة في مكافحة كورونا وتعزيز الديموقراطية ومواجهة النفوذ الاستبدادي لدول الحزب الواحد مثل الصين، أعادت واشنطن الدفء إلى علاقتها مع دول الاتحاد الأوروبي.

واتفق وزراء خارجية الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا على إحياء الشراكة بين ضفتي المحيط الأطلسي. وقالت الخارجية الأميركية إن أنتوني بلينكن ونظراءه أكدوا على محورية التعاون لتصدي التحديات العالمية في المستقبل.

الخارجية الألمانية أكدت أن الدول الأربع اتفقوا على إحياء شراكة تقليدية عبر المحيط الأطلسي، وقالت إن المحادثات اتسمت بجو بنّاء موثوق وعميق.

صحيفة واشنطن بوست أكدت في مقال لها أمس ارتياح معظم القادة الأوروبيين من تغييرات بايدن الجديدة، لاسيما إعادة توطيد الأطلسي، إلا أن ذلك لا يعني أنهم سوف يحذون حذوه على المسرح العالمي. فالنزعة القومية المتطرفة للرئيس السابق ترامب، والتجربة المؤلمة لخروج بريطانيا من الاتحاد، أقنعت مسؤولين في برلين وباريس وبروكسل بالحاجة إلى اتباع نهج أوروبي أكثر استقلالية، وبناء قدرة أكبر من الاعتماد على الذات بعد أكثر من نصف قرن من الاحتماء تحت المظلة الأمنية الأميركية.

محاسبة بكين

أما بالنسية للصين، فقد حضّ أنتوني بلينكن بكين على احترام حقوق الإيغور والتيبت وهونغ كونغ. وخلال أوّل اتّصال بين البلدين منذ تولّي بايدن السلطة، أكد بلينكن أن بلاده ستحاسبها على انتهاك النظام الدولي، قائلاً:«إنّ الولايات المتحدة ستُواصل النضال من أجل حقوق الإنسان والقيم الديموقراطيّة، وستعمل مع الحلفاء في الدفاع عن المصالح المشتركة ومواجهة تهديد الصين الاستقرار في المحيطين الهندي والهادئ، بما في ذلك مضيق تايوان. كما طالبها بإدانة الانقلاب العسكري في ميانمار.

وتأتي هذه اللهجة الصارمة بعد أن قال بلينكن خلال جلسة الاستماع المخصصة لتثبيته، إنه سيواصل نهج ترامب تجاه الصين، وهي احدى نقاط الاتفاق النادرة بين الإدارتين.

وكان بايدن قد أكد أن الصين هي أكبر منافسي الولايات المتحدة على الصعيد العالمي، مشيراً إلى أنه يجب التعامل معها بدبلوماسية، حين يكون ذلك في مصلحة البلاد، مضيفاً أنه سيتصدى أي خروقات اقتصادية أو ممارسة سلوك عدواني.

هذا وأبحرت سفينة «يو إس إس جون ماكين» الأميركية، عبر مضيق تايوان الخميس الماضي، في أول عملية من نوعها منذ تولى بايدن منصبه.

ترامب والإحاطة السرية

وفي ظل هذه الجهود لعودة أميركا دولياً، يتخوف كثيرون من إضعافها بسبب محاكمة ترامب المقبلة، حيث ترجح التحليلات حتى الآن بالحكم لمصلحته وتبرئته من جريمة التحريض على اقتحام الكابيتول، وهذه ليست إلا رسالة سلبية للعالم.

وعلى غير عادة صرح بايدن هذه المرة وبشكل واضح أنه يجب ألا يتلقى ترامب الإحاطات السرّية المرسلة من قبل وكالات الاستخبارات الأميركية إلى الرؤساء السابقين، وذلك بسبب سلوكه الذي لا يمكن توقعه.

وكان مسؤولون قد أعربوا عن مخاوفهم من أن يكشف ترامب أسراراً اطلع عليها خلال فترة حكمه التي استمرت 4 سنوات، فجميع الرؤساء يغادرون وفي جعبتهم أسرار خطيرة، منها ما يتعلق بإجراءات إطلاق الأسلحة النووية وقدرات جمع المعلومات الاستخباراتية، وهو لديه تاريخ من الإفصاح عن أسرار، لكن الأخطر من ذلك أنه خرج من البيت الأبيض وهو غاضب من خسارته الانتخابات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى