تقارير

أميركا تحصر مهمتها العسكرية في سوريا بقتال داعش

تخلَّت عن أهدافٍ وضعها ترامب.. وشملت حماية النفط

في تغيير كبير على سياسة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في سوريا، أعلن البنتاغون، أنّ القوات الأميركية هناك لم تعد مسؤولة عن حماية النفط، وأن واجبها الأوحد هو مكافحة تنظيم «داعش»، وذلك في تعديل للأهداف التي حدّدها ترامب لهذه القوات.

وقال المتحدّث باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي إنّ «موظفي وزارة الدفاع ومقاوليها من الباطن ليسوا مخوّلين مدَّ يد المساعدة إلى شركة خاصة تسعى لاستغلال موارد نفطية في سوريا، ولا إلى موظفي هذه الشركة أو إلى وكلائها».

وكان ترامب قال في 2019 عندما عدَل عن قراره سحب جميع القوات الأميركية من شمال شرقي سوريا إنّه سيبقي على بضع مئات من العسكريين «حيث يوجد نفط»

خطر عودة داعش

في سياق متصل، أكد قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال كينيث ماكنزي ضرورة استمرار اليقظة وتعزيز التعاون ودعم الشركاء المحليين لهزيمة تنظيم داعش ومنع انتعاش أفكاره المتطرفة، محذرا من أن تنظيم القاعدة لا يزال يشكل خطرا على الولايات المتحدة. وحذَّر ماكينزي، أمام مؤتمر معهد الشرق الأوسط من ظهور جيل جديد من الموالين للتنظيم من خلال انتشار أفكاره وسط المعتقلين في المعسكرات التي لا تشرف عليها الولايات المتحدة في سوريا والعراق، معرباً عن قلقه إزاء الأوضاع الصعبة التي تشهدها هذه المعسكرات.

وأثار تصاعد العنف في أحد أكبر مخيمات النازحين في شمال شرقي سوريا مخاوف متجددة من سيطرة داعش على المنطقة بشكل مقلق، وفقاً لموقع «صوت أميركا». وقال مسؤولون في المجال الإنساني وباحثون إن مخيم الهول، الذي يضم حوالي 62 ألفًا معظمهم من النساء والأطفال، شهد ما لا يقل عن 18 جريمة قتل منذ يناير الماضي. وفقًا لتقرير صدر الإثنين، عن مركز معلومات روجافا الموالي للأكراد، فإن نصف عمليات القتل على الأقل كانت عمليات إعدام، قُطعت فيها رؤوس الضحايا، ويبدو أن العديد من الهجمات مرتبطة بداعش.

وقال تشارلز فلين، الباحث في المركز الكردي: «لا شك أن لداعش تأثيراً كبيراً على المخيم، ويبدو أن هناك محاكم ومجالس داخلية لعناصر التنظيم تقرر مصير الضحايا».

وأرسلت مجموعة من خبراء حقوق الإنسان التابعين للأمم المتحدة، رسائل إلى 57 دولة، بما في ذلك أعضاء في التحالف بقيادة الولايات المتحدة، تدعوهم إلى إعادة المواطنين المحتجزين في مخيم الهول على الفور.

إلى ذلك، كشفت مصادر استخبارية في الكيان الصهيوني عن نشاطات تقوم بها إيران في منطقة شرقي سوريا الممتدة على الحدود مع العراق، وخاصة في المعبر الحدودي البوكمال، وهذه الأنشطة تتم بإشراف قياديين تابعين لفيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني. وتتميز هذه النشاطات بتهريب الوسائل القتالية الثقيلة والكاسرة للتوازن في منطقة الشرق الأوسط، وفق ما قالت المصادر العبرية للقناة «الحرة».

وقد رصدت هيئة استخبارية أجنبية عمليات التهريب على طول الحدود العراقية ــ السورية، وكانت هذه العمليات أحد أهداف الغارة الإسرائيلية الأكثر ضراوة في سوريا.

ويعتمد «فيلق القدس» في بناء قوته في شرق سوريا على ثلاثة محاور رئيسية طول الحدود وانعدام السيطرة التامة عليها، والتحالف مع العشائر من العراق وسوريا لتسهيل عمليات التهريب والتخزين. فبخطوات هادئة وغير معلنة يعزز «الحرس الثوري» نفوذه في مناطق شرق سوريا، وخاصة في محيط البوكمال التي تتوسط الممر البري الذي يصل طهران ببيروت، ولتحقيق هذا الهدف يحاول في الوقت الحالي استقطاب عشائر المنطقة من أجل إقناعها في تشكيل قوة محلية من أبنائها، لتتبع له بشكل مباشر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى