تقارير

إيران تتشدّد دبلوماسياً: رفع العقوبات أولاً

بايدن: قبل ذلك عليها ان توقف تخصيب اليورانيوم

خالد جان سيز

في ما رأى فيه مراقبون تقوية للموقف التفاوضي، أكدت إيران أن مطلب رفع العقوبات لا تراجع عنه، للدخول في أي محادثات مستقبلية مع واشنطن.

موقف عبّر عنه بوضوح المرشد علي خامنئي في أول تصريح متلفز له منذ تنصيب الرئيس الأميركي جو بايدن، قائلاً: «إيران أوفت بجميع التزاماتها بموجب الاتفاق النووي، وليس الولايات المتحدة والدول الأوروبية الثلاث.. إذا كانوا يريدون من إيران العودة إلى التزاماتها يجب على الولايات المتحدة أن ترفع جميع العقوبات أولاً».

وتابع خامنئي: «إذا كانوا يريدون عودة إيران إلى التزاماتها، فيجب على الولايات المتحدة رفع جميع العقوبات عملياً، ثم سنقوم بالتحقق من ذلك، وسنرى ما إذا كانت العقوبات رُفعت بشكل صحيح، ثم سنعود إلى التزاماتنا».

وضمن ما اعتُبر ضغوطاً من إيران على إدارة بايدن، حذّر وزير الخارجية محمد جواد ظريف من أن عدم رفع العقوبات بحلول 21 الجاري سيُلزم الحكومة بتشديد موقفها النووي، تطبيقاً لقانون وافق عليه البرلمان، مشيراً أيضاً إلى أثر ممكن للانتخابات التي ستجرى في إيران في يونيو، معتبراً أنه لو انتخب رئيس من غلاة المحافظين فيمكن أن يؤدي ذلك إلى تقويض الاتفاق النووي بشكل أكبر.

100 مليار دولار

وتعاني إيران من آثار العقوبات الأميركية، وقال إسحاق جهانغيري، نائب الرئيس الإيراني، إن بلاده تكبّدت خسائر بنحو 100 مليار دولار في عائدات النفط بسبب العقوبات.

وفي سبتمبر 2020، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن إجمالي الخسائر الناجمة عن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة منذ عام 2018 بلغ 150 مليار دولار.

وبينما يحضر المتشددون للإتيان بحكومة عسكرية ورئيس من صفوف جنرالات الحرس الثوري، خلال الانتخابات الرئاسية، ويروجون لترشيح العميد سعيد محمد، دعا جهانغيري إلى إشراك مقر «خاتم الأنبياء»، الذراع الاقتصادية لـ «الحرس»، في عقد بناء مصفاة «أناهيتا» في كرمانشاه، غربي البلاد، باستثمارات تقدر بنحو 3 إلى 4 مليارات دولار.

وخلال اجتماع مقر قيادة «اقتصاد المقاومة» في كرمانشاه، قال جهانغيري إن مقر «خاتم الأنبياء» يجب أن يعمل بجدية لتنفيذ المشروع.

ويعود تاريخ مشروع مصفاة أناهيتا إلى عام 2006، حيث كان من المقرر أن ينجز من قبل شركة الاستثمار التابعة لمؤسسة الضمان الاجتماعي باعتبارها المساهم الرئيسي في هذا المشروع، لكن بهمن بازوند، محافظ كرمانشاه، أعلن أخيراً أن «65 في المئة من أسهم هذه المصفاة أصبحت مملوكة لمقر خاتم الأنبياء».

ويدير مقر «خاتم الأنبياء» معظم أعمال البناء والإنشاءات، بالإضافة إلى عمليات تهريب النفط والغاز وسائر المنتجات للالتفاف على العقوبات الأميركية.

أنشطة التخصيب

أميركياً، تتمسّك إدارة بايدن بعودة طهران عن الانتهاكات النووية قبل أي حديث عن العودة إلى الاتفاق النووي.

وكانت وسائل إعلام أميركية ذكرت أن الإدارة تتوجه للبحث عن طرق لتخفيف الضغط المالي عن إيران، لكن من دون رفع العقوبات الاقتصادية عنها، بما فيها تلك المفروضة على مبيعات النفط.

وأفاد مسؤول حكومي أميركي بأن هناك قلقاً متزايداً داخل الإدارة من أن أنشطة التخصيب الإيرانية قد تمنع تحقيق اتفاق نووي جديد.

وأضاف أن إدارة بايدن تحاول في الوقت الحالي التوصل إلى اتفاق داخلي لكيفية تعامل الولايات المتحدة مع الملف النووي الإيراني، مشيراً إلى أن الإدارة بالفعل «رسمت الخطوط الأولى في المعركة ضد إيران» دون ذكرها.

وتسعى دفعة تشريعية من قبل الجمهوريين في الكونغرس إلى تثبيت العقوبات على إيران بشكل رسمي وتقييد أيدي إدارة بايدن.

التحالف يُدمّر «درون» حوثية

أعلن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، أمس، تدمير طائرة من دون طيار، أطلقها الحوثيون باتجاه السعودية، في وقت بدأ فيه المبعوث الأممي لليمن مارتن غريفيث زيارة إلى طهران لبحث الأزمة مع مسؤولين هناك، وسط تحولات متسارعة في الموقف الأميركي.

وقال التحالف إنه اعترض في ساعة مبكرة من صباح أمس الأحد طائرة مسيّرة مفخخة أطلقها الحوثيون باتجاه السعودية.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) عن الناطق الرسمي باسم قوات التحالف العميد الركن تركي المالكي أن قوات التحالف المشتركة تمكنت من اعتراض وتدمير طائرة من دون طيار مفخخة أطلقها الحوثيون «بطريقة ممنهجة ومتعمدة لاستهداف الأعيان المدنية والمدنيين بالمنطقة الجنوبية» في السعودية.

في السياق ذاته، بدأ غريفيث زيارة، هي الأولى، إلى طهران لبحث الأزمة اليمنية مع مسؤولين إيرانيين.

وقال مكتبه إن الزيارة تستمر يومين، وإنه سيلتقي خلالها وزير الخارجية محمد جواد ظريف، وعدداً من المسؤولين الإيرانيين.

وأوضح أن الزيارة تأتي ضمن الجهود الدبلوماسية التي يبذلها المبعوث الخاص للتوصل إلى حلّ سياسي للنزاع في اليمن عن طريق التفاوض.

وفي وقت سابق، عقد المبعوث الأممي لقاءات مع خالد بن سلمان نائب وزير الدفاع السعودي والرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ورئيس الحكومة معين عبدالملك.

والسبت أجرى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اتصالاً بنظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، ناقشا خلاله الوضع في اليمن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى