تقارير

رغم تسجيلها أسوأ عام لها تجاريًّا منذ 10 سنوات.. ألمانيا لديها دافع للأمل

جان ماري توما-

سجّلت ألمانيا انخفاضًا حادًا بنسبة الصادرات في عام 2020. وبحسب البيانات الصادرة عن مكتب الإحصاء الألماني (Destatis)، فقد تراجعت الصادرات بنسبة 9.3٪ في عام 2020 لتصل إلى 1204.7 مليار يورو. المرّة الأخيرة التي عانت منها البلاد من هذا التراجع كانت في عام 2009، عندما وصل الانخفاض إلى -18.4٪ أي ما يقارب ضعف الرقم الحالي.

في الوقت نفسه، انخفض حجم الواردات الألمانية، ولكن بشكل أبطأ، بنسبة 7.1٪. وهكذا انخفض الميزان التجاري للبلاد للعام الرابع على التوالي. عند 179.1 مليار يورو، سجّلت ألمانيا انخفاضًا بنسبة 20 ٪ على مدار عام ووصل  الميزان التجاري إلى أدنى مستوى له منذ عام 2011 عندما بلغ 158.7 مليار يورو، وفق ما ورد في موقع «لي إيكو».

لكن بالنسبة لرئيس جمعية تجار الجملة والتجارة الخارجيّة الألمانيّة، أنتون ف. بورنر: «لم تسر الأمور بالسوء الذي كان يُخشى منه».

الولايات المتّحدة أكبر مستوردي «صنع في ألمانيا»
منذ أشهر، بدأت الصادرات الألمانية في الواقع في الارتفاع مرة أخرى، على الرغم من أن شهر ديسمبر سجل ركودًا فعليًا بنسبة 0.1 ٪ عند 100.7 مليار يورو، وفقًا للبيانات المعدلة موسميًّا. هذا الانتعاش المرتبط بديناميكية الصناعة، التي تأثّرت قليلًا حتى الآن بالموجة الثانية من فيروسات كورونا، لم يمحو خسائر الأشهر الأولى من الوباء.
وبالتالي، انخفضت الصادرات في ديسمبر بنسبة 4.6٪ مقارنة بشهر فبراير 2020.

ومع ذلك، لدى ألمانيا سبب للأمل في حدوث تحّسن، في ضوء التطور الإيجابي لتجارتها مع الولايات المتحدة والصين- الشريكين الاستراتيجيّين. على الرغم من التوترات مع الرئيس السابق دونالد ترامب، أميركا هي أكبر مستوردي المنتجات «المصنوعة في ألمانيا»، مقابل 103.8 مليار يورو. تتبعهم الإمبراطورية الوسطى بـ95.9 مليار يورو متقدّمة على فرنسا بـ91.0 مليار يورو.

تأمين التجارة البريطانيّة
بكين، من جانبها، هي الشريك الرئيسي لألمانيا من حيث المنتجات المستوردة عبر نهر الراين (+ 5.6٪ خلال عام واحد)، متقدّمة على هولندا والولايات المتحدة. ومع ذلك، وللمرة الأولى منذ عشرة أشهر، ارتفعت الصادرات عبر المحيط الأطلسي في ديسمبر بنسبة 8.4٪ لتصل إلى 9.2 مليار يورو. يجب أن يؤدي تطبيع العلاقات عبر الأطلسي إلى تقوية هذه الحركة. يُعد النمو المتوقع بنحو 8٪ هذا العام في الصين مبشّرًا للخير، حيث ارتفعت الصادرات الألمانية بالفعل بنسبة 11.6٪ خلال ديسمبر.

ولكن من جهّة أخرى، يشعر أنطون ف.بورنر بالقلق بشأن تطور التجارة مع المملكة المتحدة: انخفضت الصادرات الألمانية هناك بنسبة 15.5٪ في عام 2020 بينما انخفضت واردات البضائع البريطانية بنسبة 7.1٪. يؤكد رئيس جمعية تجّار الجملة والتجارة الخارجيّة الألمانيّة أنّ «المسألة الآن ترتكز على استعادة الهدوء والاستقرار في العلاقات الثنائية في أسرع وقت ممكن».

هناك أيضًا حاجة ملحّة لإيجاد حل لمشكلة التجارة على الحدود بين أيرلندا الشمالية وأيرلندا. ويحذّر  بورنر من أن العلاقات التجارية الألمانية-الصينية، التي ليست دائمًا سهلة ولكنها متينة، لا يمكن أن تعوّض عن كل هذا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى