تقارير

تشدُّد إيران: الحرس الثوري يمسك بالقرار

لا تنازل مع أميركا لعدم تقوية الإصلاحيين في الانتخابات

خالد جان سيز

تجهد إيران لرفع العقوبات الأميركية بأسرع وقت، مقابل عودتها إلى الالتزام بكامل بنود الاتفاق النووي، وكان تحرّكها ولا يزال زيادة الانتهاكات، واستثمار أوراقها في المنطقة لتحقيق أهدافها، حيث أعلنت أخيراً شروعها في إنتاج معدن اليورانيوم.

ودعت الدول الأوروبية الثلاث، فرنسا وألمانيا وبريطانيا، إيران إلى وقف إنتاج اليورانيوم المعدني، الذي قالت هذه الدول إنه يمثل خرقاً لالتزاماتها تجاه المجتمع الدولي، مردفة أن إيران تجازف بفقدان فرصة الجهود الدبلوماسية.

لكن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف دعا الدول الأوروبية الثلاث إلى قراءة البند الـ36 من الاتفاق النووي ورسائل إيران العديدة، مغرداً: «بأي منطق يجب أن تلتزم إيران وقف تلك الإجراءات التصحيحية التي اتخذتها بعد عام كامل من انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الذي ما زالت تقوم بانتهاكه؟».

كذلك، أكد مساعد وزير الخارجية الايرانية للشؤون السياسية عباس عراقجي أن الاتفاق النووي لا قيمة له من دون رفع كل أشكال الحظر عن بلاده.

ولفت إلى أن أميركا لم تصل بعد إلى حصيلة نهائية للموقف تجاه إيران: «حسب اطلاعنا، فإن أميركا لم تحدد سياستها الجديدة تجاه إيران، ولم تعلن موقفاً محدداً، كما أن بايدن لم يتحدث حول إيران في تصريحاته بوزارة الخارجية، الأسبوع الماضي؛ لذا يبدو أنهم لم يصلوا حتى الآن إلى حصيلة حول كيفية التصرف».

من جهته، أكد سفير ومندوب روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا میخائیل أولیانوف على تقديم محفزات اقتصادية لإيران للتقدم بعملية التنفيذ الكامل للاتفاق النووي.

ورقة الانتخابات

وتستعجل إيران رفع العقوبات قبيل انتخاباتها المقبلة في 18 يونيو، حيث حذرت بايدن من مجيء رئيس متشدد ينسف أي اتفاق مقبل.

وحددت وزارة الداخلية الإيرانية موعد البدء في تسجيل أسماء المرشحين للانتخابات في 11 مايو المقبل، وأعلنت أيضاً موعد تسجيل أسماء المرشحين للانتخابات التكميلية لمجلس الشورى في الثالث من أبريل.

وذكرت مصادر دبلوماسية لـ«المركزية» أن المرشد علي خامنئي يدفع بكل الوسائل المتاحة، الدستورية وغير الدستورية، في البلاد، من أجل تعزيز حظوظ المتشددين ومرشّحيهم، فجناح المحافظين يرفض المساكنة القائمة اليوم مع الإصلاحيين، ويتطلّع الى أن تكون ثلاثية «المرشد، الرئاسة، مجلس الشورى» في يده هذه المرة.

وتضيف المصادر أن الولاية الرئاسية الجديدة ستشهد أيضاً الإتيان بمرشد جديد، وهذا ما يبرر الضغط، الذي يمارسه الحرس الثوري لإزاحة كل خصومه من الصورة الانتخابية، معتبرة أن المحافظين سيواصلون رفع السقف في وجه الولايات المتحدة في المرحلة المقبلة، كون الذهاب نحو التفاوض معها من جديد، قبيل الاستحقاق الانتخابي، سيعزز فرص الإصلاحيين، خصوصاً إذا قررت واشنطن التخفيف بعض الشيء من العقوبات، التي تفرضها على إيران، وهذا ما سيزوّدهم بورقة قوة يستخدمونها في الانتخابات لمصلحتهم، كما أنه في حال التفاوض الآن، فإن الحرس الثوري سيضطر إلى تقديم تنازلات تعنى أولاً بتخصيب اليورانيوم ومنظومة الصواريخ البالستية ونفوذ إيران الإقليمي وأذرعها العسكرية، الأمر الذي لا يستسيغه المرشد.

بايدن ونتانياهو

وفي الوقت، الذي تستثمر إيران تبنّي إدارة بايدن خيار التفاوض لحل الخلاف حول الاتفاق النووي وملفات تتعلق به، يسود القلق في الكيان الصهيوني من البرود، الذي تتعامل به واشنطن معه، وكذلك مما يعتبره الكيان تساهلاً وتراخياً من الولايات المتحدة مع إيران في مسألة الشروط والقيود الخاصة بالاتفاق.

وزاد ذلك القلق عدم اتصال بايدن حتى الآن برئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتانياهو، رغم اتصاله بزعماء الصين والمكسيك وبريطانيا والهند وفرنسا وألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية وروسيا.

وكان غياب الاتصال سبباً في تكهنات بأن الإدارة الأميركية الجديدة ربما تشير بذلك إلى استيائها من العلاقات الوثيقة التي ربطت نتانياهو بسلف بايدن الرئيس السابق دونالد ترامب.

لكن الناطقة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، قالت إن «بايدن يتطلع إلى التحدث مع نتانياهو… بوسعي أن أؤكد لكم أن ذلك سيحدث قريباً، لكن ليس لدي موعد أو جدول زمني محدد».

وكان ترامب وسلفه باراك أوباما، الذي شغل بايدن في إدارته منصب نائب الرئيس، اتصلا بنتانياهو خلال أيام من توليهما الرئاسة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى