تحليلات

«ميلاد» كئيب في أوروبا

تعيش أوروبا أجواء كئيبة مع اقتراب عيد الميلاد، بسبب وباء فيروس كورونا المستجد، الذي لم يفلح بدء عمليات التطعيم في عدد من الدول في كبح تفشيه، فتحور وأصبح أسرع انتشاراً، لا سيما في مناطق من بريطانيا، وفي هولندا والدنمارك وأستراليا، وعكّر صفو الناس الذين يخططون للاحتفال بنهاية العام، إذ فرضت دول أوروبية عديدة إجراءات صارمة، وقيّدت السفر، معززة إجراءاتها الأمنية والصحية لاحتواء هذه الموجة الثالثة، حيث أغلقت كل من بريطانيا وهولندا والدنمارك حدودها، وعلّقت رحلات الطيران في ما بينها، ودعت مواطنيها إلى التزام المنازل. وقال وزير الصحة البريطاني إن السلالة الجديدة «خرجت عن السيطرة»، لتبرير إعادة الإغلاق وتدابير قال إنها قد تستمر حتى توزيع اللقاح على السكان. في وقت طالبت منظمة الصحة العالمية بضرورة اتخاذ جميع التدابير الوقائية لمنع انتشار السلالة الجديدة، كما دعت دول أوروبية عدة إلى تقييد السفر إلى الدول التي تشهد السلالة الجديدة.

فيما يلي التفاصيل الكاملة

عكر فيروس كورونا صفو اعياد الميلاد (الكريسماس) هذا العام في العالم اجمع، لا سيما في القارة العجوز، فمع اقتراب الاعياد عززت دول أوروبية اجراءاتها الأمنية والصحية لاحتواء الموجة الثالثة من انتشار الفيروس المستجد بما في ذلك سلالة جديدة ظهرت مؤخراً في بريطانيا الدولة الأكثر تضرراً.

وأكدت منظمة الصحة العالمية رصد تفشي هذه السلالة في ثلاث دول أخرى وهي الدنمارك، وهولندا، وأستراليا، موضحة أنها تتابع بشكل دقيق مع المسؤولين البريطانيين ظهورهذا التحور الجديد للفيروس، وأنها ستعمل على تحديث المعلومات، حول خصائص الفيروس وتحوراته، للدول الأعضاء والجمهور كلما توافرت، محذرة بضرورة اتخاذ جميع التدابير الوقائية لمنع انتشار الفيروس والامتثال لتعليمات السلطات المحلية.

تعليق رحلات

وعلقت هولندا جميع رحلاتها القادمة من بريطانيا حتى الأول من يناير، وستحذو حذوها دول اخرى، لا سيما المانيا وفرنسا، وقال مارك روتي رئيس مجلس الوزراء الهولندي إن مسألة الرحلات في وسائل النقل الأخرى لا تزال قيد البحث، ودعا المواطنين إلى تجنب السفر إلا في حالة الضرورة القصوى. اما إسبانيا فطلبت رداً «منسقاً» للاتحاد الأوروبي بشأن الرحلات مع المملكة المتحدة. وكان بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني قد أكد انتشار نوع جديد من الفيروس بشكل أسرع ولكنه ليس أكثر فتكاً. وعليه خضع سكان العاصمة لندن والجنوب الشرقي لإنكلترا لقيود صارمة بعد رفع حالة الإنذار إلى الدرجة الرابعة وهي الأعلى، ما أجبر أكثر من 16 مليون شخص على البقاء في منازلهم والتخلي عن الاجتماعات العائلية التقليدية لعيد الميلاد. وقال وزير الصحة البريطاني مات هانكوك إن السلالة الجديدة «خرجت عن السيطرة» لتبرير إعادة فرض الإغلاق، وهي تدابير قال إنها قد تستمر حتى توزيع لقاح. وأضاف هانكوك «إنه تحد كبير حتى نوزع اللقاح على السكان. هذا ما سنواجهه خلال الشهرين المقبلين».

وفي فرنسا، لا تزال الإصابات بارتفاع مستمر مسجلة خلال الـ24 ساعة الأخيرة نحو 18 ألف إصابة جديدة. أما إيطاليا، فقد فرضت إجراءات حجر صارمة خلال الأعياد وصنفت بأكملها منطقة حمراء محظورة يسمح للمواطنين مغادرة منازلهم للمشاركة في مأدبة عائلية بأعداد محدودة. ومع إغلاق مناحي الحياة كافة، أفادت تقارير أن البلاد تعاني وضعاً معيشياً خانقاً هبط بآلاف الإيطاليين تحت خط الفقر. وتقول سيمون التي كانت تعمل في مقصف مدرسي وتنظيف المنازل، انها فقدت عملها مع إغلاق البلاد ولم تستطع أن تجد عملاً يسد احتياجاتها وأطفالها، حتى إنها اضطرت إلى تناول الجزر وحده فقط لأيام.

اجراءات في كندا واستراليا

وفي كندا تجاوز عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد عتبة الـ500 ألف ما دل على تسارع انتشار الوباء على أراضيها مع اقتراب عطلة نهاية العام. وستبقى إجراءات الحجر مفروضة في مدينة تورونتو ومنطقتها حتى الرابع من يناير. وفي كيبيك، ستُفرض قيود جديدة حتى 11 يناير.

أما أستراليا، فقد فرضت قيوداً جديدة في سيدني كبرى مدنها بعد أن سجّلت ظهور بؤرة وبائية جديدة. وأصدرت أوامر لسكان الساحل الشمالي بالبقاء في منازلهم وعدم الخروج إلا عند الحاجة حتى منتصف ليل الأربعاء والخميس، وأغلقت الشواطئ والفنادق. من جانبها، أعلنت هولندا اكتشاف حالة مشابهة لما جرى اكتشافه في بريطانيا.

جنوب أفريقيا

وفي جنوب أفريقيا، أفادت وكالة بلومبيرغ بأن تفشي فيروس كورونا المستجد هزّ اقتصادها ودفع البطالة إلى أعلى مستوى لها منذ 17 سنة، كما أيقظ شيطان رهاب الأجانب، حيث نظّمت جماعات مناهضة للمهاجرين تظاهرات في جوهانسبرغ بترحيل جماعي للأجانب.

فاوتشي: لقّحت سانتا كلوز ليوزع الهدايا
فيما وصلت الدول إلى حالة مزرية بسبب قيود الإغلاق الأخيرة مع اقتراب الأعياد وتخوف الأطفال من عدم حصولهم على هداياهم هذا العام، رد أنتوني فاوتشي كبير خبراء الأمراض المعدية في أميركا مازحاً بأنه سافر إلى القطب الشمالي وقام بتطعيم بابا نويل بلقاح كورونا بنفسه، وسيتمكن من توصيل هدايا الكريسماس بأمان هذا العام. وأضاف أن بابا نويل معفي من الوباء، لأن إحدى صفاته الجيدة العديدة تشمل المناعة الفطرية، وبالتالي يمكنه النزول من المدخنة وترك الهدايا والمغادرة. وقال: «لا تقلقوا، كل شيء تحت السيطرة، قمت بتلقيح سانتا كلوز بنفسي.. هو على ما يرام».

بابا الفاتيكان البابا فرنسيس حاول عبر تويتر التخفيف من وطأة الأزمة، وقال: «ليس علينا أن نتذكر في هذا الوقت العصيب.. لنفعل شيئاً لمن لديهم موارد أقلّ، ليس لنا ولأصدقائنا، وإنما إهداء شخص محتاج لا يفكر فيه أحد».

أميركا تبدأ توزيع «موديرنا» وحزمة إغاثة جديدة

في الولايات المتحدة، بدأ توزيع لقاح شركة موديرنا، ومن المقرر أن يبدأ أكثر من 3700 موقع في تلقي وتوزيع اللقاح بحلول اليوم، ما يوسع نطاق حملة التوزيع التي بدأت بلقاح شركة فايزر. وفي ظل تسجيل أعداد قياسية للمصابين والوفيات بسبب فيروس كورونا، نقلت موديرنا بالفعل إمدادات اللقاح من مصانعها إلى مستودعات تديرها شركة ماكيسون للتوزيع. وقال الجنرال بالجيش جوستاف بيرنا إن الشاحنات المحمّلة باللقاح انطلقت وتصل إلى مقدمي الرعاية الصحية اعتباراً من الإثنين، ويجب نقل جرعات اللقاح برفقة حراسة أمنية، وسيتم تخزينها في ثلاجات مغلقة.

وتوصّل مجلس الشيوخ الأميركي إلى اتفاق بشأن سلطات الإقراض الطارئ لمجلس الاحتياطي الفدرالي، في خطوة تمهد لإقرار حزمة إغاثة لمكافحة فيروس كورونا المستجد، بقيمة 900 مليار دولار. وستتضمن الحزمة إعانات بطالة محسّنة قيمتها 300 دولار أسبوعياً، وجولة ثانية من شيكات التحفيز، وتمويلاً للمدارس، ومقدّمي الرعاية الصحية، وتوزيع اللقاحات، والشركات الصغيرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى