تقارير

محاكمة ترامب «دستورية».. ومحاميه يثير زوبعة سخرية

الرئيس السابق غاضب من المرافعة في اليوم الأول لمحاكمته

بعد طول انتظار، اعتلى بروس كاستور، محامي الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، المنصة، وترافع عنه في أولى جلسات محاسبته، لكن مرافعته حفلت باستطرادات وإطنابات لا حصر لها، وأغدق على مستمعيه بالاستعارات المبهمة.

ولدى خروجه وفريق الدفاع من القاعة، لم يتردّد الديموقراطيون في رميهم بالتعليقات الناقدة، فالسيناتور ريتشارد بلومنثال أكد أنه سيعيد قراءة النص لمعرفة ما إذا كان سيتمكن من العثور على فقرة واحدة متماسكة.

أما جون كورنين السيناتور الجمهوري، فأوضح أن المحامي تكلّم من دون أن يقول شيئاً، مضيفاً: «لقد سمعت كثيرين يترافعون ولم يكن من أفضلهم».

بدورها، أعربت الجمهورية ليزا موركوفسكي عن صدمتها من أدائه: «لم أفهم إلى أين يريد الوصول».

حتى مواقع التواصل الاجتماعي سخرت منه أيضاً، وتساءل أحد الرواد عمّا إذا كان هذا المحامي قد حصل على شهادته الجامعية من ماكينة لتوزيع العلكة.

أما ترامب فقد كان في موقف لم يحسد عليه، إذ نقلت شبكة «سي إن إن» أنه كان على وشك الصراخ أثناء استماعه تلك المرافعة السيئة. لكنّ كل هذه الانتقادات لم تزعزع ثقة كاستور بنفسه، إذ قال للصحافيين إنّ اليوم كان جيّداً، وإنّه لن يغيّر أيّ شيء في أسلوبه.

إجماع جمهوري ديموقراطي

هكذا إذاً، اختتم اليوم الأول من محاكمة ترامب، بإجماع على دستورية مساءلته، بغية عزله أولاً، والتأكيد على أن أداء محاميه كاستور كان دون المستوى ثانياً.

وفيما لا يزال احتمال تبرئة المتهم الأكثر ترجيحاً حتى الآن، إذ إن الإدانة تتطلب أغلبية الثلثين، وهو أمر شبه مستحيل، أصر مجلس الشيوخ على المضي في تطبيق القانون قدماً.

وقدم المكلفون بمحاكمة ترامب حججهم وعرضوا مشاهد مصورة لمناصريه وهم يقتحمون الكابيتول في 6 يناير، موثقين تحطيم الأبواب والدخول عنوة ونشر أعمال شغب أسفرت عن سقوط خمسة قتلى.

وبموجب قواعد العزل المتبعة في البلاد، أمام كل طرف 16 ساعة لعرض الملف، بدأت ظهر الأربعاء. وصوّت أعضاء مجلس الشيوخ بتأييد 56 ومعارضة 44 على دستورية المحاكمة، رافضين محاولة إسقاطها.

وقال جايمي راسكن أحد المدعين الديموقراطيين: «إن لم يكن ذلك يستحق العزل فلا أرى شيئاً آخر يستحق ذلك».

في المقابل، أكد ديفيد شون محامي ترامب أن مجلس الشيوخ لا يملك صلاحية محاكمة ترامب بعد خروجه من السلطة، محذراً من أن هذه الإجراءات ستمزق هذا البلد.

ما الجمهوري بيل كاسيدي، فغرّد أن الديموقراطيين لديهم حجج دستورية أقوى بكثير من محامي ترامب.

ذرف دموع

لم تقتصر الجلسة الأولى على السخرية من فريق الدفاع فقط، حيث ذرف جيمي راسكين مدير فريق المساءلة في مجلس النواب الدموع أثناء عرض القضية ضد ترامب. وروى كيف دفنت عائلته قبل يوم واحد فقط من 6 يناير ابنه تومي، الذي توفي منتحراً، قبل أسبوع من أحداث الكونغرس.

ورغم حزنه، فقد أوضح أنه صمم على العودة إلى العمل في 6 يناير، لمجادلة اعتراضات الجمهوريين على إحصاء الهيئة الانتخابية. وتحدث عن وحشية بعض المهاجمين، وكيف أن أحدهم ضرب شرطياً بلا رحمة وعذّب آخر بواسطة عمود عليه علم، دافع عنه بحياته. وختم مرافعته قائلاً: «لا يمكن أن يكون هذا مستقبل أميركا».

بايدن يبدأ مهام قائد القوات المسلحة

أما جو بايدن، فقد زار للمرة الأولى مقر وزارة الدفاع بوصفه القائد العام للقوات المسلحة. وقيّم الجيش، منطلقاً من الاضطرابات التي شهدتها سنوات سلفه ترامب.

وأكد أنه سيركز بدرجة غير عادية على القضايا المحلية والداخلية. واجتمع بكبار القادة المدنيين والعسكريين وتحدث مع القوى العاملة في البنتاغون.

في السياق، يواصل لويد أوستن مهمة الدفاع عن البلد، مولياً الأولوية القصوى للشؤون الداخلية، لا سيما جائحة «كورونا».

وأمر بنشر فريق مكون من 222 فرداً للخدمة في مركز تطعيم بكاليفورنيا، وأكد أنه مستعد لنشر 4 فرق مماثلة في مراكز أخرى عندما تكون الوكالة الفدرالية لإدارة الطوارئ جاهزة.

بداية سيئة

في الشرق الأوسط، أوضحت صحيفة واشنطن تايمز أن حلفاء الولايات المتحدة الأوروبيين سعداء بالرئيس الجديد، لكن الحلفاء التقليديين في الشرق الأوسط أقل انشراحاً، وهذه بداية سيئة.

وقالت الصحيفة إن الفريق الأمن القومي لبايدن سارع في الإعلان عن عودة الانخراط مع طهران في المسائل النووية، تماماً كما فعل باراك أوباما، وتسبّب في اضطراب إقليمي، حتى أنه اختار فريقاً خارجياً ضم مؤيدين تقليديين مختصين بتدخل أميركا في الشؤون الدولية، أشخاصاً لا يمكنهم تصور العالم من دون أن يتورطوا في أي حدث دولي.

وتابعت «واشنطن تايمز» أن إيران ستواصل السعي سرّاً لامتلاك السلاح النووي، بصرف النظر عما تفعله واشنطن، وعندما تصبح قريبة من القنبلة النووية، سيحاول الكيان الصهيوني تسوية البرنامج النووي الإيراني بالأرض، وستصبح أميركا ضعيفة عاجزة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى