
منذ يومه الأول في البيت الأبيض، يفضّل الرئيس جو بايدن عقد اجتماعاته في المكتب البيضاوي جالساً على كرسيه الخاص بجوار المدفأة، وغالباً ما يكون حاملاً كتاباً جلدياً رفيعاً. ويعمل الديموقراطي بشكل هادئ ودقيق كآلة ودودة مبهجة.
هكذا استهلت مجلة تايم الأميركية مقالاً أوضح كيف استطاع بايدن أن يحدث تحولاً مفاجئاً في لهجة تلك الغرفة المستطيلة في إدارة البلاد، والحد من نبرة سامة اعتاد سلفه السابق ترامب أن يطلقها لتعزيز سلطته الشخصية.
في الأسابيع الأخيرة من رئاسة ترامب، أوضحت «تايم» أن قاعة المكتب البيضاوي تحولت إلى غرفة مقاصة للمؤامرات الزائفة والأكاذيب، إلا أن ذلك لم يجدِ ترامب نفعاً، فها هو ينتظر قراراً سيحدد مستقبله السياسي.
فأولى جلسات محاكمة الرئيس السابق برلمانياً بسبب تحريضه على اقتحام الكابيتول في 6 يناير ونشر العنف قد بدأت. وفيما يتوقع ترامب تبرئته للمرة الثانية، يسعى الديموقراطيون جاهدين إلى معاقبته ومنعه من تولي أي منصب فدرالي خلال السنوات المقبلة، ويأملون في كسب بعض الأصوات الجمهورية. فتبرئته ستكون بمنزلة انتصار آخر لرئيس متمرد ساهم في تقسيم البلاد.
محامو ترامب يعتبرون أن هذه المحاكمة مسرحية سياسية تعقد بدافع الانتقام ليس إلا، في حين اعتبرها المدعون الديموقراطيون ضرورية لمعاقبة رئيس حرّض بإرادته على التمرد والتعدي على الدستور، وهو مسؤول بشكل فردي على اضطرابات أودت بحياة 5 أشخاص.
وفيما بدأ نقاش امتد على مدار 4 ساعات وسط أجواء أمنية وسياسية مشحونة، يبدو أن مسألة الإدانة حتى الآن أمر مستبعد، إذ تتطلب تأييد أكثر من ثلثي أعضاء الشيوخ، أي انشقاق 17 جمهورياً وانضمامهم إلى الـ50 ديموقراطياً الآخرين، وهو ما يكاد يكون مستحيلاً. وإذا فشل التصويت، كما هو متوقع، فسيبدأ مديرو المساءلة المعينون من قبل مجلس النواب مرافعاتهم حتى يوم الخميس. ومن المرجح أن يبدأ محامو ترامب مرافعاتهم الجمعة وينتهون السبت.
إلى ذلك، تعتزم وزارة العدل مطالبة 56 مدعياً عاماً، عيّنهم الرئيس السابق، بالاستقالة. وسيتم العمل على نقلهم إلى وظائف أخرى خلال أسابيع.
في السياق، بثت شبكة «سي إن إن» مقاطع مصوّرة قالت إنها قد تسبب مشاكل لترامب، حيث وثّقت اقتباس مقتحمي الكونغرس عبارات كان قد صرّح بها قبل التوجه إلى الكابيتول.
من جهة أخرى، قال محامي رجل متهم في الهجوم إن موكله يحمل تصريحات أمنية سرية للغاية منذ عقود، وسبق له العمل في مكتب التحقيقات الفدرالي، وعليه طالب بإطلاق سراحه.
بلينكين يوافق ترامب حول القدس ويعارضه في الجولان
في ما يتعلّق بملف القضية الفلسطينية، أعلن أنتوني بلينكين وزير الخارجية الاستمرار في اعتراف الإدارة السابقة بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني. وأكد الدعوة مجدداً إلى خوض المفاوضات وإنهاء النزاع بشكل نهائي لحل الدولتين بسلام.
وخلافاً لترامب، امتنع بلينكين عن تأييد اعترافه بسيادة الكيان الصهيوني على الجولان، إلا أنه شدد على أهمية بقائه في المنطقة لتحقيق الأمن. وقال: «بغض النظر عن القانون، فمن الناحية العملية تبقى تلك الهضبة مهمة جداً لأمن الاحتلال ما دام الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة، والوجود الإيراني مستمراً في دمشق».
وفي تعديل إستراتيجي آخر، أعلن البنتاغون أن القوات الأميركية لم تعد مسؤولة عن حماية النفط في سوريا، إنما واجبها الوحيد هو مكافحة تنظيم داعش الإرهابي.