حلفاء ترامب قلقون.. ومحاكمة الإقالة قد تكون كابوسًا للعلاقات العامة

جان ماري توما-
يناشد حلفاء الرئيس السابق دونالد ترامب الفريق القانوني الخاص به لتجنّب موضوع واحد محدّد، عندما سيدافعون عن الرئيس السابق في محاكمته في مجلس الشيوخ الأسبوع المقبل: أعمال الشغب المميتة التي اندلعت في مبنى الكونغرس الأميركي.
على الرغم من تبرئة ترامب المحتملة من تهم التحريض على التمرد، يخشى بعض مؤيّديه أن تؤدي المحاكمة إلى مزيد من الإضرار بسمعته إذا دخل محاموه في تفاصيل أحداث 6 يناير، عندما قُتل خمسة أشخاص- بمن فيهم ضابط شرطة في الكابيتول- بعد أن اقتحم المتظاهرون المؤيدون لترامب قاعات الكونغرس.
ووفقاً لمراقبين، فإن محاكمة الإقالة قد تكون كابوسًا للعلاقات العامة، فيما يخص ترامب وعائلته.
ترامب يخسر مؤيّدين
الرئيس السابق، الذي اتّهمه أعضاء مجلس النواب الديمقراطيّين بتحريض مثيري الشغب في تجمع حاشد في وقت سابق من اليوم نفسه، بدأ بالفعل ينزف الدعم داخل الحزب الجمهوري. أظهرت استطلاعات الرأي العام الأخيرة انخفاضًا حادًا في التأييد بين الناخبين الجمهوريين لعودة ترامب المحتملة في عام 2024.
وقد يمكن لمحاكمة متلفزة على نطاق واسع تذكير الناخبين والمشرّعين باللحظات المزعجة عندما اعتدى أتباع «اجعل أميركا عظيمة مرة أخرى» على مسؤولي إنفاذ القانون واقتحموا مبنى الكابيتول. بل وأيضًا تضر بتطلعات ترامب السياسية المستقبلية أكثر.
قال كبير المحلّلين الاستراتيجيين السابقين في البيت الأبيض ستيف بانون: «الديمقراطيون لديهم حجة عاطفية ومقنعة للغاية…سيحاولون إدانته في عيون الشعب الأميركي وتشويه سمعته إلى الأبد».
فريق ترامب متخوّف من التركيز على أحداث الكابيتول
يبدو أن الفريق القانوني لترامب لديه مخاوف مماثلة من أن إجراءات الأسبوع المقبل ستتحوّل إلى إعادة رواية أعمال الشغب ودوره فيها. لمنع حدوث ذلك، ركز محاموه قضيّتهم على ما إذا كان من الدستوري عزل رئيس بعد أن يترك منصبه. كما يخطّطون للقول بأنه لم ينخرط في التمرّد، قائلين إن خطابه الناري أمام البيت الأبيض كان محميًا من قبل التعديل الأول، من دون الانغماس في مناقشة مطوّلة حول ما حدث في 6 يناير، وفق ما ورد في موقع «بوليتيكو».
قال شخص مطّلع على الإستراتيجيّة، ولم يكن مخوّلاً بالتحدث علنًا: «لسنا بحاجة إلى التركيز على السادس من يناير لأنّ الأمر غير دستوري…هناك الكثير من الحجج التقنية القانونية التي ستتم مناقشتها».
ولكن، قلق أنصار وحلفاء ترامب، يؤكد أنّ المحاكمة ستكون مرتبطة بأحداث الكابيتول. ولا يوجد الكثير مما يمكن لفريق ترامب فعله لمنع انحراف المحاكمة نحو مناقشة يوم 6 يناير، حيث من المرجح أن يركز مديرو المساءلة بشكل مكثّف على أعمال الشغب- ويمكنهم بالفعل استدعاء الشهود للإدلاء بشهاداتهم حول ما حدث.
بدأ كبار الجمهوريين في التحذير من أن الديمقراطيين يحاولون تسجيل نقاط سياسية بدلاً من معالجة المسائل الدستورية الموضوعية.
صرّح ممثّل ولاية تكساس في مجلس الشيوخ، الجمهوري جون كورنين: «أعتقد أننا جميعًا نعرف ما حدث هنا، وأعتقد أن الأعمال كانت طائشةً… لكني أعتقد أن الديمقراطيّين يريدون الإدلاء بموقف بدلاً من تقديم عملية عادلة يمكن من خلالها النظر في ذلك بطريقة دستورية».
يقول الأشخاص المطّلعون على استراتيجية ترامب إن محاميه دافيد شوين وبروس كاستور يأملان في إبقاء المحاكمة «قصيرة وسلسة».
توقّعات لجسلة المحاكمة ورأي خبراء
من المرجح أن تتم تبرئة ترامب – صوّت ما يقارب أربعين من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين الأسبوع الماضي لإعلان أن محاكمة ترامب غير دستورية، مما يترك فرصة ضئيلة لانضمام 17 من أعضاء الحزب الجمهوري إلى الديمقراطيين لإدانة الرئيس السابق.
في ضوء ذلك، يضغط على ترامب بعض الحلفاء لاستخدام المحاكمة لإعادة مزاعمه بالتزوير والمخالفات في انتخابات 2020.
قال المحامي آلان ديرشوفيتز، الذي خدم في الفريق القانوني الذي مثّل ترامب خلال محاكمة عزله الأولى، ورفض تمثيل ترامب مرة أخرى، إن التركيز على تزوير الانتخابات سيكون «خطأ فادحًا». لكنّه قال أيضًا إن الفريق القانوني للرئيس يجب أن يتجنّب المرور بما قيل في الساعات التي سبقت أعمال الشغب في الكابيتول هيل.
قال جوناثان تورلي، أستاذ القانون بجامعة جورج واشنطن، والذي التقى بالجمهوريين في مجلس الشيوخ الأسبوع الماضي، لتوضيح عدم دستورية المحاكمة، إنّه يتوقّع أن يعرض دفاع ترامب مقاطع من المشرعين الديمقراطيين الذين قدّموا ادّعاءات ساخنة حول الانتخابات. كما تقديم رسومات ومقاطع فيديو سيتم استخدامها من قبل محامو الرئيس السابق في المحاكمة.
وأخيرًا، أكّد ترولي: «أنّ كلا الجانبين يبحثان في هذه المحاكمة لتضخيم انتقاداتهما المتبادلة… سيكون هناك الكثير من المشاحنات، ولن ينتج الكثير من الضوء عن تلك الحجج. لا أعتقد أن العديد من العقول ستتغير في كلتا الحالتين».