تقارير

الكيان الصهيوني ماضٍ في تفريغ الأغوار من أهلها

دمر قرية الخربة مشرداً سكانها في العراء

يعيش الحاج أحمد التركمان (93 عاماً) وزوجته المريضة في منزل بسيط متهالك ببلدة فروش بيت دجن قضاء نابلس، يعاني من تضييقات الاحتلال الصهيوني بشكل يومي. إذ لم يكتف الأخير بتهجير عائلته من حيفا عام 1948، بل يواصل محاولات ترحيله مرة أخرى. وقال التركمان في حديث مع إحدى الوكالات الفلسطينية: «عندما حاولت إصلاح الطريق لأتمكن من أخذ زوجتي إلى المستشفى منعني الاحتلال وصادر المعدات وأجبرني على دفع مخالفات».

معاناة الحاج هذه ليست سوى نموذج مصغر لأخرى تعيشها قرى الأغوار بشكل ممنهج، لا سيما قرية حمصة الفوقا، حيث هدمها الاحتلال ما يقارب الـ11 مرة وشرد أهلها في العراء.

أثار الاعتداء المتكرر من قبل قوات الاحتلال على قرية حمصة الفوقا استياء المنظمات الحقوقية وغضبها من استمرار سياسة التفريغ العرقي ومصادرة الأراضي الفلسطينية وهدم المنازل. موقع «ميدل إيست آي» البريطاني نشر تقريراً سلط الضوء على الظروف الإنسانية الصعبة التي تعيشها 11 عائلة فلسطينية هجرت بفعل هذه السياسة العنصرية.

عائشة أبو عواد (57 عاما) هُجرت من مسكنها وباتت بلا مأوى هي وعائلتها وحفيدتها ذات الشهور الثلاثة. ومع اشتداد رياح الشتاء الباردة، لا تملك عائشة سوى الانتظار حتى تتمكن من نصب خيمة جديدة. إلا أن ذلك لم يهزمها، إذ أكدت أنها ستبقى في أرضها، لكن ما يثير خوفها هو عدم القدرة على حماية الأطفال.

أمل أبو الكباش (25 عاما) تعاني ما يعانيه سكان القرية جميعاً، أوضحت هي الأخرى أن الاحتلال جعل الحياة صعبة وشبه مستحيلة في منطقة الأغوار، وبالرغم من ذلك ليس في وسع الفلسطينيين إلا الصمود.

محمد أبو عوض (52 عاما) الذي بدا متعبا وحزينا وغاضبا وفق «ميدل إيست آي»، أفاد بدوره أن الاحتلال دأب على تدمير المنازل ونصب الحواجز ومنع وصول الماء.

تحولت قرية الخربة كغيرها من القرى الفلسطينية إلى مسرح تدريبات عسكرية أجبرت الأهالي على مغادرة مساكنهم لأيام بسبب استخدام الذخيرة الحية. ويسعى الكيان الصهيوني جاهداً إلى إخلاء هذا التجمعات ومحو أي أثر فلسطيني فيها وتسليمها للمستوطنين. ومن الانتهاكات اليومية، اعتقلت قوات الاحتلال الطفل يزن عرفات عبيدات من بلدة المكبر جنوب القدس المحتلة. والطفل هو شقيق الأسير محمد عبيدات الذي يقضي حكما بالسجن لمدة 18 عاماً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى