
ولاء عايش
بعد أن فقدت الأميركية ميشيل عملها بسبب جائحة «كورونا» وجَّهت رسالة إلى الرئيس جو بايدن، تعبّر فيها عن معاناتها وتخبره أنها تبحث عن عمل. وفعلاً، تلقّى الرئيس دعوتها، واتصل بها، قائلاً: «كان والدي يقول لي إن العمل أكثر بكثير من مجرد راتب هو كرامتك واحترامك ومكانتك في المجتمع». وردّت ميشيل، التي لم يكشف عن كنيتها: «نحن سعداء للغاية لكونك تركّز على هذا الأمر، وتُعيره اهتماماً».
آلية جديدة
وكانت جين بساكي، المتحدثة باسم البيت الأبيض، أكدت أن بايدن أطلق آلية للتواصل المباشر والمنتظم مع أفراد الشعب الأميركي في إطار سعيه للتقرّب منهم. ومن المفترض أن تصبح هذه الطريقة المباشرة نسخة حديثة عن تلك الحوارات التي كان يجريها فرانكلين روزفلت الرئيس السابق للبلاد، عبر الراديو في ثلاثينيات القرن الماضي.
وبسبب جائحة «كوفيد ـــ 19»، أجريت المحادثة عبر الهاتف من المكتب البيضوي مع ميشيل المتحدّرة من روزفيل في كاليفورنيا، وفي فيديو للمحادثة بثّه البيت الأبيض، قال الرئيس (78 عاماً): «كان والدي يقول لي إن العمل أكثر بكثير من مجرد راتب. هو كرامتك واحترامك ومكانتك في المجتمع». واغتنم بايدن الفرصة للترويج لخطته للتحفيز الاقتصادي البالغة 1.9 تريليون دولار، والتي يتهيّأ حزبه الديموقراطي لتبنّيها في الكونغرس، على الرغم من عدم تأييد الحزب الجمهوري لها، كما حملة التلقيح الواسعة النطاق التي تعهّد بها.
وقالت ميشيل: «نحن سعداء للغاية لكونك تركّز على هذا الأمر».
وبإطلاقه آلية التواصل المباشر مع الشعب، يسعى بايدن لإظهار تعاطفه وللإضاءة على نهج يشكّل قطيعة مع نهج سلفه دونالد ترامب، الذي اتّهمه معارضون له بأنه لا يهتم بمصير ملايين الأميركيين المتضررين جراء الأزمتين الصحية والاقتصادية.
تصحيح مسار
في السياق، يواصل الرئيس تصحيح سياسات ترامب المتعلقة بقانون الهجرة. وأعلن الانسحاب من اتفاقات قيّدت قدرة الأفراد على طلب اللجوء ودفعهم الذهاب إلى إحدى الدول الثلاث في أميركا الوسطى، وهي: السلفادور وغواتيمالا، وهندوراس. وأشار أنتوني بلينكن وزير الخارجية إلى عزم العمل على محاربة الفقر وتعزيز الأمن للحد من الهجرة والحفاظ على حدود الولايات المتحدة.
قدم الرئيس
في سياق آخر، قال طبيب بايدن ان الرئيس الذي أصيب بشرخ في قدمه اليمنى أثناء اللعب مع أحد كلابه في نوفمبر تعافى من الإصابة وسيعود إلى نظام التمرينات المعتاد. وقال كيفن أوكونور: «الرئيس تلقّى متابعة روتينية بالأشعة السينية.. الشروخ الصغيرة في قدمه التأمت بالكامل».
وقام بايدن في وقت سابق السبت بزيارة اختصاصيي العظام في ديلاوير لإجراء فحص بعد الإصابة بعشرة أسابيع.
مزاعم بدَّدت أموال الشعب
في ما يخص الرئيس السابق ترامب، نشرت صحيفة واشنطن بوست تقريراً، أكد أن مزاعمه الدائمة بتزويرالانتخابات وحض مؤيديه على نشر العنف بدد ملايين الدولارات. ليس هذا فحسب، إذ دفع إلى تقويض الثقة في النظام الانتخابي، وإثارة أعمال شغب دموية ودفع فاتورة كبيرة من الضرائب بلغت نحو 519 مليون دولار. ودفعت تلك الأكاذيب بالوكالات الحكومية إلى تخصيص أموال الضرائب للرد على إجراءاته، وشملت:
– رسوماً قانونية للدعاوى القضائية التي رفعها ترامب.
– نفقاتٍ للجيش والتعزيزات الأمنية.
– إصلاحاتِ الكونغرس بعد هجوم 6 يناير.
محاكمة مشدَّدة وتأييد مستمر
وسط إجراءات أمنية استثنائية ستعقد محاكمة ترامب في 9 فبراير، خوفاً من أي أعمال عنف قد ينشرها مؤيدوه. وكالة بلومبيرغ أوضحت أن ممرات «الكابيتول» ما زالت مغلقة منذ أحداث 6 يناير، ولا يزال الحرس الوطني يتمركز عند نقاط التفتيش، ناهيك عن انتشار 500 عنصر في العاصمة. النائب آندي كيم عبّر، قائلاً: «إنه أمرٌ غريب، من الصعب رؤية هذا المستوى من التأمين في مثل هذا المحيط الشاسع!». هذا، ويخطِّط مجلس النواب إلى عرض تسجيلات الفيديو، توثق خطاب الرئيس السابق أمام حشدٍ من المؤيِّدين، علاوةً على تسجيلاتٍ أخرى لأعمال الشغب التي خلَّفَت خمسة قتلى.
إلى ذلك، يواصل مؤيّدو الرئيس حثّه على الترشّح مجدداً للرئاسة في 2024. براد بارسكيل، أحد المديرين السابقين لحملة إعادة انتخاب ترامب، طالبه بإعادة خوض المنافسة الرئاسية، قائلاً: «لو قاموا بعزلك مرتين فعليك أن تترشح مرة أخرى»، وأضاف: «التاريخ يذكر أولئك الذين لم يكونوا خاضعين».
حركة كيو آنون هي الأخرى ما زالت تؤمن بأن ترامب هو الرئيس الفعلي، ويعتقدون أنه لا يزال ينفّذ عمليات إعدام داخل البيت الأبيض ضد أعداء الدولة العميقة.
الرئيس السابق يعود افترضياً عبر «غاب»
بعد غياب، عاد ترامب إلى شبكات التواصل الاجتماعي، لكن عبر منصة غير معروفة للكثيرين، وهي «غاب». ونشر مجدداً عبر الموقع أن المزاعم التي تلاحقه بشأن التورّط في أحداث الكونغرس لا يمكن إثباتها.
وكانت مواقع العالم الافتراضي قد أغلقت حسابات الرئيس السابق؛ أبرزها: «تويتر» و«فيسبوك»، و«يوتيوب»؛ بسبب تحريضه على اقتحام «الكابيتول»، ونشر العنف ونظريات المؤامرة، بشأن تزوير الانتخابات.