الشرق الأوسط

شركة ألمانيّة قامت بتطهير المرفأ: بيروت حقل ألغام من المخاطر الكيميائية

جان ماري توما-

صرّحت شركة ألمانية نظّفت المرفأ في بيروت أنه بعد الإنفجار التاريخي الذي حصل في الرابع من أغسطس، نجا لبنان من جحيم كيميائي ثان بالصدفة.

قال الخبير الكيميائي، مايكل وينتلر، الذي يدير عمليات «كومبي ليفت» في بيروت، إن آلاف اللترات من المواد الخطرة المخزّنة في حاويات متحللة لأكثر من عقد في الميناء، حوّلت المنطقة إلى حقل ألغام من المخاطر الكيميائية، وفق ما ورد في موقع «دايلي ستار».
وتابع في حوارٍ مع وكالة فرانس برس يوم الأربعاء «وجدنا مواد إذا مُزِجَت مع بعضها البعض ستؤدي الى انفجار». وأضاف وينتلر أن «المرفأ محظوظ لأن الحاويات بينها مسافة».

خصوصًا وأنّ سلسلة من الحرائق اللاحقة وقعت في الميناء منذ انفجار 4 أغسطس، الذي أودى بحياة أكثر من 200 شخص ودمّر مساحات شاسعة من بيروت.

وقعت شركة «كومبي ليفت» للنقل الثقيل في نوفمبر الماضي عقدًا مع السلطات اللبنانية للتعامل مع المواد الخطرة في موقع الانفجار.
وفي هذا الشهر، انتهى وينتلر وفريقه من معالجة 52 حاوية، في عملية قال إنها كشفت الفوضى القاتلة التي كانت حاضرة منذ فترة طويلة في مرفأ بيروت.
أضاف وينتلر: «لم أشاهد موقفًا كهذا من قبل في حياتي»، واصفًا الخلائط الكيميائية المتقيحة التي تسبب تآكلًا، لدرجة أنها أحدثت ثقوبًا كبيرة في حاويات الشحن الضخمة. وأكّد، «هناك بحر أو نهر من موادٍ صفراء وخضراء خرجت» من بعض الحاويات.

تم تخزين الحاويات – التي ظلت في الميناء لأكثر من 10 سنوات – بشكل عشوائي في سبعة مواقع مختلفة.

وقال رئيس المرفأ الموقت باسم القيسي، في نوفمبر، إن بيروت كان من الممكن أن «تُمحى» إذا اشتعلت النيران في المواد.

ما هي المواد المخزّنة؟
تابع وينتلر شارحًا: «لم يكن من الممكن رفع أو نقل العديد من الحاويات، لأن حالتها كانت سيئة للغاية»، مما يعني أن الخبراء اضطروا إلى نقل المواد الكيميائية يدويًا. وأخبر وينتلر إن بدلة المواد الخطرة، أنقذته عندما احترق حمض الهيدروكلوريك في قاع برميل كان يرفعه وتناثر على الأرض. وهذه المادة سامة وأكّالة، تشكل 60 في المائة من المواد الكيميائية التي عثر عليها «كومبي ليفت».

كما أنّ الشركة اضطرت أيضًا إلى التعامل مع آلاف اللترات من الأسيتون، شديد الاشتعال، وحاويات من بيروكسيد الهيدروجين، وهي مادة سائلة؛ يمكن أن تؤدي هذه المادتان إذا اختلطت معًا إلى انفجارٍ. ولحسن الحظّ عن طريق الصدفة، تم تخزين حاويات الأسيتون وبيروكسيد الهيدروجين في مواقع منفصلة، وفق ما ورد في موقع «دايلي ستار».

أخيرًا، تم ختم المواد في حاويات خاصة تخطط شركة «كومبي ليفت»، لشحنها إلى ألمانيا في نهاية فبراير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى