
بيروت – أنديرا مطر
رفع الرئيس المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية سعد الحريري سقف المواجهة مع فريق رئيس الجمهورية ميشال عون، مستنداً إلى دعم فرنسي، مؤكداً أن جوهر المبادرة الفرنسية هو الإصلاح، وأن الحل موجود لوقف الانهيار، وهو تشكيل حكومة اختصاصيين.
وفي خطابه بمناسبة الذكرى الـ16 لاغتيال والده رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، رد سعد على كل حملات الفريق الرئاسي والتيار الوطني الحر ضده، مستهلاً كلمته بتعداد إنجازات والده، قائلاً: «بعده اسمك ذابحهم»، سائلاً خصومه: «ما هي إنجازاتكم؟».
وفي موضوع الحكم الصادر عن المحكمة الخاصة بلبنان على سليم عياش، أحد قتلة والده، أكد الحريري أن «هذا الحكم سيُنفذ، وعياش سيُسلَّم، مهما طال الزمن. والأهم، أن مسلسل الاغتيالات يجب أن يتوقف، وسيتوقف، وإلا هناك مشكل كبير في البلد».
وقال الحريري: «لكل من ليس لديهم عمل إلا الهجوم على الحريرية السياسية، سأذكرهم ما هي الحريرية السياسية: الحريرية السياسية أوقفت الحرب الأهلية، أعادت لبنان إلى الخريطة، أعادت إعمار بيروت، بنت مستشفيات حكومية والجامعة الوطنية والمدارس الرسمية، والمطار، وجاءت بالمستثمرين والسياح، وأنشأت أول شبكة خليوي في الشرق الأوسط».
وتابع: «سؤالي الوحيد: أنتم ما هي إنجازاتكم؟ ماذا فعلتم للبلد وللناس؟.. الاقتصاد منهار، جزء أساسي وحبيب من بيروت تدمر في انفجار المرفأ، كورونا يفتك كل يوم بعائلاتنا، مسلسل الاغتيالات مستمر، من مروان حمادة وصولاً إلى لقمان سليم».
وكشف الحريري مسار مشاوراته مع الرئيس عون منذ تكليفه، مؤكداً أن هناك فرصة للحل والإصلاح، مصرّاً على موقفه من تشكيل حكومة اختصاصيين لا ثلث معطلاً فيها لأحد.
ولفت إلى أنه «بعد 14 جولة تشاور ومحاولات إيجاد الحلول مع عون، قدمت له اقتراح تشكيلة من 18 وزيراً، اختصاصيين غير حزبيين، قادرين أن ينفذوا كفريق متكامل الإصلاحات المطلوبة لوقف الانهيار وإعادة اعمار بيروت، ولرئيس الجمهورية فيها 6 وزراء بدون ثلث معطل. وفي التشكيلة نفسها، اقترحت لوزارة الداخلية اسم قاضٍ معروف، مشهود بكفاءته ونظافته، وسبق أن حكم ضد تيارنا السياسي في القضاء، ومقرب من الرئيس، وبدلاً من أن يعطي فخامته ملاحظاته على التشكيلة وفق الدستور، والمنطق أتى الجواب بالإعلام».
وجدد الحريري التأكيد على أن «الحل موجود للأزمة اللبنانية، وهناك استعداد، لا بل حماس، لمساعدة لبنان، لوقف الانهيار، ولإعادة إعمار بيروت، وهذا الحل ينتظر كبسة زر، والزر حكومة اختصاصيين غير حزبيين»، جازماً أن جوهر المبادرة الفرنسية هو الإصلاح، ولا إصلاح من دون حكومة اختصاصيين.
ورد على اتهامات الفريق الرئاسي له بالاعتداء على حقوق المسيحيين، مكرراً مقولة والده: «وقفنا العد» (كناية عن المناصفة بين المسيحيين والمسلمين بغض النظر عن العدد)، مؤكداً أن حقوق المسيحيين هي ببساطة حقوق اللبنانيين.
وقال الحريري إن زياراته إلى الدول العربية والعالم تهدف «لحشد الدعم للبنان، ولترميم العلاقات، خصوصاً الدول العربية، حتى ينطلق الحل بسرعة، عندما تتشكل الحكومة، وستتشكل».
وختم الحريري: «لا مخرج من الأزمة بمعزل عن العرب والمجتمع الدولي، ومن دون مصالحة عميقة مع الأشقاء العرب، والتوقف عن استخدام البلد منصة للهجوم على دول الخليج وتهديد مصالح اللبنانيين».