تحليلات

علماء يطوِّرون لقاحاً لـ «عموم فيروسات كورونا»

«كوفيد 19» سيصبح مرضاً يمكن التعايش معه كما الإنفلونزا

محرر الشؤون الدولية

«فيروس كورونا يمكن أن يبقى فترة طويلة وعلينا الاستعداد لذلك»، هو تنبيه أصدرته الهيئة الأوروبية للصحة، بينما قال وزير الصحة البريطاني مات هانكوك إن اللقاح والعلاج يعنيان أن «كوفيد 19» سيصبح مرضاً يمكن التعايش معه كما الإنفلونزا.

أندريا أمون مديرة المركز الاوروبي للوقاية من الأمراض المعدية والسيطرة عليها، ذكرت أن «بقاء الفيروس هو الأكثر ترجيحاً، ويبدو أنه تكيف بشكل كبير مع الإنسان، وعلينا أن نستعد لافتراض بقائه».

وتتركز الجهود لمواجهة احتمال بقاء الفيروس على التلقيح وإجراءات السلامة، وتدل المؤشرات على أن بريطانيا على وشك كسب رهانها بتلقيح نحو 15 مليون شخص من الفئات الأكثر عرضة للإصابة، بحلول منتصف الشهر الجاري.

السلطات الصحية الفرنسية أوصت بدورها بإعطاء جرعة واحدة فقط من اللقاح للأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس، لتصبح بذلك أول دولة تصدر توصية كهذه.

وذكرت الهيئة العليا للصحة أن الأفراد المتعافين من «كوفيد 19» يكونون قد طوروا استجابة مناعية مشابهة للقاح، وبالتالي جرعة واحدة منه تكفي، وتلعب دوراً في تذكير الجهاز المناعي بكيفية مكافحة الفيروس. وفي حال تطبيق القرار يتوقع أن يسرّع من وتيرة نشر اللقاح في فرنسا.

اختبارات على الأطفال

وفي وقت لم تشمل اختبارات اللقاحات الأطفال بعد، أعلنت جامعة أكسفورد عن إعطاء لقاح «أسترازينيكا» للأطفال، الذين تبلغ أعمارهم ست سنوات، كجزء من إجراء تجارب سريرية لاختبار فعاليته لدى من تقل أعمارهم عن 18 عاماً، وفقا لصحيفة «الإندبندنت».

وسيحصل قرابة 300 متطوع، تتراوح أعمارهم بين 6 و17 عاماً، على حقنة في أول محاولة على مستوى العالم؛ لتقييم ما إذا كانت تنتج استجابة مناعية قوية لدى الصغار.

وقال أندرو بولارد أستاذ عدوى الأطفال والمناعة في جامعة أكسفورد: «في حين أن معظم الأطفال غير مصابين نسبياً، فمن المهم إثبات السلامة والمناعة».

أعراض جانبية حادة

وأظهر لقاح «أسترازينيكا» أعراضاً جانبية حادة وسط شريحة واسعة من الأطباء الذين تم تطعيمهم.

صحيفة «التايمز» البريطانية قالت إن فرنسا قد وضعت طاقمها الطبي في حالة تأهب بعد إصابة أطباء بـ «أعراض إنفلونزا حادة» بعد حقنهم بالجرعة الأولى من اللقاح.

وحسب الصحيفة، فقد ظهرت في الأيام الأربعة الأولى من التطعيم. وتتسارع حملة التلقيح في الولايات المتحدة، ويتوقع أن تساهم آلاف الصيدليات في المشاركة في حملة التلقيح.

وأعلنت شركة «موديرنا» أنها طلبت السماح من مختلف الهيئات الصحية في العالم بزيادة سعة قوارير لقاحها ضد فيروس كورونا بنسبة %50، من أجل تسريع حملات التطعيم، ما يعني ملء قواريرها بنحو 15 جرعة من اللقاح، بدل 10 جرعات سابقا.

في المقابل، أظهرت المعلومات الأولية في الكيان الصهيوني أن 0.1 في المئة من أصل نصف مليون شخص حصلوا على لقاح فايزر أصيبوا بـ «كوفيد 19».

ووفقا لما نشرته صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، فإن معدل فعالية «فايزر» وصلت إلى 93 في المئة.

وأشارت المعلومات إلى عدم تسجيل أي حالة وفاة مرتبطة بمرض «كوفيد 19» من الأشخاص الذين حصلوا على التطعيم من أصل نصف مليون عبري شملتهم الدراسة، مقابل إصابة 544 شخصا منهم فقط.

التعامل مع المتحورات

وخلصت دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة «أكسفورد» إلى أن لقاح «فايزر» أثبت فعالية ضد السلالات الجديدة من الفيروس.

وحسب الدراسة المنشورة في دورية «ريسيرش سكورير»، وجد الباحثون أن اللقاح يحفز جهاز المناعة ويجعله يستجيب بقوة ضد سلالتي «كورونا» الجديدتين اللتين اكتشفتا في المملكة المتحدة وجنوب أفريقيا.

وفي سياق متصل، يبحث العديد من العلماء أيضاً عن لقاح يمكن أن يعمل ضد جميع سلالات «كورونا» القديمة والحديثة.

ويقول تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» إن الباحثين بدأوا في تطوير نماذج أوَّلية لما يُعرَف بـ «لقاح عموم فيروسات كورونا»، مع ظهور بعض النتائج المبكِّرة الواعدة.

ويعتقد إريك توبول أستاذ الطب الجزيئي بمعهد سكريبس للأبحاث في سان دييغو أن العلماء يجب أن ينضموا معاً في مشروعٍ كبيرٍ آخر لابتكار اللقاح. وقال: «علينا الحصول على قوة عمل حقيقية لتسريع هذا الأمر حتى نتمكَّن من الحصول عليه هذا العام».

واتَّخَذَ الباحثون في شركة VBI للقاحات، وهي شركة مقرها كامبريدج، خطوةً نحو ابتكار لقاحٍ ضد عموم فيروسات «كورونا» الصيف الماضي.

وتقود باميلا بجوركمان، عالمة الأحياء الهيكلية في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا فريقاً يطوِّر لقاحاً آخر لعموم الفيروسات، ويُتوقَّع أن تبدأ تجاربه السريرية في مارس المقبل.

غير أن كبار العلماء في العالم حذروا من أن الأمر سيستغرق سنوات للسيطرة على الوباء ما لم تحصل البلدان الفقيرة على اللقاحات بشكل أسرع.

كما حذّر اختصاصيون في علم الأمراض من أن عمليات التلقيح بمفردها لن تكون قادرة على القضاء على «كورونا»، ما لم تحصل جميع البلدان على جرعات اللقاح بطريقة عاجلة، وعادلة.

دراسة: عقار يحد من الوفيات

توصل فريق علمي يشرف على أكبر تجربة لاختبار فعالية الأدوية المتوافرة ضد «كورونا» إلى أن دواء مضاد للالتهابات قادر على تخفيض خطر وفاة المصابين بالفيروس في الحالات الحادة.

ووفق نتائج الدراسة التي نشرت على موقع «ميدأرشيف»، أظهر عقار tocilizumab فعالية كبيرة في تخفيض حاجة المصابين بـ «كورونا» إلى التنفس الاصطناعي، وقلل من المدة التي يقضونها في المستشفى.

وحسب الخبراء، يعد الدواء هو الثاني الذي يظهر فعالية ضد «كورونا» بعد دواء ديكساميثازون.

ويستخدم tocilizumab لعلاج التهاب المفاصل وأمراض المناعة الذاتية، غير أن سعره أعلى من دواء ديكساميثازون، إذ تبلغ تكلفة دورة العلاج به ما يقارب 500 دولار في بريطانيا، فيما لا يتجاوز سعر دورة علاج ديكساميثازون 5 دولارات.

تطوير جهاز «دقيق ورخيص» لكشف الإصابات

تمكّن علماء في بريطانيا من صنع جهاز لفحص الإصابة بعدوى «كورونا»، يكشف عن النتيجة خلال فترة لا تتعدى الساعتين بالاعتماد على فحص اللعاب.

وعمل فريق من معهد «ويلكوم سانغر» على تطوير الفحص المسمى «إنسايت»، ليكون أكثر سهولة من ناحية الاستخدام مقارنة بنظام المسحة الأنفية.

ولا يتطلب الأمر ممن يرغب بالتوثق من إصابته سوى البصق في المكان المخصص للعينة، ومن ثم الانتظار حتى ظهور النتيجة.

وبعد مرور الوقت اللازم للتعامل مع عينة الفحص، يظهر الجهاز النتيجة من خلال ألوان تشير إلى إيجابية الإصابة أو سلبيتها، على غرار فحص الحمل.

ويتمتع الجهاز بالقدرة على التعامل مع عينات مختلفة، غير اللعاب، بما يشمل المسحات الأنفية والحلقية، وتم تطويره ليمكن الناس من استخدامه في منازلهم، وسيتمتع بالمزايا الخمس التالية: سيكون دقيقاً، ورخيصاً، وقابلاً للتطوير، ومحمولاً، وسريعاً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى