الفلسطينية ميس أبو غوش حرة.. بعد ١٦ شهراً من الاعتقال

علي حمدان –
بينما كانت الشابة الفلسطينية ميس أبو غوش تقوم بمراجعة دروسها لامتحان اليوم التالي في أواخر أغسطس من العام 2019، اقتحم جنود صهاينة في وقتٍ متأخر من تلك الليلة منزلها، دخلوا بعتادهم وكلابهم المدربة، طلبوا من والدها إيقاظ جميع أفراد العائلة والتجمع في نقطة محددة في المنزل، ليدخلوا بعدها إلى غرفة ميس ويأمروها بتشغيل الحاسوب المحمول وفتح هاتفها الخلوي، وعند رفض الشابة القيام بذلك قاموا باعتقالها.
خرجت ميس من منزلها في تلك الليلة مكبلة الأيدي حيث توجهوا بها من مخيم قلنديا إلى نقطة تفتيش قلنديا الفاصلة بين القدس الشرقية والضفة الغربية، ليصار إلى نقلها بعد ذلك لمعتقل آخر يسمى بالتجمع الروسي في القدس، حيث تم احتجازها لمدة شهر تعرضت فيه لشتى أنواع التعذيب، بحسب موقع إلكترونيك انتفاضة الأميركي.
«أصعب ما في الأمر كان إجباري على البقاء صاحية لمدة ثلاثة أيام متواصلة، أجبروني على الجلوس على الكرسي وقام جندي بصفعي كلما أغمضت عيناي»، تقول إبنة الـ 23 عاماً.
كما تم إجبار ميس على الركوع لأوقاتٍ طويلة، فيما قام الجنود الصهاينة بالضغط على أكتافها وركلهما لإيلامها، كما عمدوا إلى تضييق الأصفاد حول رسغيها حتى سالت الدماء منهما.
ميس طالبة الصحافة في جامعة بير زيت الفلسطينية في الضفة الغربية، اتهمت برفضها للإحتلال الصهيوني لبلادها، وبانتمائها لمجموعة «كتب» الطلابية اليسارية المحظورة بموجب قوانين حكومة الاحتلال، بالإضافة إلى اتهامها بالتواصل مع من أسموهم بالأعداء، على خلفية مشاركتها افتراضياً في مؤتمر داعم لحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى بلادهم في لبنان.
بالإضافة إلى ميس قامت قوات الإحتلال بإعتقال أكثر من خمسين طالباً وطالبة في ذلك الصيف، موجهة تهم الإرهاب إليهم، إلا أن تكذيب العدو أتى على لسان جدعون ليفي، الصحفي في هآرتس العبرية الذي أكد بأن لا صلة لهؤلاء بالقتل والإرهاب لا من قريب ولا من بعيد.
استمر اعتقال ميس لمدة 16 شهراً، ليتم إخلاء سبيلها قبل أسابيع فقط، بعد فرض ضريبة عليها بلغت 600 دولاراً قبل تسليمها إلى ذويها.
لقد عانت عائلة أبو غوش الأمرين من قوات الاحتلال الصهيوني، ففي العام 2016 سقط حسين أخ ميس برصاصة أحد عناصر الاحتلال، ثم تعرضت الشقة التي تقطنها مع أهلها في مخيم قلنديا إلى التهديم مما اضطرهم إلى الانتقال لمسكن آخر.
في هذا السياق تشير تقارير بأن أكثر من عشرة آلاف إمرأة فلسطينية تم اعتقالها وتعذيبها من قبل قوات الاحتلال على مدى العقود الخمسة الماضية، سبعة وعشرون منهن تم اعتقالهن في يناير الماضي.