تقارير

محاكمة ترامب.. تبرئة الرئيس السابق تتقدم

الدفاع يستعجل النهاية لضمانه عدم كفاية الأصوات لإدانته

ولاء عايش

كتب النائب الجمهوري آدم كينزينغر، أحد النواب الأميركيين الذين صوتوا لمصلحة عزل الرئيس السابق دونالد ترامب، مقالاً ذكر فيه: «ان رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل الشهير قال مرة، أولئك الذين يفشلون في التعلّم من التاريخ محكوم عليهم بتكراره». لذا على الأميركيين خاصة الجمهوريين أن يتذكروا هذه الحكمة واتخاذ موقف جدي يمنع الفوضى التي حصلت في 6 يناير من التكرار مجدداً.

كينزينغر ليس وحده من أيد عزل ترامب، كذلك فعل آخرون مقتنعون تماماً أنه مذنب حرض على العنف. تيد ليو، مدير المساءلة في مجلس النواب قال: «لست خائفًا من ترشحه مرة أخرى عام 2024، أخشى أنه سيركض مرة أخرى ويخسر، لأنه يمكنه فعل ذلك». السيناتور جون كورنين بدوره أعرب عن قلقه من إعادة استخدام السلطة لنشر الأكاذيب.

غير أن كل هذه الدعوات لم تغير من مسار محاكمة الرئيس السابق أمام «محكمة الشيوخ»، حيث يمكن أن تتمّ تبرئة ترامب في ختام محاكمة تاريخية في الكونغرس.

زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، أكد أنه سيصوت لمصلحة تبرئة ترامب، من لائحة الاتهام الموجهة له بالتحريض على التمرد. ويعد هذا التصريح مفاجئاً، خاصة أن ماكونيل هاجم ترامب عدة مرات خلال الفترة الماضية، محملاً إياه المسؤولية، عن اقتحام أنصاره للكونغرس.

ولدى ترامب، كل الفرص لتبرئته كما حصل لدى أول محاكمة خضع لها بهدف عزله منذ عام. ونظراً إلى شعبيته الكبيرة لدى اليمين، يبدو أنه من غير المرجح أن يصوّت 17 سيناتوراً جمهورياً مع الديموقراطيين البالغ عددهم 50 في مجلس الشيوخ ليشكلوا بذلك الغالبية المطلوبة لإدانته، في حكم سيفتح المجال أمام اعتباره فاقداً للأهلية السياسية.

محامو الرئيس السابق أكدوا أن المدعين حاولوا من خلال نشر فيديوهات عن يوم اقتحام الكابيتول التغلب على رئيس كان نجماً إعلامياً أكثر من كونه سياسياً، وما حصل ليس سوى هجوم حزبي ومساءلة غير قانونية.

مرافعة الدفاع كانت مختصرة جداً عكس الادعاء، وبدت وكأنها استعجال لنهاية المحاكمة، كون براءة ترامب في حكم المضمونة بسبب عدم كفاية الأصوات لإدانته.

مساءلة شيّقة

على مدار أيام، قدم فريق الادعاء والدفاع في مجلس الشيوخ جميع ما يلزم من أدلة تثبت الإدانة من جهة والبراءة من جهة أخرى. مديرو المساءلة أكدوا أن هجوم الكابيتول المميت كان تتويجًا لرئاسة عانت من الأكاذيب والخطاب العنيف، وحذروا من أنه سيظل تهديدًا للديموقراطية الأميركية في حال تبرئته، وسيشكل ذلك سابقة خطيرة لرؤساء سيحاولون بالقوة التمسك بالسلطة.

مقابل أسلوب الادعاء المثير واعتماده بشكل كبير على ذكريات المشرّعين الخاصة في أكثر اللحظات دراماتيكية في المحاكمة، شنّ محامو ترامب هجوماً مضادّاً في مرافعةٍ قوية ومقتضبة، استغرقت ثلاث ساعات. واعتبروا المحاكمة انتقاماً سياسياً، يهدف إلى منع الخطابات التي لا تحلو للأكثرية. وعرضوا بدورهم مقاطع فيديو معدّلة بعناية، مؤكدين أن الحقل المعجمي الهجومي الذي استخدمه ترامب يندرج في إطار خطاب سياسي عادي محمي بموجب الدستور.

المحامي بروس كاستور أكد أن الهدف من المحاكمة هو شطب أصوات 75 مليون ناخب وتجريم الآراء السياسية. في حين أوضح مايكل فان دير فين أن التهمة الرامية للعزل غير منصفة، وتمثّل عملا غير دستوري.

هذا، وإن لم يتمكّن الديموقراطيون من الحصول على 67 صوتًا لازما لإدانة ترامب فقد يلجأون إلى التعديل الـ14 للدستور لفعل الشيء نفسه.

في السياق، قد يمثل ممثلين عن شركتي تويتر وفيسبوك أمام مجلس النواب، لتقديم تسجيلات توثق أعمال العنف في مبنى الكابيتول.

أسوأ رئيس

أظهر استطلاع رأي أنه تم اختيار ترامب الرئيس الأسوأ. ويعتقد %43 من الأميركيين أنه المسؤول المباشر عن اقتحام الكونغرس. وطالب %47 إدانته. وعلى الرغم من أن %53 لا يعتقدون أنه ينبغي السماح له بالترشح للرئاسة مرة أخرى، فإن هذا لن يحدث إلا إذا تمت الإدانة.

ضباط أمن «الكابيتول» مستاؤون.. ويحجبون الثقة عن قادتهم

في سياق واقعة 6 يناير، صوّت أفراد من شرطة الكابيتول بحجب الثقة عن كبار قادتهم، تعبيراً عن استيائهم بسبب الإخفاقات الاستخبارية والعملياتية التي تركتهم عرضة لذلك الهجوم وقلقهم من عدم القدرة على إدارة حوادث مستقبلية محتملة.

إلى ذلك، طالبت عائلات ضابطي شرطة انتحرا بعد فترة من أحداث الكونغرس باعتبارهما شهداء واجب. ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن زوجة الضابط جيفري سيمث أنه قرر الانتحار بعد أن تعرّض لإصابة بالرأس عقب إلقاء عمود معدني عليه، وبقي يعاني لأيام وفضل العزلة وعدم التحدث مع الآخرين أو مشاهدة نشرات الأخبار. زميله هوارد ليبينجود هو أيضاً كان قد انتحر عن عمر ناهز 51 عاما، وقالت زوجته: «لا أستطيع أن أتخيل الصدمة التي واجهها هو وزملاؤه أو الألم الذي تحملوه بعد ذلك».

لكن تصنيف وفاة سميث وليبينجود أنها أثناء أداء الواجب قد يكون صعبًا، ففي كثير من الولايات يستبعد القانون الذي يحكم المعاشات التقاعدية حالات الانتحار.

بايدن في «كامب دايفيد» وإدارته تراجع إغلاق «غوانتانامو»

فيما ينتظر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قرار مجلس الشيوخ، ذهب خلفه جو بايدن بعيداً عن معارك واشنطن السياسية، وفضّل انتظار الحكم في منتجع «كامب ديفيد» بولاية ماريلاند. ومن المتوقع أن يستفيد بايدن من المنتجع على نحو أكبر من الرئيس السابق، الذي لم يزره سوى 14 مرة على مدى أربع سنوات، ويقع المجمع شديد التحصين وسط جبال كاتوكين.

في سياق آخر، بدأت إدارة بايدن مراجعة إغلاق السجن العسكري الأميركي في «غوانتانامو» المثير للجدل.

وذكرت وكالة رويترز أن المساعدين المشاركين في المناقشات الداخلية ينظرون في إجراء تنفيذي يوقّعه بايدن في الأسابيع أو الأشهر المقبلة، في إشارة تدل على جهد جديد لإزالة ما يصفه المدافعون عن حقوق الإنسان بأنه وصمة عار تلتصق بصورة أميركا في العالم.

وقالت إميلي هورن الناطقة باسم مجلس الأمن القومي: «نجري تقييماً للوضع الحالي الذي ورثته إدارة بايدن عن الإدارة السابقة بما يتماشى مع هدفنا الأكبر، وهو إغلاق غوانتانامو». وأضافت: «سيعمل المجلس مع وزارات الدفاع والخارجية والعدل لإحراز تقدم صوب إغلاق المنشأة».

ولا يزال 40 سجيناً محتجزين هناك، معظمهم معتقل منذ عقدين، دون محاكمة أو توجيه اتهامات لهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى