وزير الصحة البريطاني: آلية التلقيح قد تسمح بالسفر هذا الصيف

محرر الشؤون الدولية

لا تزال الطفرات المتحوّرة من «كورونا» تقلق العالم، لا سيما لجهة ارتفاع المنحنى الوبائي والعودة إلى نقطة الصفر، من حيث إجراءات العزل وتقييد التنقل والسفر، غير أن هناك بارقة أمل بتمكّن الناس من التمتع بالاجازة الصيفية هذا العام، شرط نجاح آليات التلقيح.
وأمس، قالت الدكتورة كاثرين سمولوود، كبيرة مسؤولي الطوارئ في المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لأوروبا: إن سلالة B117 من «كورونا»، التي اكتشفت لأول مرة في المملكة المتحدة، تنتشر في أوروبا بشدة أكبر من السلالات الأخرى، و«قد تؤثر في منحنى الوباء» عندما تصبح مهيمنة.
بدورها، أعلنت مديرة مجمع دراسات الجينوم المعني بمرض «كورونا» في بريطانيا شارون بيكوك أن سلالة «كنت» البريطانية ستنتشر على الأرجح في جميع أنحاء العالم.
وقالت لـ«بي بي سي» إن «مكافحة الفيروس ستستمر لعشرة أعوام على الأقل، والسلالة التي اكتشفت لأول مرة في مقاطعة كنت اجتاحت البلد، ومن المرجح أن تجتاح العالم».
وأضافت: «عندما ننتصر على الفيروس أو يتحور بنفسه ويصبح غير خبيث، أي لا يسبب المرض، يمكن أن نكف عن القلق بشأنه. لكن بالنظر للمستقبل أعتقد أننا سنواصل هذا لأعوام. سنواصل هذا لعشرة أعوام مقبلة، في رأيي».
ورصدت بريطانيا على مدى الأشهر الأخيرة ظهور سلالة من الفيروس، عرفت باسم B-117، وأظهرت الدراسات أن تلك السلالة أكثر عدوى من الفيروس الأصلي بنحو 70 في المئة.
وفي جنوب أفريقيا، ظهرت سلالة عرفت باسم «B.1.351»، إلى جانب سلالة أخرى مثيرة للقلق في البرازيل. وفي الولايات المتحدة تحدثت السلطات أيضا عن نشوء سلالات جديدة.
وتسبّبت الطفرات في إعادة القيود والإغلاقات في دول عدة حول العالم، بعد أن كانت قد رفعتها في وقت سابق.
وفي بارقة أمل جديدة حول النهاء الاغلاق، قال وزير الصحة البريطاني مات هانكوك إن آلية التطعيم قد تسمح للناس بالسفر بحلول الصيف، مضيفاً: إن «الحكومة تبذل كل ما في وسعها للسماح للبريطانيين بالاستمتاع بعطلة صيفية هذا العام»، مشيرا إلى أنه سجل حجزاً في كورنوال لقضاء العطلة الصيفية.
وقال هانكوك: «على الرغم من أنني قمت بالحجز، فإنني لست متأكداً حتى الآن مما إذا كانت الإجازة ستمضي قدماً»، مضيفاً: «أتفهم التوق إلى اليقين… لكن الوصول إليه صعب في حالة حدوث جائحة». ولفت إلى أنه «أمر صعب في هذه المرحلة وسيكون على الناس التحلي بالصبر».
ومن المقرر أن يحدد رئيس الوزراء بوريس جونسون كيف يمكن تخفيف إجراءات الإغلاق العام الأخير في إنكلترا في الأسبوع الذي يبدأ في 22 فبراير.
وقد أدخلت الحكومة تدابير حدودية مشددة على مواطنيها العائدين من الخارج، ومن بينها عقوبة السجن لمدة 10 سنوات على من أخفى زيارته أخيراً لإحدى الدول المدرجة على «القائمة السوداء» البريطانية المتعلقة بالفيروس.
وكان مسؤول حكومي بريطاني قال الأربعاء إن قضاء البريطانيين لإجازة في الخارج والسماح لهم بالسفر، قد لا يكون ممكناً حتى يتم تطعيم جميع الأشخاص البالغين في المملكة المتحدة، ما أثار تساؤلات حول كيفية تعامل قطاع السياحة في بريطانيا مع مثل هذه القيود، وبدد آمال الكثيرين الذين كانوا يأملون في الاستمتاع برحلات إلى الخارج هذا الصيف، وفق ما ذكرته صحيفة «نيويورك تايمز».

شرط لتخطي الحجر
بدورها، أفادت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها بأنه يمكن للفرد تخطي الحجر الصحي عند تعرضه لشخص مصاب إذا تلقى جرعتين من لقاح «فايزر» أو لقاح «مودرنا».
وحسب تحديث إرشادات مركز السيطرة على الأمراض، لا يعني ذلك أنه يجب التوقف عن اتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة.
وقال مركز السيطرة على الأمراض في صفحة الإرشادات حول التطعيم: «لن يُطلب من الأشخاص الملقحين بالكامل، والذين يستوفون المعايير، تطبيق تعليمات الحجر الصحي بعد التعرض لشخص مصاب بكوفيد-19 لكن من المهم أن تحصل على جرعتين من اللقاح، ومرور نحو أسبوعين بعد تلقي الجرعة الثانية، حتى تستطيع بناء مناعة كاملة ضد الفيروس».

أرباح «أسترازينيكا»
إلى ذلك، كشفت شركة أسترازينيكا البريطانية، التي تنتج لقاحاً ضد “كورونا” طورته جامعة اكسفورد، أنها سجلت في 2020 أرباحاً صافية بلغت 3.2 مليارات دولار، أي ما يزيد على الضعف خلال سنة شهدت وباء.
وسجلت المبيعات ارتفاعاً حاداً نسبته %9 لتبلغ 26.6 مليار دولار خلال عام واحد، مدفوعة بالعقاقير الجديدة والطلب الكبير على منتجات ضد الاضطرابات الناتجة عن الفيروس، مثل الربو.
وكانت لجنة خبراء اللقاحات التابعة لمنظمة الصحة العالمية أعلنت أن لقاح «أسترازينيكا» يمكن استخدامه للأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم الـ65 عاماً حتى لو كانت النسخ المتحوّرة منتشرة.
وأعلنت شركة أسترازينيكا أن إنتاج لقاحات جديدة وفعالة ضد المتغيرات الجديدة لفيروس «كورونا»، سيستغرق ما بين 6 و9 أشهر.