آراء أجنبية

بايدن بحاجة إلى بيرني ساندرز أكثر من أي وقت مضى

الإثنان يشكلان جناحي الحزب الديمقراطي المعتدل والتقدمي

 

ولاء عايش- 

في خضم الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي لعام 2020 في الولايات المتحدة الأميركية، مثل جو بايدن والسيناتور بيرني ساندرز رؤيتين مختلفتين تمامًا لحزبهما. عندما أنهى بايدن المركز الخامس في نيو هامبشاير وارتفعت حظوظ ساندرز، خشي العديد من الديمقراطيين المعتدلين أن يتراجع الأخير عن الترشح، وتوقعوا أن تقوض الخلافات بين التقدميين والوسطيين انتصار الديمقراطيين لسنوات قادمة.

تعاون ضروري

مجلة «تايم» نشرت تقريراً تناول حاجة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى وجود السيناتور ساندرز أكثر من أي وقت مضى، لا سيما أنه مثقل بعبئ دونالد ترامب وباراك أوباما الرؤساء السابقين.
صحيح أن قرارت بايدن التنفيذية خلال الأيام الماضية أثلجت صدور الكثيرين في أميركا، سواء المتعلقة بإلغاء قرارات ترامب حول الهجرة ومحاربة وباء كورونا وتحقيق المساواة مع منع التمييز، إلا أن تركيبة الكونغرس خاصة الشيوخ لن تترك له مجالاً كبيرًا للمضى قدماً. الجمهوريون سيعرقلون عمله، والديمقراطيون المعتدلون لا يوافقون على أجندته التقدمية.
وترى المجلة إن «مخاوف يوم القيامة» لم تؤت ثمارها بعد. مع سيطرة الديمقراطيين على واشنطن، اعتمد بايدن عن كثب على ساندرز منافسه التقدمي السابق لدفع حزمة إغاثة بقيمة 1.9 تريليون دولار لمكافحة فيروس كوفيد 19 إلى جانب تشاك شومر زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ( ساندرز وشومر يعملان معًا بشكل وثيق). في حين أنه من غير المعتاد أن يعمل رئيس جديد جنبًا إلى جنب مع خصم سابق، إلا أن التوافق الحالي للديمقراطيين المعتدلين والتقدميين ملحوظ مقارنة بالتنبؤات القاتمة خلال الانتخابات التمهيدية ونزاع المشرعين الجمهوريين المستمر حول مستقبل حزبهم.
نشأ التعاون القوي جزئيًا من الضرورة السياسية، ساندرز الذي يرأس الآن لجنة الميزانية، هو المفتاح لتمرير أي تشريع شامل هذا العام.
وفيما يسيطر الديمقراطيون بفارق ضئيل على مجلس الشيوخ المنقسم بنسبة 50-50، فمن غير المرجح أن يحصلوا على 60 صوتًا لتمرير أي تشريع طموح بموجب أمر منتظم.
بشكل أوضح، كان ساندرز ثابتًا في دعمه حزمة إغاثة بايدن، حتى مع وقوفه مع التقدميين بشأن الحاجة إلى المزيد من الإنفاق.

علاقة قديمة

التقارب بين بايدن وساندرز ليس بجديد، فالاثنان على علاقة وطيدة قديمة. حيث كانوا زملاء لمدة عامين قبل المنافسة في الانتخابات الرئاسية. وقال ساندرز لصحيفة «نيويوركر» في يونيو الماضي: «لقد عرفت بايدن منذ أربعة عشر عامًا، منذ أن كنت عضوًا في مجلس الشيوخ، عملت معه قليلاً عندما كان نائب الرئيس، أعتقد أن ما ستراه هو علاقة أوثق».
ورغم الاختلاف في بعض المواضيع المتعلقة بأجندة بايدن الجديدة أكدت «تايم»، أن بايدن وساندرز لا يزالان يشكلان الأجنحة المعتدلة والتقدمية للحزب الديمقراطي متّحدَين بشأن الهدف الأكبر وهو دفع أكثر من تريليون دولار من المساعدات الفيدرالية.
يقول مساعدو بايدن وساندرز إن هذه الوحدة الأساسية هي جزئيًا نتيجة جهود متعمدة لسد الفجوة بين المعتدلين والتقدميين بعد الانتخابات التمهيدية المزدحمة العام الماضي.
في أبريل، أيد ساندرز رسميًا بايدن لمنصب الرئيس، وفي مايو، كشف الاثنان النقاب عن ستة فرق عمل للوحدة، وعين كل معسكر خبراء لصياغة مقترحات سياسية بشأن تغير المناخ، وإصلاح العدالة الجنائية، والاقتصاد، والتعليم، والرعاية الصحية، والهجرة. وكانت تلك الفرق بمثابة جهد واع من جانب بايدن لإحضار ساندرز إلى الحظيرة، كما يقول أحد مساعدي الرئيس السابقين. وكان ساندرز متقبلًا، وحذراً من تكرار الانقسام الحزبي الداخلي لعام 2016 الذي أدى إلى انسحاب بعض مؤيديه من الانتخابات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى