النائب اللبناني جورج عطالله لـ القبس: بوادر إيجابية صغيرة في الملف الحكومي
ضوء أخضر أميركي فعّل المشاورات عربياً ودولياً

بيروت ــ أنديرا مطر
اعتبر النائب اللبناني عن التيار الوطني الحر، جورج عطالله، أن الأزمة الحكومية تسجل بعض النقاط الإيجابية، لاسيما فيما يتعلق بشقها الخارجي. أما داخلياً، فالحل رهن بقرار الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، وقدرته على التشكيل من دون دعم سعودي. أما بالنسبة للتيار الوطني الحر، فأثبتت الأزمة الحكومة أنه لم يعد لديه من حليف فعلي سوى حزب الله.
نهج أميركي مختلف
وفي حديث خاص لـ القبس، ردّ عطالله تسارع المشاورات عربياً ودولياً لتسهيل تشكيل الحكومة إلى التعاطي الإيجابي الأميركي مع الدور الفرنسي تجاه لبنان. وهذا ما استدعى تحريك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مجدداً اتصالاته، سواء عبر إرسال موفده الخاص إلى بيروت، أو عبر زيارته المرتقبة إلى الإمارات والسعودية.
أما في ما يتعلق بالسعودية حصراً، فقال عطالله إن «الإمارات ومصر توسطتا لدى السعودية، بطلب من الحريري، لمنحه الدعم في مهمته، ولكن من دون أي نتيجة حتى الآن»، وفق تعبيره.
أما داخلياً، فاعتبر عطالله أن الحل متوقف على الحريري.
وعما إذا كانت عودة السفير السعودي إلى لبنان بعد غياب أشهر يمكن أن تكون عاملاً مسهلاً، رأى عطالله أن عودة السفير غير مرتبطة بالعلاقة اللبنانية ــ السعودية حصراً، وإنما بإطار أوسع له علاقة برؤية الإدارة الأميركية الجديدة لملفات المنطقة، بدءاً من موقفها من الحرب في اليمن إلى النهج المختلف في مقاربة الملف النووي الإيراني.
وحول مشكلة السعودية مع لبنان، اعتبر عطالله أن المشكلة هي مع بعض السياسات اللبنانية المرتبطة بتفاهمات مع حزب الله والنزاعات الإقليمية التي هو جزء منها.
وعما إذا كان يتوقع اعتذار الحريري عن تشكيل الحكومة في حال عدم نيله موافقة خليجية، أكد عطالله أن الحريري مربك ومأزوم، لأنه يدرك أن تشكيل حكومة من دون رضا السعودية سيكون مكلفاً له سياسياً وشعبياً. لذلك معركته الحالية تصب في هذا الاتجاه.
ويكرر التيار الوطني دعوته الحريري إلى ترك الرهان على الخارج والالتفات إلى الداخل من خلال التفاهم مع رئيس الجمهورية، «لأن انتظاره تفكيك العقد الخارجية قد يطول»، وفق عطالله، فهل الأميركيون بوارد الضغط على السعودية في الملف اللبناني؟ وهل الاتفاق النووي الإيراني أولوية بالنسبة إلى الأميركيين والإيرانيين على بعد أشهر من الانتخابات الإيرانية؟ يسأل النائب عن التيار الوطني الحر.
تفاهم مارمخايل
وفي ما خص علاقة التيار الوطني الحر بحزب الله، في ظل الانتقادات المتكررة في الآونة الأخيرة لورقة التفاهم بينهما، أكد عطالله أن التفاهم مع حزب الله حمى لبنان من الفتنة وردع العدو. أما على مستوى بناء الدولة ففشل «لأن الحزب كما يبدو لديه اعتبارات معينة».
وعن كيفية ترجمة هذه الانتقادات عملياً، لفت النائب إلى أنها لن تبقى في إطار الكلام والمواقف الإعلامية، وإنما تتم مناقشتها ضمن لجان من الطرفين، مؤكداً أن التيار يعكف حالياً على قراءة نهائية لورقة سيطرحها على الحزب وتتضمن رؤية ومقاربة مختلفتين.
رفض التدويل مبدئي
رفض التيار الوطني طرح البطريرك الماروني بشارة الراعي تدويل الأزمة، وأرسل وفداً، كان عطالله من عداده، إلى بكركي لإطلاع البطريرك على موقفه. ويرد عطالله سبب ممانعة التيار دعوة البطريرك إلى عدم التسليم بالعجز عن إنتاج حل داخلي قبل أن نحاول للمنتهى والا نكون أقررنا بأننا دولة قاصرة بحاجة إلى انتداب أو وصاية.
حزب الله حليفنا الوحيد
وأخيراً، نسأل عطالله عما إذا كان التيار الوطني الحر يشعر بأنه تُرك وحيداً في معركته الحكومية مع الحريري بعد انفضاض الحلفاء عنه، فيأتي الجواب حاسماً: «أبداً.. والدليل أن حزب الله يرفض حتى هذه اللحظة إعطاء الأسماء المتفق عليها للتوزير إلى الحريري، قبل اتفاق الأخير مع رئيس الجمهورية».
ويؤكد النائب عن التيار الوطني أن حزب الله أبلغ الحريري أنه في حال الذهاب بعيداً في معركته مع رئيس الجمهورية، فإن الحزب لن يشارك في الحكومة ولن يمنحها الثقة.
«بصراحة لا يوجد لنا حليف فعلي اليوم إلا حزب الله»، يقول عطالله، موضحاً أن بقية الأطراف أجرت تسوياتها منفردة مع الحريري. الرئيس بري اتفق معه باسم الثنائي الشيعي على إبقاء المالية من حصته. الزعيم الدرزي وليد جنبلاط فعل الأمر نفسه، وحصر التمثيل الدرزي به. ولم يبق في النهاية سوى رئيس الجمهورية ليعارضه الحريري، ولكن «هيك ما بيمشي الحال» يختم عطالله.