الاتفاق في ليبيا.. صفقة سياسية أو مصالحة؟

هبة صالح «فايننشيل تايمز» ترجمة محمد أمين –
انتخب ممثلوا الفصائل الليبية، خلال المحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف، حكومة مؤقتة جديدة مكلفة بقيادة الدولة التي مزقتها الحرب حتى موعد الانتخابات العامة في شهر ديسمبر المقبل.
ويُعد اتفاق يوم الجمعة، خطوة نحو توحيد البلاد التي انقسمت بين إدارات متحاربة في الشرق والغرب منذ 2014، بينما تسيطر الميليشيات على الأرض في أجزاء كثيرة من البلاد.
وسيرأس الحكومة، التي ستحل محل هاتين الإدارتين، الدبلوماسي محمد المنفي، الذي يحظى بقاعدة دعم في شرق ليبيا، والذي تم اختياره كرئيس لمجلس رئاسي من ثلاثة أعضاء، وسيتولى عبد الحميد دبيبة، وهو رجل أعمال وسياسي من مدينة مصراتة في غرب ليبيا، رئاسة الوزراء. وحققت القائمة التي يرأسها المنفي فوزا مفاجئا على سياسيين من ذوي الوزن الثقيل وقادة أمنيين من دوائر انتخابية نافذة في شرق وغرب ليبيا.
ووصفت ستيفاني ويليامز، القائم بأعمال مبعوث الأمم المتحدة، الانتخابات بأنها «لحظة تاريخية. لقد تغلبتم على خلافاتكم وانقساماتكم والتحديات العديدة التي واجهتكم في هذه الرحلة المثمرة ولكن الصعبة لصالح بلدكم وشعبكم».
وستكون المهمة الرئيسية للحكومة المؤقتة هي الاشراف على الاستعدادات للانتخابات البرلمانية والرئاسية المقرر اجراؤها في 24 ديسمبر المقبل. ويتعين على اعضائها الالتزام بعدم السعي وراء السلطة بأنفسهم أو الترشح. تأتي الانتخابات في إطار جهود صنع السلام وفي أعقاب اتفاق لوقف إطلاق النار في أكتوبر بوساطة الأمم المتحدة بعد فشل هجوم استمر أربعة عشر شهرًا بقيادة اللواء خليفة حفتر للسيطرة على العاصمة طرابلس.
حرب بالوكالة
لكن وقف إطلاق النار لا يزال غير مستقر، وليس من المؤكد أن تكون الحكومة الجديدة قادرة على ترسيخه ونزع سلاح الميليشيات ودرء تدخل القوى الأجنبية التي تسلح وتدعم الجانبين.
يقول تيم إيتون، محلل الشؤون الليبية في مؤسسة تشاتام هاوس، للبحث ومقرها لندن: «هذه ليست حكومة نتاج عملية مصالحة وطنية. بل ناتجة عن صفقة سياسية أو اتفاقية لتقاسم السلطة، وما تزال العديد من عناصر الصراع قائمة».
ويضيف: «إن التفويض الممنوح لها ليس قوياً، لأنه تم اختيارها من قبل 39 من أصل 75 مشاركًا في عملية حوار سياسي استضافتها الأمم المتحدة. ولا يزال يتعين علينا أن نرى كيف سيكون رد فعل القوى السياسية الخارجية».
وأشار الى انه لا يبدو أن فريق الحكومة المؤقتة لديه رؤية سياسية واضحة أو برنامج سياسي معيّن وسيتعين عليه الانخراط في عقد الصفقات مع مجموعات القوى المختلفة. وعبّر عن اعتقاده بأن «هناك الكثير من الفصائل القوية التي يبدو أنها مستبعدة من هذه العملية، وعلينا الانتظار لنرى كيف سيحاولون توسيع تحالفاتهم».
لقد تحول الصراع في ليبيا بين حفتر وحلفائه الشرقيين ضد الحكومة الحالية المدعومة من الأمم المتحدة في طرابلس، والتي تدعمها مجموعات من الميليشيات الغربية، إلى حرب بالوكالة تنخرط فيها دولًا أجنبية.