الاستخبارات العسكرية الصهيونية: طهران لم تتمكن من إيجاد بديل لسليماني

محرر الشؤون الدولية
اعتبرت الاستخبارات العسكرية في الكيان الصهيوني أن طهران لم تتمكن من إيجاد بديل للقائد السابق لـ«فيلق القدس» قاسم سليماني بعد اغتياله، ما قلّص من قدرات إيران على مهاجمة الكيان الصهيوني.
وأشارت الاستخبارات في تقريرها السنوي – الذي حللت فيه المخاطر- إلى أن معظم أعداء الكيان الصهيوني في المنطقة، مثل إيران وحزب الله في لبنان، وحلفاء إيران في سوريا والعراق واليمن، وحركتَي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» في غزة، يعانون من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والصحية، لكنهم لم يتراجعوا عن مساعيهم لتعزيز قدراتهم وإعادة التسلح.
ووفق تقرير الاستخبارات الصهيونية، فإن إيران «تواصل جهودها في المنطقة، على الرغم من أنها لم تتمكن من إيجاد بديل للجنرال قاسم سليماني».
مواجهة الطموحات
وتعتقد الاستخبارات العسكرية الصهيونية أن حملتها ضد الأهداف الإيرانية في المنطقة نجحت في التصدي للطموحات الإيرانية لإقامة حضور عسكري ملموس في سوريا، لكنها لم تؤد إلى تخلي إيران عن تلك المساعي.
وتتوقع الاستخبارات من حلفاء إيران أن يهاجموها، سعياً إلى تعزيز موقع إيران التفاوضي أمام الولايات المتحدة في مفاوضات محتملة بشأن البرنامج النووي.
لذا، يستمر الكيان الصهيوني باستعداداته لأي حرب محتملة مع إيران وأذرعها في المنطقة، بناء على معطيات وتطورات حصلت أخيراً.
وفي هذا الإطار، ذكرت صحف عبرية إسرائيل أن جيش الاحتلال تمكن قبل بضعة أشهر من إحباط عملية إرهابية يقف وراءها «فيلق القدس»، وكان نجاحها سيؤدي إلى إشعال حرب في المنطقة.
وأوضحت الصحيفة أن مجموعة من السكان المحليين الذين يعملون لمصلحة الميليشيات الإيرانية زرعوا عبوات ناسفة على بعد نحو 23 متراً من السياج الأمني عند الحدود الفاصلة بين مرتفعات الجولان المحتلة وسوريا.
وأشارت الصحيفة – وفق وثائق حصرية حصلت عليها – إلى أن مجموعة من الأشخاص زرعوا عبوات ناسفة بغرض قتل أكبر عدد ممكن من جنود الاحتلال، خلال الدوريات الأمنية التي يقومون بها على الحدود.
وقال الجنرال الصهيوني زيئف كوهين للصحيفة: «من زرع تلك العبوات الناسفة هم وكلاء إيران من سكان المنطقة، ومن من الواضح لنا أن الوحدة 840 التابعة لفيلق القدس هي التي جندتهم وأرسلتهم»، مردفاً أنه بسبب الفقر والجوع اللذين يعاني منهما سكان المناطق الحدوية جراء الحرب في سوريا، فإن الميليشيات الإيرانية تحاول استغلال السوريين في تنفيذ عمليات.
وأشار زئيف إلى العملية التي جرت في إحدى ليالي نوفمبر الماضي، قبل أن يكتشفها الاحتلال في الصباح الباكر.
وقال أحد الضباط في وحدة عمليات الهندسة الخاصة إن فريقه تمكّن بنجاح من تفكيك عبوات ناسفة وقنابل مضادة للأفراد ذات فعالية قوية جداً، جرى زرعها في الطريق الذي تسلكه الدوريات، وكانت ستودي بحياة الكثير دون أدنى شك.
ورغم أن الحادث وقع قبل نحو ثلاثة أشهر، فإن مسؤولي جيش الاحتلال يقولون إن هناك زيادة كبيرة في نشاط العمليات الايراني على طول الحدود مع الجولان.
جبهة لبنان
ورغم المساعي الإيرانية لبسط نفوذها في المنطقة لشن هجمات ضد الكيان الصهيوني، فإن عيون الاحتلال تتجه أولاً وقبل كل شيء إلى لبنان، حيث يزداد حزب الله قوة، حسب تحليل لصحيفة «جيروزاليم بوست» العبرية، يشير إلى أنه في نهاية عام 2020، وجدت إيران نفسها في «الحضيض» بسبب العقوبات والفيضانات والزلازل وجائحة «كورونا»، وأصبح الانخفاض الحاد في الناتج المحلي الإجمالي لها يضاهي في حدته النسبة ذاتها خلال حقبة الحرب العراقية ـــ الإيرانية.
ورغم ذلك، لم تسمح إيران بأن يؤثر ذلك على أهدافها الطويلة المدى لتطوير قنبلة نووية، وهو ما وصفه التحليل بأنه «تهديد إستراتيجي للكيان الصهيوني»، وأنه يؤثر أيضاً على تعزيز هيمنتها في جميع أنحاء المنطقة.
ويشير المقال إلى أنه رغم أن مقتل قائد «فيلق القدس» هو خسارة لإيران، فإن طهران استخدمت أزمة الوباء العالمي لتوثيق علاقاتها وتقديم مساعدتها لوكلائها تحت ستار المساعدات الإنسانية، واستخدمت العراق واليمن قواعد لشن هجمات ضد الاحتلال، من خلال إرسال طائرات مسيرة بعيدة المدى وأسلحة أخرى، مدركة أنه إذا تم تنفيذ هجوم ضد الكيان الصهيوني من أي منهما، فلن يرد الاحتلال بشكل تلقائي بشن هجمات على الأراضي الإيرانية، وأن عيونه تتجه أولاً وقبل كل شيء إلى لبنان، حيث يستمر حزب الله، الوكيل الإيراني الرئيس، في النمو بقوة.
فمن لبنان، تحاول إيران تنفيذ هجمات ضد الاحتلال الصهيوني في مرتفعات الجولان، مثلما حدث في أغسطس ونوفمبر الماضيين، ومع ذلك، يعتبر لبنان الجبهة «الأكثر تقلباً» التي يواجهها الصهاينة، وأصبحت «الحرب بين الحروب» هي حالة دائمة من الأعمال العسكرية المنخفضة الحدة، فيما يتعلم الاحتلال وحزب الله كيفية المناورة ضمن القواعد التكتيكية على الأرض، حسب التحليل.
وقالت مصادر الصحيفة العبرية إن حزب الله متردد، ولا يرغب في الدخول في صراع واسع مع العدو، لكنه مصمم على «تحقيق هدفه وتصفية الحساب»، وقد يفعل ذلك من خلال «مواجهة حدودية محدودة قد تتصاعد إلى بضعة أيام من القتال المكثف».