
ولاء عايش
لم يستطع ميت رومني السيناتور الجمهوري عن ولاية يوتا أن يحبس دموعه، بعدما رأى مجدداً مشاهد صادمة وثقت اقتحام الكونغرس، في جلسة الشيوخ لمحاكمة الرئيس السابق دونالد ترامب، وقال: «كان ذلك محزناً بشكل ساحق، إنها المرة الأولى التي أرى فيها كيف استطاع الضابط يوجين غودمان مقاومة المقتحمين وردعهم عن التغلغل بين أروقة المبنى، لقد خاطر بسلامته، وتمكن من إبعاد الحشد العنيف».
استطاع الديموقراطيون التأثير في أعضاء مجلس الشيوخ، مستهدفين جذب عاطفتهم للتصويت على إدانة ترامب، من خلال عرض مشاهد جديدة لاقتحام مبنى الكابيتول لم يسبق نشرها.
مشاهد مروعة
في اليوم الثاني من محاكمة ترامب، جدد الديموقراطيون اتهامهم للرئيس السابق بالتحريض على اقتحام الكابيتول.
وبموجب القانون، أمام كلّ من طرفي الادعاء والدفاع 16 ساعة على مدى يومين لعرض حججهم.
وعلى الرّغم من أنّ حظوظ النواب المدعين الـ9، في إقناع ثلثي أعضاء الشيوخ بالإدانة شبه معدومة، فإنهم يسعون جاهدين للتأثير في الرأي العام من خلال عرض الجلسات مباشرة على الإعلام.
جيمي راسكين رئيس فريق الادعاء أكد أنه سيستمر بعرض الأدلة التي توثق أن ترامب لم يكن متفرجاً بريئاً، وأنّه تخلّى عن دوره كقائد أعلى للقوات المسلّحة وحرّض على التمرّد.
إلى ذلك، قدم النواب مقاطع فيديو جديدة مروعة، بينها مشهد أظهر أفراداً يفتشون المبنى بحثاً عن مايك بنس نائب ترامب، وهم يهتفون «اشنقوا بنس».
وكشفت صحيفة «الإندبندنت» أن مقتحمي الكونغرس كانوا يتجولون بحثاً عن رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، حيث أثبتت لقطات وجود رجال ينادون على بيلوسي، بلهجة تحمل نوعاً من التهديد، حيث يمكن رؤية رجل يتجول في أروقة الكابيتول، وهو يدعو بيلوسي إلى الظهور ويناديها بنغمة صوتية تحمل إشارات تهديد لها، حيث قال: «أين أنت يا نانسي؟ يا نانسي، نحن نبحث عنكِ!»، فيما أجابه شخص آخر: «إنها في السجن!».
ووفق الصحيفة، فإنه من الواضح أن نغمة صوت مثير الشغب جاءت متأثرة بأفلام الرعب المبتذلة، حيث ينادي القتلة بسخرية على ضحاياهم.
من ناحيتها، ذكرت شبكة «سي بي إس» أن اثنين على الأقل من مثيري الشغب شوهدا وهما يحاولان فتح باب قاعة الاجتماعات بالقوة، ظانَّين أن بيلوسي تختبئ هناك، وقد نجح أحدهما بالفعل في كسر الباب الخارجي لقاعة المؤتمرات.
ووثقت لقطات تحطيم النوافذ والاشتباك مع عناصر الشرطة على بعد 30 متراً من الغرفة التي كان بنس يحتمي فيها مع أسرته، ومقاطع تظهر كيف نصب الغوغاء حبل مشنقة في الخارج.
ليس هذا فحسب، إذ أظهرت لقطات هاتف محمول مقتل واحدة من أنصار ترامب بالرصاص أثناء محاولتها دخول ردهة المجلس، وصراخ رجل شرطة من الألم بعد أن سحقته الحشود على مدخل الباب.
عرض مقنع
السيناتوران الجمهوريان جون ثون وسوزان كولينز وصفا القضية المعروضة بأنها مقنعة، فيما وصفت السناتورة سوزان كولينز عرض الادعاء بالهادئ. وقالت:«ربما سمعتم غيضاً من فيض»، مشيرة إلى أن «اللقطات كانت مثبتة، استعادة مشاهد ذلك اليوم عززت اعتقادي بأنه كان يوماً فظيعاً وأنه لا شك كان محاولة لتعطيل عملية عد الأصوات الانتخابية».
ومن المتوقع أن تستمر مناقشة القضية للدفع بالإدانة حتى نهاية الأسبوع، عندما تتاح للأعضاء فرصة طرح الأسئلة، قبل أن يتخذ فريق ترامب موقف الدفاع عنه. وقد يتم إجراء التصويت بشأن التبرئة أو الإدانة في وقت مبكر من الأسبوع المقبل.
حزب مناهض
في السياق، يجري عشرات المسؤولين السابقين في الحزب الجمهوري محادثات للانشقاق وتشكيل حزب جديد، يمثل يمين الوسط الأميركي، فبعد أن أصبحت النظرة السائدة لدى كثيرين منهم أن الحزب أصبح أداة بيد ترامب، ولا نية لمواجهة محاولاته التي أدت إلى تقويض الديموقراطية، اتفقوا على ضرورة العمل من جديد على رسم إيديولوجية محافظة والالتزام بالدستور وسيادة القانون.
وكان بينهم جون ميتنيك، المستشار العام لوزارة الأمن الداخلي في عهد ترامب، وتشارلي دنت عضو الكونغرس الجمهوري السابق، وإليزابيث نيومان نائبة رئيس الأركان في وزارة الأمن الداخلي، ومايلز تايلور مسؤول سابق آخر في الأمن الداخلي.
وكانت صحيفة ذا هيل الأميركية كشفت، الأسبوع الماضي، انسحاب أكثر من 30 ألف أميركي من الحزب الجمهوري، واصفة ما جرى بأنه «نزوح جماعي غير مسبوق».
«تويتر» سيُبقي على حظر ترامب
لا يزال موقع التواصل الاجتماعي تويتر مصراً على قرار حظر حساب ترامب للأبد. وأكد مجدداً أنه لن يُسمح له بالعودة حتى لو ترشح للمنصب مرة أخرى وفاز به. وقال نيد سيغال المدير المالي للشركة: «إنَّ حظره دائم، سياساتنا مصممة للتأكد من أن الأشخاص الذين يحرضون على العنف يجب حظرهم، ولن يسمح لهم بالعودة».