بريطانيا تؤكد فعالية «أسترازينيكا» بعد تعليق جنوب أفريقيا استخدامه

يستمر فيروس كورونا المستجد وسلالاته في حصد مزيد من الضحايا وسط ارتفاع متواصل في عدد الإصابات، كما أن النسخ المتحوّرة التي رصِدت في المملكة المتّحدة وجنوب أفريقيا والبرازيل منذ أسابيع أثارت جدلاً حول مدى قوّة العدوى وفاعليّة اللقاحات في مواجهتها.

وقد علقت جنوب أفريقيا حملة التطعيم بلقاح أسترازينيكا بعدما أظهرت دراسة محدودية فعاليته مع المتحور الأفريقي. وقال زويلي مكيزي وزير الصحة: «إن التريث في تطعيم أسترازينيكا هو مؤقت، والجرعات المتواجدة حالياً ستُحفظ بانتظار توجيهات الخبراء بشأنها»، وأضاف: «سنحصل خلال الأسابيع المقبلة، على لقاحي جونسون آند جونسون وفايزر».

تعليقا على ذلك، أكد بوريس جونسون رئيس وزراء بريطانيا ثقة بلاده في اللقاحات المستخدمة، وأكد أن استرازينيكا فعال كغيره من اللقاحات في الحماية من الموت والحالات الخطيرة، وأن اللقاحات ستوفر الملاذ الآمن من كورونا.

في المقابل، قالت جامعة أكسفورد إن بيانات مبكرة تشير إلى أن جرعتين من لقاح أسترازينيكا توفران الحد الأدنى من الحماية ضد الإصابات الخفيفة والمعتدلة من السلالة الجنوب افريقية. لكن سارة غيلبرت، أستاذة اللقاحات في جامعة أكسفورد قالت إن الجهود مستمرة من أجل تطوير جيل جديد من اللقاحات التي ستسمح بإعادة توجيه الحماية إلى المتغيرات الناشئة مثل اللقاحات المعززة، وأنه يتم العمل حالياً على إنتاج نسخة معدلة من اللقاح لمواجهة الارتفاع في الإصابات بسلالة جنوب أفريقيا.

وبالفعل فقد بدأت أسترازينيكا بتكييف لقاحها ضد السلالة الجديدة ويمكن أن يكون جاهزا للتسليم في الخريف.

إلى ذلك، رصِدت في كندا أوّل إصابتين بالنسخة المتحوّرة البرازيليّة والافريقية من الفيروس. وقالت السلطات: إنّ المتحوّر بي.1 البرازيلي اكتُشِف لدى أحد سكّان تورنتو بعد أن سافر إلى البرازيل، وهو الآن في المستشفى، الأمر الذي يشكل مصدر قلق. وأوضحت أنّ النسخة المتحوّرة الجنوب أفريقيّة اكتُشفت لدى شخص لم يسافر في الآونة الأخيرة ولم يكن لديه أيّ اتصال واضح مع أيّ مسافر.

كبار السن أولاً

في سياق الاستمرار بحملات التطعيم، أعلنت دائرة الصحة في أبوظبي عن تخصيص لقاحات كوفيد-19 لجميع المواطنين والمقيمين من كبار السن، وأصحاب الأمراض المزمنة، لمدة 6 أسابيع ابتداءً. وتشمل فئة أصحاب الأمراض المزمنة المصابين بأمراض القلب، وداء السكري، وأمراض الجهاز التنفسي. كما أكدت تمكن الفئات غير المستهدفة من تلقي الجرعة الثانية من اللقاح بحسب الموعد المحدد لهم.

أما في الولايات المتحدة فقد أعلن الرئيس جو بايدن أنه سيكون من الصعب الوصول إلى مناعة القطيع قبل نهاية الصيف المقبل وتطعيم نسبة %75.

إلى ذلك، أكد أنتوني فاوتشي مدير المعهد الأميركي للأمراض المعدية أنه يدعم تطعيم أكبر عدد من الناس بالجرعة الأولى من اللقاح، لكن دون تأخير الثانية. وكان الخبير مايكل أوسترهولم، قد اقترح تأخير موعد الحصول على الجرعة الثانية من اللقاح لضمان حصول أكبر عدد ممكن من الأشخاص في البلاد على الجرعة الأولى.

وأشار فاوتشي إلى أن العلم لم يحسم بعد الجدل المتعلق بهذه المسارات، مؤكداً أن الأمر يحتاج وقتاً طويلاً من الدراسة، لذا يمكن القيام بالأمرين معا، تطعيم الناس بالجرعة الأولى، وبالوقت ذاته الالتزام في حدود المعقول بالجدول الزمني للجرعة الثانية.

بريطانيا تستبعد إصدار جوازات سفر اللقاح

قال ناظم الزهاوي الوزير المسؤول عن توزيع لقاحات كورونا في بريطانيا إن جوازات سفر اللقاح ستكون تمييزية، وان الحكومة ليس لديها خطط لاعتمادها في البلاد. وأضاف أنه إذا طلبت دول أخرى جوازات سفر اللقاح أو بطاقات تحصين ضد كورونا، يمكن للأفراد الاستعانة بوثائق وسجلات عامة ليتمكنوا من السفر مستقبلاً.

وردًا على سؤال حول نية اعتماد جواز سفر اللقاح في الأشهر المقبلة، قال الزهاوي: «لا، لن نقوم بذلك» لأسباب عدة أهمها أن اللقاحات ليست إلزامية.

فحص في 10 دقائق

بدأت شركة بريطانية في إنتاج فحوص سريعة تكشف الإصابة بالفيروس خلال 10 دقائق. وشرعت في تصنيع 20 مليون فحص، طلبتها حكومة جونسون للمساهمة في الكشف المبكر وعودة الحياة إلى طبيعتها في البلاد.

وأداة الاختبار قطعة معدنية قصيرة بطول الأصبع، تظهر النتيجة بمجرد وضع المسحة عليها، علما أن المسحة تؤخذ من الأنف.