جحيم «كورونا» سيستمرّ لأشهر إضافيّة في إنكلترا

جان ماري توما –
صرّح وزير الصحة البريطاني مات هانكوك، أن قيود الإغلاق الجديدة التي فرضت على ملايين الأشخاص قد تظل سارية لعدّة أشهر، حتى يتم نشر اللقاحات في جميع أنحاء المملكة المتحدة.
تأتي هذه الخطوة، بعد قرار رئيس الوزراء بوريس جونسون بالتخلي عن محاولات تجنّب قيود كورونا المشدّدة، وبدلاً من ذلك وضع ملايين الأشخاص في لندن والجنوب الشرقي تحت معايير المستوى 4 الجديدة، وفق ما ورد في موقع «الغارديان».
يوم الأحد، وفي حديثٍ لقناة «سكاي نيوز» قال مات هانكوك إن القيود الإضافيّة المفروضة على إنجلترا التي أعلنها رئيس الوزراء، قد يتعيّن أن تظل قائمة «للشهرين المقبلين». وأضاف: «ما هو مهم حقًا هو أن لا يتمّ اتّباع القواعد فقط، ولكن كل شخص في منطقة المستوى 4 عليه التصرف كما لو كان لديه الفيروس، لوقف انتشاره إلى أشخاص آخرين… نحن نعلم أنّ مع هذه السلالة الجديدة يمكن التقاط الفيروس بسهولة أكبر».
وتوسّع بالحديث هانكوك شارحًا: «في نوفمبر، في المناطق التي بدأ فيها انتشار هذه السلالة الجديدة، استمرت الحالات في الارتفاع بينما نجح إغلاق نوفمبر بشكل فعاّل للغاية في بقية البلاد.. إنه تحدٍ هائل، سيستمرّ حتى نتمكن من إطلاق اللقاح لحماية الناس. هذا ما سنواجهه خلال الشهرين المقبلين». وأشار هانكوك إلى إن إبقاء سلالة فيروس كورونا الجديدة تحت السيطرة حتى يتم طرح لقاح، سيكون «صعبًا للغاية».
تفاصيل الإجراءات وردّة فعل المواطنين
لن يُسمح لثلث البلاد، بتكوين تجمّعات خلال فترة الأعياد. وجاء القرار بعد أن أكّد رئيس الوزراء أنّهم يتعاملون مع سلالة جديدة قاتلة من كورونا و«قد تصل إلى 70٪ أكثر انتشارًا من النسخة القديمة».
في المؤتمر الصحفي يوم السبت، عبّر جونسون عن حزنه لاتّخاذ هذه الإجراءات، لكن الأدلة العلمية لم تترك له أي خيار.
دفع الإعلان، إلى إندفاع الناس نحو محطات القطار في لندن وبحلول الساعة 7 مساءً يوم السبت، لم تكن هناك تذاكر متاحة عبر الإنترنت في العديد من المحطّات. وأظهرت لقطات نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، حشودًا كبيرة في محطة «سانت بانكراس» تنتظر ركوب القطارات المتّجهة إلى ليدز.
جاءت الإعلانات كضربة قوية للعديد من الشركات- لا سيما تجار التجزئة الذين يأملون في تحقيق بعض المبيعات ما قبل عيد الميلاد، مع نهاية عام عصيب، واجهوا فيه إغلاق متكرّر.
كما أنّ إعلان جونسون فرض مزيد من القيود على اسكتلندا وويلز.
انضمّت ويلز إلى المستوى 4 من منتصف ليل السبت، ووُصِفَ الوضع بأنه «خطير». كان من المقرّر تخفيف القواعد للسماح للأشخاص بالاحتفال بعيد الميلاد في الفترة من 23 إلى 28 ديسمبر، ولكن بدلاً من ذلك لن يُسمح ذلك إلا في يوم عيد الميلاد.
وفي السياق نفسه، أعلنت الوزيرة الأولى الاسكتلندية نيكولا ستورجن، حظر السفر إلى اسكتلندا من بقية المملكة المتحدة، وأكّدت أنّ المستوى الأصعب من قيود فيروس كورونا سيتمّ تطبيقه في جميع أنحاء البلاد لمدة ثلاثة أسابيع من «يوم الصناديق».
أمّا أولئك الذين يعيشون في إنغلترا في المستويات 1، 2 و3 لا يزالون قادرين على تكوين تجمّع عائلي في عيد الميلاد، ولكن يمكن أن يكون هذا اللقاء فقط في يوم عيد الميلاد نفسه- وليس لمدة خمسة أيام كما تم الإعلان عنه سابقًا- ولا يمكن للأشخاص البقاء في منزل آخر.
الوضع معقّد
قدمت المجموعة الاستشارية الخاصة بالفيروسات التنفسيّة، دليلاً على أنّ فيروس كورونا بسلالته الجديدة ينتشر أسرع بكثير من نسخه السابقة، وأن قيود المستوى الثالث الأخيرة لم تكن قادرة على تقليل انتشاره.
وأفاد الأطبّاء في البلاد معبّرين عن إرهاقهم، بأنّهم غارقون في الارتفاع الهائل بعدد مرضى فيروس كورونا.