تحليلات

بايدن: الصين ستواجه منافسة أميركية شديدة بلا نزاع

واشنطن تعود إلى «مجلس حقوق الإنسان»

ولاء عايش

تصدرت أماندا جورمان الشاعرة الأميركية من الأصول الافريقية غلاف مجلة تايم، بعدما تألقت في حفل تنصيب الرئيس جو بايدن وأسرت الجميع بقصيدة دعت إلى وحدة البلاد ومحاربة العنف بعنوان «التل الذي نتسلقه». ووصفت المجلة أداء أماندا بالملهم، واعتبرتها من الشخصيات التي تحمل على عاتقها النهضة الثقافية في الولايات المتحدة، لا سيما أنها اعتبرت نفسها من جيل صاعد لا يخشى العنصرية والظلم حين يراه.

جورمان التي تبلغ من العمر 22 عامًا وضعت على عاتق بايدن مسؤولية أكبر في توجيه البلاد فعلاً نحو الديموقراطية وتحقيق طموح الشعب بالمساواة والتفوق من جديد كما وعدها ووعد الملايين.

أجندة حقوق وسلام

بالعودة إلى حلم الشاعرة السمراء بتنفيذ العدالة وإنصاف الأقليات، يواصل بايدن فعلاً السعي لتحقيق ذلك منذ يومه الأول في البيت الأبيض، فبعد العودة إلى اتفاق باريس للمناخ وإعادة الدفء إلى العلاقات الدولية أعلن العودة إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف.

فبعد ثلاث سنوات من انسحاب الرئيس السابق دونالد ترامب من المجلس بسبب وصفه بالتحيز ضد الكيان الصهيوني وعدم وجود إصلاح، أعلن مارك كاسَير القائم بأعمال البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة إن واشنطن ستشارك كمراقب في اجتماعات مجلس حقوق الإنسان التابع للمنظمة الدولية وستسعى لإصلاحه إيماناً بقدرته على محاربة الظلم والطغيان في جميع أنحاء العالم. وأضاف كاسَير قائلًا: «مع إدراكنا أوجه الخلل، سنسعى من خلال وجودنا على الطاولة إصلاحه والتأكد من أنه يمكن أن يرقى إلى مستوى هذه الإمكانات».

منافسة شرسة

في السياق، أكد بايدن أنه لا داعي للدخول في نزاع مع الصين، مؤكداً أنه سيكون هناك منافسة شرسة بين البلدين. ورغم أنه لم يلتق نظيره الصيني شي جين بينغ حتى الآن فإنه أكد في حديث مع احدى الوكالات الإعلامية أنه رجل لامع وقال:«أعرفه جيداً، لامع وقاسٍ جداً ومن دون عظم صغير ديموقراطي في جسده، إلا أن لدينا الكثير للحديث عنه». وشدد في الوقت ذاته أن الإدارة الجديدة لن تتهاون كما فعل ترامب مسبقاً فيما يخص التجارة وتايوان وحقوق الإنسان وبحر الصين الجنوبي، كما سيتم التركيز على القواعد الدولية في الشؤون كافة.

وكان الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية قد عبر مسبقاً عن تفاؤل بلاده بمستقبل أفضل في عهد بايدن، مرحباً بقرار البلاد العودة إلى منظمة الصحة العالمية واتفاق باريس للمناخ.

محاكمة تاريخية بامتياز

هذا، وتبدأ اليوم محاكمة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في حدث تاريخي لم تشهد مثله البلاد. إذ لم يسبق أن حاول الكونغرس مساءلة أي رئيس مرتين، لكن حين يتعلّق الأمر بشخصية مثيرة للجدل يصبح الأمر منطقياً. وبذلك سيصبح ترامب الأول والوحيد من بين 45 رئيساً عرفتهم الولايات المتحدة منذ تأسيسها قبل 240 عاماً من يخضع للمساءلة مرتين بهدف العزل.

ولا يُعرف متى ستنتهي المحاكمة، لكن محللين يتوقعون أياماً أو أسابيع. وسيقوم مجلس الشيوخ بفتح النقاش والاستماع إلى محاميّ الادعاء والدفاع على مدى أيام، ثم في نهاية المداولات يصوّت الأعضاء المئة على الإدانة أو البراءة.

وفي حال الإدانة، سيمنع ترامب من ممارسة أي عمل سياسي في المستقبل، ويحرم من الترشح للرئاسة مرة أخرى في عام 2024 كما سيفقد امتيازات عديدة. أما إذا تمت تبرئته، فيمكن أن يتبنى مجلسا الكونغرس بأغلبية بسيطة (%50+1) قانوناً جديداً يحظر عليه العمل السياسي الحكومي استناداً إلى التعديل الدستوري رقم 14. وفي حال اعتراض ترامب، كما هو متوقع، فسينتهي مصيره السياسي أمام المحكمة العليا وبنتائج غير مؤكدة.

على صعيد متصل، كشف موقع أميركي أن تطبيق بارلر للتواصل الاجتماعي كان قد قدّم عرضاً لترامب خلال فترة رئاسته، يقضي تمليكه نسبة %40 من حصة الشركة مقابل موافقته على النشر أولاً على التطبيق قبل الآخرين بأربع ساعات، إلا أن تلك الصفقة فشلت بعد أن قال محامو البيت الأبيض إنها تمثل انتهاكاً للقوانين وربما تعرضه لتهم رشوة.

رحيل بطل الدبلوماسية الدولية.. جورج شولتز

رحل شوفي جورج شولتز وزير الخارجية الأميركي الأسبق عن عمر يناهز 100 عام، بعد أن ساهم في تشكيل ملامح حقبة جديدة للعلاقات الدولية وتبني الدبلوماسية وسيلة لتحقيق المصالح.

شولتز تولى حقيبة الشؤون الخارجية في الفترة من يوليو 1982 حتى يناير 1989، وكان أحد أكثر السياسين اتساقاً وذكاء، وعمل مع ثلاثة رؤساء، دوايت أيزنهاور وريتشارد نيكسون ورونالد ريغان، في مناصب مختلفة. استطاع خلال منصبه أن يحافظ على ودية العلاقات مع الكونغرس والإعلام، وتمتع بدعم كبير من الرئيس ريغان الذي أبقاه وزيراً للخارجية لأكثر من ست سنوات وشارك في الحرب العالمية الثانية ضد اليابان، كما كان له دور بارز في إنهاء الحرب الباردة.

بعد انسحابه من المشهد السياسي، أظهر تبايناً مع الجمهوريين، إذ دافع على سبيل المثال عن فرض ضريبة الكربون لمحاربة التغيّر المناخي، ودعا إلى إنهاء الحرب على المخدّرات، وهما من أركان السياسة الحكومية خلال عهد ريغان. وفي مقال كتبه بمناسبة عيد ميلاده المئة في عام 2020، أعرب عن أسفه للنهج الذي اتّبعه ترامب، معتبراً أن الولايات المتحدة، مثل الأفراد، لا يمكن أن تنجح إلا إذا اكتسبت ثقة الأطراف الآخرين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى