علي حمدان –
مع تكليف ماريو دراغي بتشكيل حكومة إيطالية جديدة، يعود جوزيبي كونتي، رئيس الحكومة السابقة في الثاني والعشرين من فبراير الجاري إلى مزاولة عمله كبروفيسور لمادة القانون في جامعة فلورنس في توسكانا، بحسب ما أوردته صحيفة لاريبوبليكا الإيطالية.
أعلن ماريو دراغي، حاكم المصرف الأوروبي المركزي السابق، عن موافقته لتكليفه تشكيل حكومة جديدة لإيطاليا الباحثة عن سبل خروجها من أزمتها السياسية الناجمة عن انهيار التحالفات السياسية وحكومة كونتي السابقة.
إدارة أزمة كورونا
دراغي، الملقب بـ «سوبر ماريو» لنجاح جهوده في إنقاذ العملة الأوروبية المشتركة، سينكب على بذل كل ما يمكنه من جهود للتوصل بالتوافق مع البرلمان لتشكيلة حكومية تقنية، تدير أزمة وباء كورونا والأزمة الاقتصادية المرافقة له.
رئيس الجمهورية الإيطالي سيرجيو ماتاريلا قام بدعوة دراغي إلى القصر الجمهوري يوم أمس الأربعاء، لتكليفه بتشكيل حكومة بعد فشل التحالف النيابي القائم في الإجماع مجدداً على إسم يخلف جوزيبي كونتي المستقيل قبل أسبوع.
«أشكر السيد رئيس الجمهورية لثقته بي ولتسميتي»، قال دراغي في تصريح مقتضب عقب لقائه ماتاريلا.
«تخطي الوباء، إكمال حملة التلقيح ضد الوباء، والاستجابة لمطالب الناس وإعادة إطلاق الاقتصاد في البلاد ومواجهة غيرها من التحديات تنتظرنا، لدينا موارد هائلة قدمها الإتحاد الأوروبي ويمكننا فعل الكثير لبلدنا في المستقبل من خلال استثمارها بشكل جيد»، يضيف دراغي.
دعم أوروبي
في هذا السياق تجدر الإشارة إلى أن إيطاليا ستستلم ميزانيةً تبلغ 200 مليار يورو من الإتحاد الأوروبي لإنعاش اقتصادها، وهي الميزانية الأكبر الممنوحة من قبل بروكسل لأعضاء الاتحاد.
شهد سوق الأسهم في ميلانو البارحة انتعاشاً ملحوظاً بعد الأنباء الواردة عن لقاء الرئيس ماتاريلا بماريو دراغي والإعلان عن تكليفه بتشكيل حكومة، ماتاريلا استبعد الذهاب إلى انتخابات برلمانية مبكرة، مشدداً على ضرورة تأليف حكومة تقنية بامتياز من أجل النهوض بالبلاد.
الأزمة السياسية في إيطاليا كان قد استهلها انسحاب وزراء حزب إيطاليا الحية والمحسوبين على رئيس الحكومة السابق ماتيو رينزي في يناير الماضي، على خلفية اتهامات لكونتي بسوء إدارة أزمة جائحة كورونا، ووضعه لخطة ركيكة إنقاذية لاقتصاد البلاد.
رينزي، الذي عارض دعم حزبه تشكيل حكومة جديدة برئاسة كونتي، عبر مراراً عن استساغته لتشكيل ماريو دراغي لحكومة جديدة في إيطاليا.
«لا للمزيد من الجدالات، حان وقت الرزانة»، كتب رينزي في منشور فيسبوكي عقب تكليف دراغي.
الوحدة الوطنية
في حديثٍ له يوم أمس بدا دراغي واثقاً من التمكن من استعادة الوحدة الوطنية الإيطالية والعمل المشترك بين الأحزاب السياسية والكتل البرلمانية من خلال الحوار، لكن نجاحه في جذب أغلبية الكتل النيابية للالتفاف حوله لن يكون سهلاً بحسب الصحيفة.
فحزب النجوم الخمسة، صاحب الكتلة البرلمانية الأكبر، أعلن عن عدم دعمه لحكومة تكنوقراطية بقيادة دراغي، مشدداً على أن الحل للأزمة الراهنة يكمن في تشكيل حكومة سياسية بحتة، في المقابل أعلن نيكولا زينغاريتي، قائد حزب الوسط اليساري الديمقراطي عن أن تسمية دراغي تفتتح مرحلة جديدة تعبر بالبلاد نحو الأفضل وتجنبها الأزمات السياسية الغريبة الناتجة عن السلوكيات الغير مسؤولة.
من جهته قال اليميني ماتيو سيلفيني رئيس أحد الأحزاب المتطرفة في إيطاليا بأن الذهاب إلى انتخابات نيابية مبكرة هو الحل الأمثل
