تحليلات

لبنان: لا حكومة قريباً.. والانهيار المالي يتواصل

بدء حملة التلقيح ضد «كورونا».. وأرقام المسجلين غير مشجعة

بيروت – أنديرا مطر

دخل لبنان عملياً مواجهة سياسية طويلة الأمد ستنعكس حكماً في مواصلة الانهيارين المالي والاقتصادي في الأشهر المقبلة.

في الأثناء، إيجابية واحدة سجلها هذا البلد الغارق في أزماته، على صعيد مواجهة جائحة «كورونا»، مفتتحاً عملية التلقيح ضد الفيروس الفتاك، رغم ما يشوبها من شكوك بحسن إدارة الملف وعدالة التوزيع.

ترقُّب لكلمة الحريري

سياسياً، لم تحقق زيارة الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري الى القصر الجمهوري أي تقدم على المسار الحكومي، بل زادت الوضع تعقيداً، وأكدت أن أبواب الحل الداخلي للأزمة اللبنانية مغلقة بالكامل.

وبعد رد رئيس الجمهورية تشكيلة الحريري، انطلقت معركة البيانات والتصريحات، وسط ترقب لكلمة الحريري، اليوم، في ذكرى اغتيال والده رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، في ظل توقعات بأنها ستكون عالية السقف، وتتضمن عناوين المرحلة المقبلة.

نائب رئيس تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش خفف من وطأة التوقعات، لافتاً الى أن الحريري ليس من طبعه «العنف الكلامي»، مؤكداً في المقابل أنه سيكون حاسماً في وضع الأطراف كلها امام مسؤوليتها، وسيشدد على أن إنقاذ البلاد مرتبط بتعاون الجميع.

وفي تصريح لـ القبس، رأى علوش أن لقاء الدقائق العشرين بين الحريري وعون أكد أن الأخير يأخذ لبنان رهينة من أجل تأمين المستقبل السياسي لصهره رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، مضيفاً أن عون لن يسهّل عملية تشكيل الحكومة إلا بحل يضمن مستقبل الأخير.

أبعد من المواجهة المحلية، اعتبر علوش أن الفريق الرئاسي افتتح مواجهة مع المجتمع الدولي، فالحريري التقى عون في ختام جولات خارجية عربية وفرنسية، جددت الشروط الدولية لمساعدة لبنان، وأكدت عدم تخلي فرنسا عن شروط مبادرتها. وهذا ما أبلغه الحريري لعون، لناحية عدم التراجع عن تشكيل حكومة من 18 وزيراً متخصصاً، ليس فيها تمثيل حزبي ولا ثلث معطِّل.

لا اعتذار

في المحصلة، لا الحريري في وارد التراجع عن مهمة التكليف والتأليف، مدعوماً بتأييد قوى سياسية محلية ودول صديقة وشقيقة، ولا رئاسة الجمهورية تنازلت عن شروطها للموافقة على ولادة الحكومة، فما الذي سيقدم عليه الحريري بعد؟، وهل سيبقى رئيساً مكلفاً؟. «لننتظر كلمة الحريري اليوم»، يقول علوش، مشدداً على أن تيار المستقبل لا يؤيد اعتذار الحريري؛ لأن هذا الموقع هو حصيلة استشارات نيابية، مثله مثل موقع رئاسة الجمهورية «فإذا أراد عون الاستقالة «يصطفل»، أما الحريري فلن يعتذر».

حزب الله يتفرج

يحمّل علوش الرئيس عون مسؤولية دمار الجمهورية اللبنانية؛ لأن لبنان من دون دعم دولي ذاهب الى التفكك، في حين يقف حزب الله حليفه موقف المتفرج في هذه المرحلة «طالما أن إيران اليوم في مرحلة انتظار وترقب لترتيب أوضاعها مع الإدارة الأميركية الجديدة».

دفعة اللقاح الأولى وصلت

على صعيد مواجهة «كورونا»، دخل لبنان متأخراً ورشة التلقيح التي ستكون صعبة وطويلة، بعد وصول الدفعة الأولى من لقاح «فايزر» السبت. ومن المتوقع أن تبدأ حملة التطعيم، الإثنين، في إطار مساعي السلطات المختصة الوصول إلى نسبة %80 من المناعة المجتمعية.

وستخصص الدفعة الأولى لتلقيح مقدمي الرعاية الصحية في الخطوط الأمامية، ولمن تجاوز الـ75 من العمر ويعاني من مشاكل صحية، وذلك وفق خطة وضعتها وزارة الصحة بالتعاون مع لجنة الصحة النيابية.

أرقام المسجلين غير مشجعة

رغم الأرقام القياسية في أعداد الإصابات والوفيات التي يسجلها لبنان يومياً، فإن المثير للاستغراب هو نسبة الإقبال الخجولة، إذ إن الأرقام المسجلة على منصة التحصين لم تتجاوز 400 ألف مواطن.

وأشار استطلاع للرأي أجرته «الدولية للمعلومات» إلى أن %38 من سكان لبنان يرفضون اللقاح، مقابل %31 يريدونه، و%31 لم يقرروا بعد، في حين يُرجح أن نسبة المناعة المجتمعية في لبنان، وصلت حتى الآن إلى %35 من المقيمين.

صندوق النقد: اللقاح لمن يستحق

وكانت مصادر إعلامية كشفت أن الرؤساء الثلاثة طلبوا من وزارة الصحة تلقيح كل الأجهزة السياسية والإدارية والأمنية على مستوى هذه الرئاسات، عبر تخصيصهم بكمية معينة من اللقاحات، تشمل فرق العمل في القصر الجمهوري ومجلس النواب والسراي الحكومي.

وأوضحت المصادر ذاتها أن وزارة الصحة نقلت طلب الرؤساء الى صندوق النقد الدولي الذي يمول الدفعة الأولى من اللقاحات، إلا أنها ووجهت برفض «الصندوق»، الذي هدد بوقف برنامج التمويل الذي يشمل الدفعات اللاحقة، وأصرَّ على ضرورة الالتزام «بالمقاييس المتّبعة لتشمل اللقاحات كل من يستحقها، تحقيقاً للمساواة وبعيداً عن الطريقة اللبنانية التي تتمّ فيها الأمور من دون مراعاة المساواة بين اللبنانيين، ولا المعايير الدولية في التوزيع».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى